تهدف الشركة الناشئة إلى أن يُصبح تطبيقها المتميز هو الأكثر استخدامًا في المنطقة مستقبلاً، وذلك من خلال توفير خدمة مشاركة الرحلات، وخدمة توصيل الركاب، وتوصيل الطرود، والرحلات مسبقة الحجز، والرحلات السياحية، كل ذلك في منصةٍ واحدةٍ.
علياء مهران أحمد 22 سبتمبر 2021
الآراء التي عبر عنها المساهمون تعبر عن وجهة نظرهم الخاصة.
منذ إنشاء مُسرع أعمال الشركات الناشئة “تقدم” في عام 2016، وهو برنامج تدعمه جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية (KAUST) بالتعاون مع بنك ساب ومقره في الرياض، فقد استطاع توفير بيئة رعاية للعديد من الشركات الناشئة الناجحة. وقصص برنامج “تقدم” هي سلسلة من قصص النجاح تستعرض ستة أعمال مماثلة، ومن خلال هذه الأعمال، يتضح جليًا أن سر نجاح برنامج “تقدم”، والذي يبدو أنه مزيجًا من أفضل وسائل الدعم التكنولوجية ووسائل الإرشاد، مع التركيز الشديد على بناء الحس المجتمعي داخل النظام البيئي لريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية.
شركة شاترستوك
انطلاقًا من فكرة مستوحاة من سوق مشاركة السيارات الفرنسي BlaBlaCar، تم إنشاء منصة رحلة كار بشكل أساسي بوصفها شركة لمشاركة السيارات في المملكة العربية السعودية. وذكر مؤسس الشركة، عبد الرحمن الشيخي، أحد خريجي برنامج “تقدم” لعام 2017، إنه لاحظ العديد من القضايا المهمة في طريقة السفر بين المدن في المملكة. حيث أوضح الشيخي: “وجدت أن هناك نقصًا في الموارد عندما تريد إيجاد طرق للانتقال من مدينة لأخرى، وخلال أوقات مثل شهر رمضان، تكون الطرق مزدحمة بصورة أكثر من المعتاد”. “ومع وجود مشكلات مثل الوقود والصيانة، لا يمكن للمسافرين أيضًا النوم أثناء الرحلات الطويلة. وكان هذا تقريبًا هو نفس الوقت الذي صادف فيه معرفتي لتطبيق BlaBlaCar وفكرت لماذا لا أقوم بإنشاء مفهوم مماثل في المملكة العربية السعودية”.
تم إطلاق نموذج الأعمال لشركة رحلة كار في عام 2019، وهو بسيط للغاية. حيث يمكن للسائقين المُحتملين تسجيل سياراتهم على التطبيق، وتحديد المدينة التي سيسافرون إليها وموعد سفرهم، ثم تُعرض هذه المسارات كخيارات للمسافرين للاختيار من بينها. وفي الوقت الحالي، يقدم تطبيق رحلة كار خدماته للسياح الذين يزورون جدة، بالإضافة إلى المدينتين المقدستين مكة والمدينة المنورة، اللتان تشهدان زيارة مئات الآلاف من الحجاج كل عام. وأوضح الشيخي: “لقد خلق تطبيق رحلة كار الآن وسيلة للسياح والزوار للسفر بطريقة معقولة التكلفة، مع التعرف أيضًا على المزيد عن ثقافتنا“. وأضاف: “لقد أضفنا أيضًا عددًا من الخدمات مثل حجز الرحلات والحجز مقدمًا، والتي تشبه ما تقدمه بعض الشركات الأخرى، ولكن وجود مفهوم مثل مشاركة الرحلات لم يُسمع عنه في المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط من قبل.”
عبد الرحمن الشيخي، مؤسس شركة رحلة كار. المصدر: رحلة كار.
فيما يتعلق بتقديم فكرة غير مألوفة إلى السوق السعودية ، كان لبرنامج “تقدم” دورًا كبيرًا في ضمان نجاح الشركة، بحسبما أفاد الشيخي. وأوضح قائلاً: “وجدنا دعمًا كبيرًا من برنامج “تقدم” فيما يتعلق بالمنح التي تلقيناها، والإرشاد الخاص الذي حصلنا عليه. كما ساعدنا البرنامج أيضًا في جمع 2.3 مليون ريال سعودي، والتي تمكنا من استخدامها لإدارة الشركة لمدة 12 شهرًا. ولولا هذا البرامج، كان الأمر سيستغرق منّا وقتًا طويلاً حتى نكون في وضعنا الحالي!”
المصدر: rehlacar.com
كان إغلاق البلاد خلال أزمة كوفيد-19 هو أكبر عقبة أمام الشركة الناشئة، لأن السفر على الطرق وبروتوكولات التباعد الاجتماعي كانت تحديًا صارخًا لنموذج عملها. لكن ذلك فتح الأبواب أمام إضافة بعض الخصائص الجديدة، بحسبما ذكره الشيخي. من منظور علم الاجتماع، هناك نقطة مثيرة للاهتمام أثارها الشيخي عند التحدث عن خططه المستقبلية: مع إصدار المملكة العربية السعودية الآن رخص قيادة للسيدات، فإن ذلك يفتح الفرصة للسائقات من السيدات لاستخدام تطبيق رحلة كار. وأضاف الشيخي: “يمكن للمرأة الآن أيضًا السفر بأمان مع وجود مسافرات وسائقات من الإناث باستخدام تطبيقنا. لذلك آمل جديًا أن تستخدم المزيد من السائقات تطبيق رحلة كار.”
والآن، مع مساحة العمل الجديدة التي توفرها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وفرصة الانتفاع من وسائل الاتصال العديدة بها، والتركيز الشديد على رؤية 2030، يعمل الشيخي على توسيع نطاق أعماله بشكل أكبر. هدفه: جعل تطبيق رحلة كار تطبيقًا متميزًا. وأضاف: “هناك 53 مليون رحلة على الطريق شهريًا بين مدن المملكة العربية السعودية. الآن، تخيل ما إذا كان من الممكن تقليل ذلك بشكل كبير – يمكننا أيضًا خفض التلوث وتخفيف حركة المرور وتقليل من الحوادث. خلال توفير مشاركة الرحلات وخدمة النقل وتوصيل الطرود والرحلات مسبقة الحجز والرحلات السياحية، كل ذلك من منصة واحدة، نخطط لأن نصبح تطبيقًا متميزًا في المنطقة”.
عناصر ذات صلة: قصص من برنامج “تقدم”:تعمل شركة Wayakit الناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية على إنشاء منتجات عضوية غير سامة من شأنها أن تجعل السفر أكثر أمانًا