سايمون ميلور، الرئيس التنفيذي لشركة ميسي فرانكفورت الشرق الأوسط
فيما يلي يشرح سايمون ميلور، الرئيس التنفيذي لشركة ميسي فرانكفورت الشرق الأوسط، سبب عدم تضاؤل قيمة الفعاليات الحية منذ انتشار فيروس كورونا. ففي معرض تعليقه على الجائحة الصحية وكيف تستمر في تغيير قطاع الفعاليات، يذكّر السيد ميلور كيف تطور القطاع في الأشهر الاثني عشر الماضية ولماذا، على الرغم من ارتفاع تقبّل الفعاليات الافتراضية، إلا أن الحاجة إلى التواصل المباشر أمر أساسي للحاضرين في أي فعالية حول العالم
تأثير الجائحة في تغيير صناعة الاجتماعات والمحفزات والمؤتمرات والمعارض.
خلال الأشهر الـ 12 الماضية، كان هناك ارتفاع هائل في عدد الفعاليات الافتراضية أو الهجينة، مما مكّن الجمهور من المشاركة والتفاعل مع أي معرض من أي مكان في العالم.
كذلك يقوم المنظمون أيضاً بإنتاج مجموعة كبيرة من المحتوى الرقمي الجذاب، ليس فقط في وقت المعارض، ولكن على مدار العام بأكمله، مما يساعدهم على البقاء على تواصل مع الجمهور أكثر من أي وقت مضى.
ففي عام 2020، تضمنت سلسلة الندوات الافتراضية التي قامت ميسي فرانكفورت الشرق الأوسط بتنظيمها عبر الإنترنت نحو 80 ندوة عبر 13 علامة تجارية، مما مكّن حوالي 17000 من الحضور افتراضياً والبقاء على اطلاع على أحدث توجهات القطاعات التي تهم على أعمالهم.
كما استضفنا أيضاً سلسلة من المعارض والمؤتمرات وحفلات الجوائز الافتراضية في النصف الثاني من العام الماضي، وكانت كلها ناجحة، حيث أظهرت مرة أخرى قدرتنا على مواجهة التحديات وتقديم فعاليات مؤثرة وذات مغزى بالتعاون مع شركائنا.
ولكن على الرغم من فوائد الرقمنة، فإن الفعاليات الحية هي الأساس على الدوام. فإذا ما تعلمنا أي شيء من الإغلاق، فهو أننا نتوق إلى التفاعل البشري. والفعاليات الحية تمكننا من ذلك. فهي تسهّل آلاف المحادثات وجهاً لوجه وأن الأخيرة تساعدنا على فهم تحديات الصناعة والفرص والتوجهات العامة للسوق.
كما أنها تمكّن الأشخاص من الالتقاء، مما يخلق فرصاً للقاءات تحفّز على الابتكار وتبادل المعرفة والشراكات الجديدة المربحة بطريقة يصعب تكرارها عبر الإنترنت.
من السهل إلقاء نظرة على فعالية ما والقول، “لماذا لا يمكننا نقل ذلك الى الإنترنت؟”، متجاهلاً حقيقة أن الفعالية لا تتعلق فقط بموقع الفعالية، ولكن بمدينة دولية نابضة بالحياة. يأتيها الناس لأغراض أكثر من زيارة المعرض. حيث يأتون للاستمتاع بوجهة أخرى، لتذوق الطعام، الاستمتاع بالحياة الليلية، والاستمتاع بالتسوق والفنون والثقافة. الفعاليات الحية تشرك الناس عبر العديد من النشاطات. لا يمكنك ببساطة أن تنظم معرضاً عبر الإنترنت وتتجاهل هذا العنصر الحاسم.
وعلى نطاق أوسع، تساهم الفعاليات الحية بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد المحلي. هنا في دبي، يعمل قطاع الفعاليات إلى جانب قطاعات الطيران والضيافة والتجزئة والأغذية والمشروبات لتعزيز تجربة الفعاليات.
ومن منظور الجهات الحكومية، تمثل قيمة هذا التعاون شريحة مهمة من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي. وهو السبب في أن جهات مثل دائرة السياحة والتسويق التجاري، التي كانت داعمة بشكل كبير خلال هذا الوقت الصعب، تستثمر بشكل كبير في قطاع الفعاليات التجارية.
أهمية المعارض
كجزء من جهودنا لفهم تأثيرات جائحة كورونا على قطاع المعارض ، أجرت شركة ميسي فرانكفورت الشرق الأوسط استبيانين لأكثر من 6000 متخصص من 130 دولة، تناولا مجالات رئيسية مثل السفر والميزانيات وأهمية المعارض التجارية في عالم ما بعد الجائحة.
وكانت النتيجة إيجابية لهذ القطاع، حيث أن 75٪ من المشاركين يعتقدون أن المعارض ستكون أكثر أهمية مما كانت عليه قبل الجائحة، وأشار غالبية المستطلعين إلى عدم وجود بدائل لفرص الأعمال المباشرة التي توفرها المعارض التجارية المتخصصة. وهذا دليل واضح للإمكانات التجارية التي تقدمها المعارض كمنصات لاكتشاف المنتجات والخدمات والموردين الجدد الذين قد لا يجدون فرصة للتعريف بخدماتهم منتجاتهم.
علاوة على ذلك، يخطط 66٪ من المشاركين في الاستبيان للسفر جواً لإتمام أعمالهم هذا العام، تماشياً مع الجهود الحكومية الجارية لفتح المزيد من ممرات السفر الدولية، وتخفيف قيود الحجر الصحي، وتحفيز السياحة لكل من قطاعات المؤتمرات والترفيه.
وعند سؤال المستطلعة آرائهم عما إذا كانوا يعتقدون أن وضع الجائحة إما مستقر أو يتحسن، أجاب 73٪ أنه يتحسن، بينما أصر 83٪ آخرون على أنهم مرتاحون للسفر إلى دبي لحضور المعارض.
ما نراه هو تحول في المزاج نحو العودة إلى العمل، حيث يحرص الناس على البدء في المشاركة في المعارض مرة أخرى. وكان لتدابير السلامة في الفعاليات التي وضعناها، إلى جانب جهود الحكومة المستمرة لضمان أمن الجميع قدر الإمكان، تأثير إيجابي على مستويات المشاركة والارتقاء بمجموعة معارضنا التجارية الحية.
الفعاليات الهجينة – أفضل ما في العالمين
الفعاليات الحية مثيرة وممتعة. حيث تزدهر الاعمال من خلال المشاركة فيها ويستمتع المشاركون ببناء الثقة والتواصل وجهاً لوجه. تقدم الفعاليات الحية ميّزات لا يمكن أن تقدمها الفعاليات الافتراضية. وبالمثل، تقدم الفعاليات الافتراضية مزايا لا تقدمها الفعاليات الحية. لذا تعزز الصيغتان بعضهما البعض لبناء تجربة أكثر قوة وجاذبية وتواصلاً.
ستبدو المعارض مختلفة في المستقبل، ونحن نرحب بذلك. فقد تم بالفعل زيادة استخدام التقنيات في بيئة المعارض التقليدية منذ بعض الوقت، لكن لا شك في أن جائحة كورونا عززت هذا التقدم.
تبحث ميسي فرانكفورت الشرق الأوسط بهمّة في كيفية الجمع بين أفضل ما في العالم الافتراضي والحقيقي لإنشاء صيغ معارض هجينة وديناميكية.
وهكذا، فعندما ستقام معارضنا الحية لعام 2021 في مركز دبي التجاري العالمي هذا الشهر (معرض لايت ميدل إيست ومعر هاردوير أند توولز ميدل إيست في الفترة من 28 إلى 30 سبتمبر)، يمكن للزوار الدخول إلى منصات الفعالية الهجينة الجديدة للمعرضين. حيث يمكنهم تجربة برنامج التوفيق بين الاعمال المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والتواصل مع العارضين شخصياً أو افتراضياً، واكتشاف المنتجات والمحتوى الذي لا يمكن تفويته، ووضع علامة على جلسات المؤتمرات التي يرغبون في حضورها.
ومن الآن فصاعداً، ستصبح الصيغة الهجينة هي القاعدة، لكن الجانب الافتراضي أو الرقمي للمعارض سيكون ببساطة إضافة قيّمة إلى العرض المادي، وليس بديلاً عنه. وأنا متأكد من أنه عندما ينحسر الوباء الحالي، فإن الشهية للمعارض المادية الواقعية ستكون أقوى من أي وقت مضى.
إلى جانب ذلك، تُعرف مدينة فرانكفورت الألمانية، حيث يقع المقر الرئيسي لشركة ميسي فرانكفورت جي إم بي أتش، باسم مدينة المعارض التجارية. حيث يعود تاريخ أول معرض تجاري في فرانكفورت تم توثيقه كتابةً إلى العصور الوسطى في عام 1150، أي منذ أكثر من 850 عاماً.
منذ ذلك الحين، نجت المدينة وتراثها الثري من المعارض التجارية وازدهرت خلال حربين عالميتين، وغزوات متعددة، وكساد اقتصادي، وبالفعل جائحة إنفلونزا عالمية أخرى بخلاف الجائحة التي نمر بها حالياً.
لذا فعندما نرى الضوء في نهاية النفق، ستستمر صناعة المعارض في الازدهار والابتكار وتقديم القيمة الأهم لعملائنا.
وبالنسبة لميسي فرانكفورت، فإن إنشاء منصات للقيام بالأعمال التجارية كالمعارض التجارية والمؤتمرات وغيرها من الفعاليات هي هدفنا الأساسي. وهذا ما لن يتغير بينما نتطلع للمستقبل، أرى وقتاً أكثر سعادة وصحة، مع الكثير من الفعاليات الحية في قطاع الاجتماعات والمحفزات والمؤتمرات والمعارض.