تهدف المبادرة إلى إعادة بناء الصورة الذهنية للبحار الإماراتي لدى الناشئة، ولتعميم التوعية بأهمية القطاع البحري، ضمن أهم قطاعات الاقتصاد المستدام، ضمن الجهود المبذولة في عام الاستعداد للخمسين
الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، 17 أغسطس 2021:
ضمن جهودها المتواصلة لتمكين الكوادر الوطنية الشابة من العمل في القطاع البحري، أعلنت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري فرع الشارقة، عن إطلاق مبادرة مبتكرة هي الأولى من نوعها والتي يتم إطلاقها من قبل أكاديمية بحرية في منطقة الشرق الأوسط، تتمثل في الإعلان عن شخصية كرتونية إماراتية للقطاع البحري، وتهدف الأكاديمية من هذه المبادرة إلى توعية الناشئة بالفرص التعليمية والمهنية الوفيرة للقطاع، سعيًا منها إلى استقطاب المزيد من الطلبة للدراسة في التخصصات البحرية، لضخ المزيد من الكوادر المؤهلة أكاديميًا، وسد الفجوة الكبيرة في الطلب على الكفاءات الوطنية في المجال البحري.
وتعد هذه الخطوة هي باكورة لسلسة متوالية من مبادرات التوعية الإعلامية الموجهة لفئة الناشئة والشباب في دولة الإمارات، والتي نصت عليها اتفاقيات التعاون التي وقعتها الأكاديمية مع عدد من الجهات الحكومية، أبرزها وزارة الطاقة والبنية التحتية بدولة الإمارات، ووزارة التغير المناخي والبيئة.
تحفيز الأجيال القادمة على دخول القطاع البحري
وقال الأستاذ إسماعيل عبدالغفار إسماعيل فرج، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري معلقًا على هذه المبادرة، قائلًا: “علمتنا تجربتنا الطويلة في توفير أفضل الخدمات التعليمية والأكاديمية أن المرحلة المثالية لغرس المفاهيم والأفكار التي تغير في سلوك الأشخاص يتمثل في السنوات الأولى من المراحل التعليمية، من أجل ذلك قررنا بأن نفكر خارج الصندوق ونخاطب تلك الفئة بالوسائل المحببة لها، فجاء إطلاق هذه الشخصية، ضمن باكورة شاملة من الشخصيات التابعة والمحتوى التعريفي بالقطاع البحري الموجه للناشئة، وليستفيد من تعلق الشباب بشبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات إنتاج المحتوى، التي تفتح آفاقًا بلا حدود أمامنا لتحقيق التأثير الإيجابي، وتحفيز الأجيال القادمة على دخول القطاع البحري، الذي يشكل أهمية بالغة لمستقبل الدول العربية وأجيالها القادمة.”
وبهذا الصدد أكدت المهندسة حصة آل مالك، مستشار الوزير لشؤون النقل البحري في وزارة الطاقة والبنية التحتية على دعم قطاع النقل البحري في الوزارة للحملة الإعلامية التي سيتم إطلاقها اعتمادًا على الشخصية الكرتونية، وأوضحت أن هذا الأسلوب المبتكر سيكون له أثر كبير على تحفيز توجه الطلاب للدراسة والعمل في المجال البحري، الذي يعد من أكثر المجالات التي تشهد طلبًا للكفاءات الوطنية، برواتب وبدلات مادية مجزية مقارنة بغيرها من الوظائف المكتبية. ونوهت إلى أن هذه الحملة الإعلامية سيتم تضمينها في ملف ترشيح الدولة لإعادة انتخابها لعضوية المكتب التنفيذي للمنظمة البحرية الدولية، في الفئة ب، كدليل على الأهمية الكبيرة التي توليها دولة الإمارات لتعميم ثقافة البحر، وتحويلها من فئة النخبة إلى جمهور العامة.
وأضافت: “يشكل البحر بالنسبة لنا في دولة الإمارات أكثر من مجرد منافذ للشحن البحري والتجارة الدولية، فهو جزء رئيس من هويتنا الوطنية والثقافية وتراثنا الأصيل، وقبل اكتشاف الثروة النفطية، كان البحر مورد العيش ومصدر الثروة، وبعد أن ينضب النفط، لن يكون أمامنا سوى الرجوع إلى البحر وغيره من الموارد المستدامة، كي نضمن تأمين حياة رغيدة واقتصاد مزدهر لأجيالنا القادمة. من أجل ذلك لابد لنا من أن نبذل كل ما في وسعنا لتطوير الاقتصاد البحري. ونفخر بما تم تحقيقه اليوم على هذا الصعيد، إذ تعد الإمارات من بين أفضل المراكز البحرية العالمية، وتضم عددًا من أكبر الموانئ في منطقة الشرق الأوسط وأكثرها تطورًا على صعيد البنية التحتية والمنظومة الرقمية، وتزيد قيمة القطاع البحري في الدولة سنويًا على 60 مليار دولار، ويستقطب أكثر من 20 ألف شركة بحرية، كما تستقبل موانئ الدولة أكثر من 21 ألف سفينة تجارية سنويًا، تنقل من وإلى موانئ الدولة ما يزيد على 17 مليون حاوية سنويًا.”
إعادة بناء الصورة الذهنية للبحار الإماراتي
وأوضحت أنه على الرغم من كل تلك الإنجازات، إلا أن فرص التطوير لاتزال كبيرة، ولا تستطيع الدولة أن تبقى معتمدة على العنصر الأجنبي إذا أرادت لهذا القطاع أن يكون له دور محوري في تنميتها الاقتصادية المستقبلية، إذ يتوجب عليها بناء قدراتها من كوادرنا الوطنية المؤهلة من أبناء الإمارات، وهنا تأتي شراكة الوزارة مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري فرع الشارقة، كي تكون الذراع الأكاديمية والتعليمي الوطني، من هنا كان لابد من إطلاق حملة إعلامية مكثفة للتوعية بين الناشئة، ويمثل إطلاق هذه الشخصية خطوة أولى على طريق تعميم ثقافة البحر، وإعادة بناء الصورة الذهنية للبحار الإماراتي.
وقال سلطان علوان وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة بالوكالة: “تعاني البيئة البحرية العالمية من تدمير الموائل البحرية، والصيد الجائر، والتلوث، ناهيك عن تغير المناخ. وللتخفيف من آثار تلك التحديات على مياهنا المحلية، تعمل الدولة بلا هوادة للحفاظ على البيئة البحرية للأجيال القادمة وحماية التنوع البيئي البحري، وخفض البصمة الكربونية والتلوث بالمواد البلاستيكية، والحفاظ على النظم البيئية للكربون الأزرق، ودعم التحول للاقتصاد الأزرق المستدام”.
وأضاف: “لدعم مساعي وتوجيهات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات بالحفاظ على البيئة البحرية، تحرص وزارة التغير المناخي والبيئة على العمل عن قرب مع جميع الأطراف المعنية من الحكومة والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية. كما نعمل على إشراك الشباب بمواجهة التحديات البيئية. وهنا لا بد أن نشيد بمبادرة الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري فرع الشارقة لما لها من دور مهم بتوعية الشباب وعموم أفراد المجتمع بأهمية حماية البيئة البحرية”.