أكد سعادة محمد علي مصبح النعيمي رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة أن إمارة رأس الخيمة تسير على الطريق الصحيح في تطوير القطاع الصناعي .. وقال إن اقتصاد الإمارة من أكثر الاقتصادات تنوعا في المنطقة و أوضح في هذا الصدد أن نسبة اعتماده على النفط و الغاز ضئيلة للغاية.
وأضاف النعيمي في حوار خاص لوكالة أنباء الإمارات ” وام” أن القطاع الصناعي في الإمارة يعد أحد أسرع القطاعات الاقتصادية نموا وتطورا فيها وذلك خلال السنوات الماضية وفي هذا الإطار تضم رأس الخيمة أشهر وأهم الصناعات وهي صناعة الأسمنت التي تعد أنجح الصناعات على المستويين الإقليمي والعالمي ويصدر إنتاج مصانع رأس الخيمة من الأسمنت لدول أوروبا والأمريكيتين .. مشيرا إلى أن إمارة رأس الخيمة تصدر حوالي 90% من إنتاجها في حين تعد مساهمة هذه الصناعة في الناتج المحلي للإمارة الأكبر على مستوى الدولة.
وقال إن هذا يؤكد المستقبل الذي ننشده ونتوقعه لإمارة رأس الخيمة في ظل المقومات الكبيرة التي تحتضنها وهو ما لم يكن لتحقق لولا توجيهات ورؤية صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة القائمة على بناء قاعدة صناعية متطورة استنادا إلى ما تمتاز به الإمارة من مقومات صناعية هائلة وموقع استراتيجي هام إضافة إلى حرية التجارة بين دول الخليج و ارتباط رأس الخيمة بشبكة مواصلات حديثة وقربها من المطارات والموانئ المهمة في الدولة علاوة على أنها تدير 5 موانئ وتمتلك احتياطيا كبيرا من الطين والحجر الجيري.
و أكد أن إمارة رأس الخيمة تتصدر دوما قطاع إنتاج الإسمنت في الدولة حيث تحتضن 6 مصانع عملاقة برأسمال أكثر من 5 مليارات درهم كما تتصدر قائمة إنتاج مادة “الكلنكر الاسمنتية” على مستوى كافة إمارات الدولة وتتمثل تلك المصانع في شركات أسمنت الاتحاد وأسمنت الخليج وأسمنت رأس الخيمة ورأس الخيمة لصناعة الاسمنت الأبيض والمواد الانشائية وأسمنت بايونير وستار لصناعة الكلنكر.
وذكر النعيمي أن الأسمنت العادي البورتلاندي يمثل معظم الأسمنت المنتج في رأس الخيمة إلى جانب أنواع أخرى تنتج وفق طلب السوق وتشمل الأسمنت المقاوم للكبريتات والأسمنت الأبيض وأسمنت آبار البترول والأسمنت الحديدي .. وأضاف إن تصدر إمارة رأس الخيمة لإنتاج الأسمنت في الدولة ساهم في انضمام دولة الإمارات للاتحاد العربي للأسمنت وعملها على إنجاح واستضافة الفعاليات المختلفة التي ينظمها الاتحاد الذي تقوم سياسته على الاهتمام بمحورين الأول تطوير صناعة الاسمنت عربيا والتي تعتمد عليها جميع الدول والأفراد في التطوير والتنمية والاستقرار والثاني يركز على أقصى حماية ممكنة للبيئة العربية من آثار هذه الصناعة.
و قال إن إمارة رأس الخيمة أقبلت على الاستثمار في صناعة الأسمنت وعملت على تطويرها طبقا لأحدث الطرق العالمية منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي ومن هذا المنطلق كانت الإمارة سباقة في إنشاء المناطق الصناعية الحرة وتوفير البنية التحتية التي ساعدت على جذب صناعات رؤوس الأموال الأجنبية والوطنية للاستثمار فيها ومنها مصانع الاسمنت التي استفادت من التسهيلات والاعفاءات الضريبية التي تقدمها الحكومة في المناطق الحرة فضلا عن قلة تكلفة الإيجار والأعمال الإنشائية إضافة إلى موقع الإمارة وقرب خطوط الإنتاج من موانئ التصدير كل ذلك جعل الجميع يتوقع لإمارة رأس الخيمة المزيد من الازدهار والمستقبل الواعد في قطاع صناعة الأسمنت وذلك حسب الدراسات التي تشير إلى تنامي هذا القطاع خلال السنوات الماضية .. لافتا إلى مصانع الأسمنت التي تتركز في منطقة خور خوير الصناعية التي تمتلك خطا رئيسيا يربط خطوط الإنتاج بالمصنع بالموانئ القريبة.
وأوضح رئيس غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة أن هناك دراسات نشرت مؤخرا تشير إلى أن الإمارة تعتبر حاليا أكبر قاعدة لصناعة الاسمنت والمواد الإنشائية في الدولة إذ تبلغ على سبيل المثال جملة الاستثمارات في مصانع رأس الخيمة للأسمنت أكثر من 1.4 مليار درهم تشمل شركة أسمنت الاتحاد وشركة أسمنت الخليج وشركة رأس الخيمة للأسمنت الابيض وشركة اسمنت رأس الخيمة بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ أكثر من 3.45 مليون طن سنويا.
و أشار إلى أن تصدر الإمارة لصناعة الاسمنت يرجع إلى توفر إمكانيات الصناعات الاستخراجية والتعدين في المناطق الجبلية في رأس الخيمة ما سهل قيام صناعات كبرى في مجال مواد البناء والمواد الانشائية بأنواعها كالأسمنت والسيراميك والرخام والأحجار وغيرها.. لافتا إلى أن جميع مصانع الاسمنت في رأس الخيمة حصلت على شهادات الأيزو للجودة من المنظمة الدولية للتوحيد القياسي كما تحتل صناعة الاسمنت بالدولة المرتبة الثانية من حيث الاستثمار الرأسمالي بعد صناعة البترول.
وأضاف أن الأمر لم يتوقف على صدارة صناعة الاسمنت بالإمارة على كافة إمارات الدولة فحسب بل يوجد بها مصنع الاتحاد الذي يتميز إنتاجه بأنه المنتج الأسمنتي الوحيد الذي يستخدم للتعامل مع آبار النفط في الدولة إضافة إلى الأسمنت العادي والمقاوم للأملاح.
و أشار إلى أن هناك أيضا مجموعة متميزة من الصناعات الانشائية المرتبطة بصناعة الاسمنت ومنها شركة أحجار رأس الخيمة والتي تؤدي دورا رائدا في مجال الأحجار والمقالع والكسارات وهي تزود المصانع بحاجتها وتسهم في حركة البناء وتشييد البنى التحتية في جميع انحاء الدولة إضافة إلى مصانع البلاط والطابوق والمنتجات الاسمنتية و الرخام و الموزاييك و الخرسانة الجاهزة و صناعة الأسفلت والتي تعد من الصناعات المساعدة الهامة التي تسهم في بناء الطرق والعمران وتقوم بها شركة أسفلت رأس الخيمة.
و عن مصانع الاسمنت في الإمارة .. قال النعيمي إن أول مصنع للأسمنت أنشئ في الدولة كان في رأس الخيمة وهو مصنع شركة أسمنت الاتحاد في عام 1972 وبدأ انتاجه عام 1975 بطاقة ابتدائية سنوية بلغت 250 ألف طن وينتج حاليا بطاقة كلية تبلغ أكثر من مليون طن سنويا ويصدر أكثر من 60 في المائة من إنتاجه إلى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وخارجها ويعتمد المصنع في توفير المواد الخام على سلسلة الجبال الغنية بالأحجار الجيرية “اللآيمستون” وكذلك الصخور والجبس من محاجر الشركة القريبة من مواقع الإنتاج في المنطقة نفسها موضحا أن هناك أيضا مصنع شركة أسمنت الخليج والذي تأسس عام 1977 وبدأ انتاجه عام 1982 بإنتاج الاسمنت العادي والمقاوم للأملاح وتبلغ طاقته الانتاجية مليون طن سنويا ويوجد في منطقة المواد الخام ومقالع الأحجار الجيرية وعلى مقربة من ميناء صقر حيث توجد مراكز التعبئة والتحميل لتصدير الاسمنت إلى دول مجلس التعاون وبقية دول المنطقة والدول الأخرى.
و أشار إلى مصنع شركة رأس الخيمة للأسمنت الأبيض والذي ينتج نحو أكثر من 300 ألف طن سنويا من الأسمنت الأبيض وهو المصنع الوحيد للأسمنت الأبيض في الدولة ويستخدم الأحجار الجيرية المتوفرة في مواقع المواد الخام حول المصنع ويتبع له مصنع النورة والطابوق الجيري وبدأ المصنع إنتاج الأسمنت الأبيض في عام 1986 .. بينما بدأ انتاج مصنع النورة للجير عام 1979 وهو المصنع الرابع لانتاج الاسمنت في رأس الخيمة والذي يشكل إضافة جديدة للطاقة الكلية للإنتاج إذ أضاف مليون طن سنويا و زاد من حجم الاستثمارات برأسماله الذي يبلغ 400 مليون درهم ويوجه انتاجه نحو التصدير وتغطية احتياجات الأسواق الخارجية.