في حين يواصل الكثيرون المعاناة، بشكل مثير للإعجاب، لا يزال هناك قلة تشهد تحسناً في الإيرادات.
نائب الرئيس التنفيذي للابتكار في Massive Alliance
بدءًا من محلات البقالة إلى متاجر الملابس والمتاجر العملاقة للبيع بالتجزئة، كانت هناك تغييرات جذرية في تجربة البيع بالتجزئة خلال الأشهر العديدة الماضية. حيث تراجعت مبيعات البيع بالتجزئة بنسبة مذهلة بلغت 16.4 في المائة في شهر أبريل – وهو أسوأ انخفاض على الإطلاق على أساس شهري منذ بدء التسجيل.
وشهدت بعض الفئات، بما في ذلك متاجر الأثاث والإلكترونيات والملابس، انخفاضاً في المبيعات بنسبة تتراوح بين 58 إلى 78 بالمائة. نتيجة لذلك، بدأت العديد من الشركات في تقديم طلبات الإفلاس.
لكن الأخبار لم تكن كلها سيئة. حيث عمل الكثير من تجار التجزئة على تسريع موائمة أعمالهم التي كانت جارية بالفعل لتلبية احتياجات المجتمع الرقمي المتزايد. بغض النظر عن فئة المنتج الخاص بك، فإن اتخاذ هذه الخطوات للتوائم مع الوضع الراهن أثبت أنه أمرٌ ضروري لزيادة الربحية الآن وفي المستقبل.
زيادة الاستثمارات في التجارة الإلكترونية
اكتسبت التجارة الإلكترونية أهمية متزايدة للعديد من متاجر البيع بالتجزئة على مدار السنوات القليلة الماضية، وتوضح نتائج المبيعات خلال فترة الإغلاق الاقتصادي مدى أهمية هذا القطاع. على سبيل المثال، بالنسبة لشهر أبريل، أبلغت شركة تارجت عن زيادة هائلة بنسبة 275 بالمائة في المبيعات الرقمية، مما أدى إلى تعويض الانخفاض في الإنفاق داخل المتجر. وبالمثل، لاحظت وول مارت زيادة كبيرة في المبيعات الإلكترونية مما ساعدها على تجنب الانخفاض في إجمالي الإيرادات.
بينما تكافح العلامات التجارية الكبرى الأخرى، فإن العلامات التي تتمتع بحضور قوي في سوق التجارة الإلكترونية تظهر في مكانة أقوى. يشهد التجار الصغار للبيع بالتجزئة ممن يستثمرون في التجارة الإلكترونية نتائج مماثلة.
في دراسة حالية، أعدت Self Point تقريراً، وهي منصة للذكاء الاصطناعي تساعد متاجر البقالة في إعداد عمليات التجارة الإلكترونية، “منذ بداية [إغلاق البلاد]، ونحن نقدم 100 عرضاً تقديمياً في كل شهر، وقمنا باستقبال 23 بقالة شهرياً. ربما يكون الأمر الأكثر دلالة هو الزيادة في الأعمال التي يشهدها التجار الذين يستخدمون منصة التجارة الإلكترونية الخاصة بنا. منذ مارس 2020، شهدت متاجر البقالة عبر الإنترنت التي تستخدم منصة Self Point نمواً بنسبة 286 بالمائة على أساس سنوي في حجم المعاملات”.
بالنسبة لمتاجر البيع بالتجزئة والشركات الكبيرة على حد سواء، ستعمل منصة التجارة الإلكترونية البسيطة على تحسين الربحية من خلال منح العملاء المزيد من الخيارات لإجراء عمليات الشراء. وهذا ينطبق بشكل خاص على المتاجر التي بها العديد من العملاء الذين يقعون في الفئات عالية المخاطر. من المرجح أن يشعر هؤلاء الأفراد براحة أكبر عند الشراء من المنزل حتى مع رفع القيود السائدة.
عناصر ذات صلة: تأثير جائحة كوفيد-19 على صناعة تصميم الأزياء
تبسيط التجربة الرقمية
ليس هناك من ينكر أن التجربة الرقمية لا تقارن أبداً بالتسوق الشخصي. فهذا ينطبق على وجه الخصوص على فئات مثل الملابس. قد يتردد العملاء في شراء الملابس عبر الإنترنت لأنهم غير متأكدين من أن القماش أو ملمسه مناسبين لهم.
وتعمل الأدوات التقنية الجديدة على إزالة هذا الحاجز العنيد في التجارة الإلكترونية. على سبيل المثال، قدمت منصة Shopify ميزات النمذجة ثلاثية الأبعاد والواقع المعزز لمتاجرها، مما يسهل على العملاء الحصول على تجربة تشبه إلى حد كبير التسوق في المتجر.
وأظهرت النتائج الأولية أن هذا يمكن أن يُحدث فارقاً كبيراً لتجار البيع بالتجزئة الذين يستخدمون هذه الميزات للمنتجات ذات الصلة. في دراسة الحالة، أشار جون وايد من Shopify، “تستخدم ريبيكا مينكوف نماذج ثلاثية الأبعاد على صفحات منتجاتها منذ خريف العام الماضي. ووجدوا أن الزائرين الذين تفاعلوا مع النموذج ثلاثي الأبعاد كانوا أكثر استعداداً بنسبة 44 بالمائة لإضافة منتج إلى سلة التسوق الخاصة بهم وكان 27 بالمائة أكثر ميلاً لتقديم طلب شراء مقارنة بالزوار الذين لم يفعلوا ذلك. وعندما شاهد الزائرون أحد المنتجات في الواقع المعزز، زاد احتمال إجرائهم لعملية شراء بنسبة 65 بالمائة”.
ومن خلال توفير المزيد من خيارات التسوق الجذابة، يتغلب تجار البيع بالتجزئة على العديد من الاعتراضات الشائعة لدى العملاء لشراء سلع معينة عبر الإنترنت.
إعادة تنظيم مخططات وخدمات المتجر
حتى مع تزايد الأهمية الرقمية، لا يمكن لتجار البيع بالتجزئة التغاضي عن الطرق التي يمكنهم من خلالها موائمة تجربتهم في المتجر لخدمة عملائهم بشكل أفضل. وهذا ينطبق بشكل خاص على تجار البيع بالتجزئة الصغار الذين قد لا تكون لديهم القدرة على التسليم. العديد من متاجر البقالة الصغيرة، على سبيل المثال، غير قادرة إلا على تقديم خدمة التوصيل من خارج المحل أو الاستلام من المتجر.
غالباً ما يرغب الأشخاص الذين يرتادون متاجر البيع بالتجزئة في القيام برحلات أقصر لتقليل تعرضهم المحتمل للآخرين. وكما ذكرت صحيفة واشنطن بوست، فإن تجار بيع الملابس بالتجزئة مثل أمريكان إيجل أجروا استثمارات إضافية في التقاط المنتجات من خارج المتجر وحتى أنهم غيروا طريقة طي الملابس حتى يتمكن العملاء من مشاهدتها بشكل أسرع دون التعامل “بالتلامس” مع المنتجات.
يستبدل تجار البيع بالتجزئة الآخرون عناصر الشراء بشاشات العرض الأكبر حجماً في محاولة لتسهيل شراء العملاء لمنتجات تعود بربحية أكبر. يضع الكثيرون قيوداً على عدد الأشخاص المسموح لهم بالتواجد في متجرهم في نفس الوقت أو يقومون بتعديل مخططاتهم لدعم التباعد الاجتماعي. كجزء من هذه المجهود، قد تحتاج بعض المناطق إلى إعادة توجيه كامل بحيث تكون هناك مساحة للعملاء الذين قدموا طلباً مسبقاً لاستلام المنتج من المتجر.
وتتمثل إحدى طرق تحقيق ذلك في وضع عناصر ذات طلب أعلى بالقرب من واجهة المتجر. ويساعد ذلك العملاء في العثور على كل ما يبحثون عنه بسرعة حتى يقضوا وقتاً أقل في استعراض المنتجات. خلال الأوقات التي تكون فيها السعة محدودة، يمكن أن يكون هذا التغيير أمراً حيوياً لجذب المزيد من الأشخاص إلى داخل المتجر وخارجه، بحيث يمكن لتجار البيع بالتجزئة الحصول على المزيد من الزيارات الفعلية وتحقيق إجمالي مبيعات أعلى.
عناصر ذات صلة: كيف يمكن لشركتك الصغيرة أن تنجو من جائحة كوفيد-19
في حين أن القيود الحالية التي تؤثر على تجار البيع بالتجزئة لن تبقى إلى الأبد، فلا يُمكن إنكار حدوث تغيير دائم في سلوكيات العملاء والطريقة التي نؤدي بها أعمالنا. سيكون تجار البيع بالتجزئة الذين يبادرون بالتكيف مع هذا المستقبل أكثر قدرة على التعامل مع ما ينتظرنا في المستقبل بطريقة تحقق لهم ربحية أكثر.