عادة ما نفكر في وقتنا بالنظر إلى الساعات والأيام والأسابيع والشهور والسنوات. فجزء من الوقت مدته 10 دقائق يبدو وكأنه قطرة في بحر. عندما نذكر 10 دقائق إضافية، عادة ما نفكر في كيفية قضاء هذا الوقت بينما ننتظر الشيء التالي.
لكن هذه الأجزاء الصغيرة من الوقت تتراكم. كم عدد الـ 10 دقائق التي تضيعها كل يوم؟ كم مرة تركت فترات الوقت القصيرة هذه تفلت دون أن يلاحظها أحد ودون استخدامها؟
يمكنك استخدام هذه المدد القصيرة من الوقت لإحداث فرق حقيقي في حياتك. إذا تم استخدامها ابشكل صحيح، فإن مدة 10 دقائق كافية لبدء تحسين ذاتك. نعم، من الممكن أن تفعل شيئاً يجعل حياتك أفضل وأكثر سعادةً وإنتاجية في 10 دقائق أو أقل.
تريد أن تعرف كيف؟ سيستغرق الأمر أقل من 10 دقائق للقراءة.
- زيادة التركيز والإنتاجية مع قاعدة 50/10.
إحدى الطرق البسيطة لتحسين قدراتك هي زيادة إنتاجيتك وتحقيق أقصى استفادة من وقتك. كيف يمكنك فعل ذلك في 10 دقائق؟ أولاً، يجب أن تركز تماماً على عملك لمدة 50 دقيقة – امنحه انتباهك الكامل وغير المقسم طوال تلك المدة من الوقت. ولكن هذا هو المفتاح – عندما تنتهي الخمسون دقيقة، امنح نفسك استراحة لمدة 10 دقائق.
هذه تسمى قاعدة 50/10، وهي تعمل على زيادة إنتاجيتك وتركيزك. خمسون دقيقة هي مقدار الوقت الذي يمكنك خلاله العمل بتركيز دون انقطاع، وأن تحظى باستراحة لمدة 10 دقائق هو أمر كافي لإعادة شحن قواتك وأن تجعلك جاهزاً للتركيز مرة أخرى.
إذاً، كيف تقضي فترة الراحة التي تبلغ مدتها 10 دقائق؟ افعل ما تريد – ولكن كن مستعداً للعودة مرة أخرى عندما يحين الوقت. وإذا كنت تريد حقاً أن تكون منتجاً، فاختر شيئاً آخر في هذه القائمة وحاول القيام به أثناء استراحتك – فقط فكر في الأمر كما لو أنك جعلت هذه الدقائق العشر تُصبح عشرون دقيقة!
عناصر ذات صلة: 12 طريقة يدير بها أصحاب الملايين وقتهم لتحقيق أقصى إنتاجية
- كن ممتناً.
خذ 10 دقائق من وقتك لكي تمنح نفسك دفعة عقلية وتذكر نفسك بكل ما عليك أن تكون ممتناً له. أن تكون ممتناً ليس أمراً جيداً لروحك فقط، لقد ثبت علمياً أنه يساعد في تحفيزك وتحسين صحتك الجسدية والنفسية.
التفكير في كل الأشياء الإيجابية التي لديك وكل الأشخاص الرائعين في حياتك سيمنحك عقلية إيجابية ويفتح لك الأبواب لكي تحظى بالمزيد من العلاقات. ابدأ بقضاء بضع الدقائق في كتابة ثلاثة أشياء إيجابية ولاحظ كيف سيتحسن مزاجك ويشعر عقلك بالراحة.
سيؤدي ذلك إلى زيادة احترامك لذاتك ومرونتك، مما يعني أنك ستصبح أقوى عقلياً وستكون قادراً على التعامل مع التوتر الشديد بشكل أفضل إذا كان لديك ما تشعر بسببه بالامتنان. الأشخاص الذين يركزون على ما يشعرون بالامتنان بسببه لديهم شعور مستمر بالسعادة ومشاعر عدوانية أقل. كما يظهرون المزيد من الحساسية والتعاطف تجاه الآخرين.
- تعلم كلمة جديدة.
بحلول الوقت الذي نكون فيه في المدرسة الإعدادية، يكون لدينا مفردات لغوية كبيرة ويبدأ معدل تعلم الكلمات الجديدة في الانخفاض بشكل كبير. وبوصفنا بالغين، إذا لم نبذل جهوداً كافية لزيادة مهاراتنا اللغوية، فإن مفرداتنا ستصبح راكدة.
لكن اكتساب مفردات قوية ليس مجرد طريقة لطيفة لنبدو أذكياء أمام الآخرين، إلا أن ذلك يساعدك على التعبير عن نفسك بشكل أكثر وضوحاً. تمنحك المفردات فهماً وتقديراً أكبر للغة، وتتيح لك أن تكون أكثر دقة عند اختيار كلماتك والتعبير عن نفسك.
اللغة عنصر أساسي بين “أدوات الاتصال” وهي مفتاح نجاحك. يمكن أن تساعدك زيادة مهاراتك اللغوية في أن تصبح أكثر فاعلية في التواصل. وفقاً لإحدى الدراسات، فإن تعلم كلمات جديدة يحفز الجسم المخطط، أو نظام المكافئة في الدماغ – لذلك يمكن أن يكون ممتعاً أيضاً. حاول زيادة مفرداتك اللغوية قليلاً كل يوم باستخدام واحد من تطبيقات الأجهزة المحمولة هذه.
عناصر ذات صلة: لماذا تحتاج تطبيقات “كلمة اليوم” هذه
- كن قارئاً سريعاً.
جميعنا نعلم أن القراءة طريقة مهمة لاكتساب المعرفة. ويقضي الكثير منا جزاءً كبيراً من يومه في القراءة – سواء كان ذلك من خلال متابعة التقارير أو مسح العروض التقديمية أو تصفح رسائل البريد الإلكتروني. على الرغم من أنه يتعين علينا الانخراط في الكثير من مواد القراءة كل يوم، إلا أن معظم الأشخاص لا يقرؤون سوى بمعدل 200-250 كلمة في الدقيقة. يستغرق ذلك دقيقتان تقريباً لكل صفحة، لذلك يستغرق منا الأمر أكثر من ثلاث ساعات لقراءة كتاب من 100 صفحة.
تخيل الآن أنك قادر على إكمال هذا الكتاب أو تناول هذا التقرير في ثلث الوقت أو أسرع. كل ما يتطلبه الأمر هو 10 دقائق وقليل من التدريب ومن ثم ستتصفح الصفحات في لمح البصر. (هل تريد أن تعرف ما هي سرعة قراءتك؟ انقر هنا لخوض اختبار ستابلس للقراءة السريعة لترى كيف تقارن مستواك بالمعدل الوطني).
- خذ غفوة صغيرة.
لا تتناول فنجان القهوة الضخم أو هذه الوجبة الخفيفة عالية الكربوهيدرات وافعل شيئاً يمنحك دفعة حقيقية من الطاقة دون أن يرتفع منسوب السكر لديك. ابحث عن ركن هادئ، وأغمض عينيك وخذ غفوة لمدة 10 دقائق. مجرد غفوة قصيرة ستساعدك على الشعور بالانتعاش واليقظة على الأقل لعدة ساعات.
يمكن أن تجعلك الغفوة لمدة أطول تشعر بالدوار بعد الاستيقاظ مباشرة، ولكن غفوة لمدة 10 دقائق ستجعلك تستيقظ دون أي أي آثار سلبية. إذا كنت قلقاً من أن الغفوة قد تؤثر على حصولك على قسط جيد من النوم ليلاً، فحاول أخذ غفوة في منتصف النهار إلى أواخره أو في وقت مبكر من بعد الظهيرة.
عناصر ذات صلة: 9 طرق يقضي بها رواد الأعمال الناجحون عطلات نهاية الأسبوع
- اعمل على تعلم لغة جديدة.
ماذا لو كنت تستغرق 10 دقائق كل يوم في دراسة لغة جديدة – ما مدى تحدثك لها بطلاقة في ستة أشهر؟ في سنة؟ مع بعض الاجتهاد والتركيز، يمكن أن تساعدك 10 دقائق يومياً في اكتساب مهارات المحادثة بلغة أخرى، وذلك بفضل التعلم المصغر، أو تلقي معلومات جديدة في دفعات قصيرة ومركزة.
تم تصميم تطبيق Duolingo وتطبيقات اللغات الأخرى لتعليمك لغة جديدة في أقل من خمس دقائق في اليوم. لذا، إذا كان تعلم لغة أجنبية ضمن قائمة رغباتك، فالتزم بذلك لمدة 10 دقائق كل يوم وستضع نفسك على المسار الصحيح لإتقان اللغة.
- خذ استراحة لتناول القهوة مع صديق.
الاندماج الاجتماعي ليس طريقة ممتعة لقضاء الوقت فحسب، بل أنه في الواقع مفيد لعقلك. المحادثة اللطيفة والودية لها فوائد معرفية.
لقد أوضحت الدراسات أن التحدث والتواصل الاجتماعي يمكن أن يسهل علينا حل المشكلات. لكن تذكر أن تتجاذب أطراف الحديث بلطف مع الآخرين – فالمحادثات التنافسية أو العدوانية لا تعود بمثل هذه الفوائد.
وجد الباحثون أن الانخراط لمدة 10 دقائق فقط في المحادثة عزز أداء الأشخاص في المهام المعرفية الشائعة. لذا فإن أخذ استراحة سريعة لتناول القهوة مع صديق يمكن أن يمنحك قدرة كبيرة عند العودة إلى العمل.
عناصر ذات صلة: لماذا يجب عليك تشجيع فريقك على أخذ فترات راحة لتناول القهوة منزوعة الكافيين
- اخرج من بين الجدران.
الخروج للهواء الطلق وتمديد ساقيك لمدة 10 دقائق فقط يكفي لتحسين وظائف المخ والتركيز والانتباه. يمكن للمشي أن يخفف الاكتئاب ويحسن صحة العظام ويقلل من التوتر ويعزز صحة القلب.
قد يكون قضاء 10 دقائق فقط يومياً بالخارج أمراً أساسياً لمساعدة جسمك على امتصاص الكمية الضرورية من فيتامين د التي يحتاجها. اتضح أنه من الصعب على أجسامنا امتصاص فيتامين د بمجرد تناول الطعام بشكل جيد. في الواقع، نحصل على 80 إلى 90 بالمائة من فيتامين د من الشمس.
لكن قضاء الكثير من الوقت في الخارج بدون واقي من الشمس ليس جيداً أيضاً، ويمكن أن يؤدي إلى تلف البشرة بسبب التعرض للشمس. ستساعدك استراحة لمدة 10 دقائق في الهواء الطلق في الحصول على ما تحتاجه من الشمس دون التسبب في أي ضرر.
- جهز نفسك لتكون ناجحاً غداً.
تعتبر الدقائق العشر الأخيرة من يوم العمل حاسمة لتجهيز نفسك لغد مثمر. قبل أن تغادر ليلاً، خذ بضع من الدقائق واستعرض قائمة مهامك اليومية – هل انتهيت من كل شيء أم أن هناك أشياء تحتاج إلى إرجائها إلى اليوم التالي؟
قم بتفريغ سريع لأفكارك – واكتب كل الأشياء المكتظة في عقلك، كل التفاصيل الدقيقة التي تريد تذكرها للأشياء التي تعمل عليها. استخدم هذا التفريغ الذهني لتنظيم وتحديد أولويات قائمة مهام الغد.
أنهِ الأمر بتسجيل الخروج من البريد الإلكتروني وقضاء بعض الوقت في تنظيم وترتيب مكتبك ومنقطة عملك. أها! لقد انتهيت من هذا اليوم، ولديك الآلية الكافية للبدء بنشاط في الغد.
- اكتب في دفتر يومياتك.
ضع نفسك في الإطار الذهني الصحيح للنوم عن طريق قضاء آخر 10 دقائق قبل النوم في الكتابة في دفتر يومياتك. ما عليك سوى إعداد تقرير لنفسك بما فعلته في ذلك اليوم. إذا كان من الصعب قراءة خط يدك، فحاول الاحتفاظ بدفتر يوميات على جهاز الكمبيوتر الخاص بك.
لا يهم الطريقة التي قررت أن تدون يومياتك بها، ولكن تأكد من مشاركة يومياتك بدقة وبصدق، دوّن مكاسبك وخسائرك. فهذا سيضفي على يومك إحساساً بأنه ينتهي ويساعدك على معالجة كل ما حدث.
عندما تنظر إلى يومك، ما الذي كان يمكنك فعله بشكل مختلف؟ ستساعدك هذه الدقائق العشر من التأمل الذاتي على التعلم والانتفاع من تجاربك. أنهِ الأمر بكتابة ما تأمل أن يحدث غداً، وتأكد من بقائك متفائلاً وإيجابياً.