أكد سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، رئيس مركز دبي المالي العالمي، أن النجاحات التي حققتها دبي في مختلف المجالات بما في ذلك مجال الأعمال والتجارة والخدمات المالية مستقطبة كبرى الشركات العالمية، هي ثمرة استراتيجية اتسمت بالمرونة في مواكبة المتغيرات، ومنظومة عمل وضعت الرؤية الطموحة والأهداف الكبيرة التي حددها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، لمستقبل دولة الإمارات ودبي، نصب أعينها، واستمدت منها الطاقة الإيجابية المحفزة على مواصلة تطوير القدرات وتحديثها وإمدادها بكافة مقومات التفوق في مضمار التنافسية العالمية.
جاء ذلك بمناسبة تدشين سموه رسمياً لمركز “إنوفيشن هب” التابع لمركز دبي المالي العالمي بمقره في “أفينيو البوابة”، الواقع في “حي دبي للمستقبل” الجديد، خلال الزيارة التي قام بها سموه إلى المركز وكان في استقباله لدى وصوله سعادة عيسى كاظم، محافظ مركز دبي المالي العالمي، وعارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي.
وقام سموه بجولة في مقر “إنوفيشن هب” استمع خلالها إلى شرح حول المركز الجديد الذي يعد أبرز وجهة شاملة ومتكاملة للابتكار، والتقى عدداً من روّاد الابتكار ومسؤولي الشركات العالمية الكبرى، وأصحاب الرؤى المُلهمة، وروّاد التكنولوجيا المالية والمطوّرين الذين يتخذون من “إنوفيشن هب” مقراً لهم.
وقد اعتمد سمو نائب حاكم دبي رئيس مركز دبي المالي العالمي خطة التوسعات الجديدة لمركز “إنوفيشن هب” والذي من المقرر مضاعفة مساحته بنسبة 400% إلى 315 ألف قدم مربعة في ضوء الإقبال الكبير الذي شهده عقب إطلاقه المبدئي العام الماضي، واكتمال إشغاله خلال فترة لم تتجاوز الشهرين، ليصبح مقراً لأكثر من 350 شركة متخصصة في مجال الابتكار والتكنولوجيا المالية، بعد أن حقق نسبة نمو تراوحت حول معدل 29% خلال الأشهر الستة الماضية، مع وجود العديد من الشركات المُسجلة على قوائم الانتظار للانضمام إلى المركز الجديد الذي يعمل في شركاته اليوم ما يزيد على 1000 من الكفاءات المبدعة والمعنيين بمجال الابتكار.
وفي هذه المناسبة، أكد سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم أن دبي ماضية في تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للابتكار والإبداع وشريكاً فاعلاً في بناء مستقبل الخدمات المالية، في ضوء المكانة المتميزة التي وصلت إليها في هذا المجال بفضل رصيد الثقة الذي اكتسبته من شراكات امتدت من المؤسسات المالية العالمية الكبرى، إلى الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة.
وقال سموه: “ظروف العالم الراهنة ستزول عاجلاً أم آجلا ً..وهي لا تشغلنا عن خططنا لريادة المستقبل بل تحفزنا على مضاعفة العمل وتسريع معدلات الإنجاز ..لقد أثبتت التطورات التي مر بها العالم منذ مطلع العام الماضي أن من يمتلك زمام التكنولوجيا والابتكار سيمتلك الجواد الرابح في سباق التميز سواء في الحاضر أو المستقبل ..ودبي تنبهت إلى هذه الحقيقة منذ عقود وأرست البنى التحتية التي تمكنها اليوم من تأكيد موقعها كنقطة جذب مفضلة لدى مجتمع المال والأعمال والاستثمار ..ونحن حريصون على تدعيم ركائز ثقة شركائنا الحاليين والمستقبليين بالتوسع في الخدمات التي تدعم فرص نجاحهم وتمكنهم من تجاوز التحديات إلى تحقيق الطموحات”.
إلى ذلك، أثنى سمو نائب حاكم دبي على جهود إدارة مركز دبي المالي العالمي لتعزيز التنوع الاقتصادي في دبي وتأكيد مكانته كأبرز مزود متكامل للابتكار المالي على مستوى المنطقة وكوجهة عالمية رائدة لدى شركات التكنولوجيا المالية.
ويسهم “إنوفيشن هب” في تعزيز التعاون بين الشركات الناشئة ونظيراتها في مرحلة النمو، وشركات التكنولوجيا العملاقة وكبرى شركات التكنولوجيا، وبالتالي زيادة فرص النجاح ..وتستفيد هذه الشركات من تواجدها ضمن أكبر وأوسع منظومة للشركات المعنية بالخدمات المالية في المنطقة، والتي تسهم جميعاً في رسم مستقبل القطاع المالي بالاستفادة من المنصة التي يوفرها مركز دبي المالي العالمي ..وسيعمل “إنوفيشن هب” على تمكين شركات التكنولوجيا المالية بمختلف مراحل تطورها من الوصول بسهولة إلى مجتمع من روّاد الأعمال والخبراء الذين تجمعهم قيم وأهداف متماثلة.
وتتنوع الشركات العالمية التي يضمها مركز دبي المالي العالمي والمعنية بمجال الابتكار وشركات التكنولوجيا المالية المتطورة، كذلك الشركات الناشئة، ومنها على سبيل المثال تطبيق YAP، ومنصة بيهايف، وتابي، واكسبنس، وستاك، ورين، وبيزات، إضافة إلى كلية ثندربيرد للإدارة العالمية، التابعة لجامعة ولاية أريزونا، كذلك ومن أمثلة شركات التكنولوجيا المالية المتطورة التي يضمها المركز إيبوري، وهواوي، وأمازون.
وقال سعادة عيسى كاظم: “يسعدنا تدشين ’إنوفيشن هب‘ كأول مركز في المنطقة يكرّس جهوده لدعم روّاد الابتكار والاستثمار ويتيح تسخير الإمكانات الاستثنائية للجيل الجديد من التقنيات المتطورة، لاسيّما أن التكنولوجيا والابتكار يعدّان من أبرز محركات النمو والتطور بالنسبة لإمارة دبي بل يؤكدان مكانتها كوجهة عالمية مرموقة لاستقطاب رأس المال والمهارات ..ومع تركيزه المتواصل على تشجيع الشركات الناشئة ومشاريع الابتكار الواعدة، يأتي تدشين ’إنوفيشن هب‘ بمثابة خطوة جديدة يتخذها مركز دبي المالي العالمي لدفع عجلة التنمية المستدامة وتجهيز الاقتصاد لمواكبة المستقبل”.
من جهته، قال عارف أميري: “يجسّد تأسيس المنصات المبتكرة أولوية استراتيجية في إطار استعداداتنا للخمسين عاماً المقبلة، وذلك انطلاقاً من أهمية دعم المشاريع المبتكرة التي تركز على الرقميات في المقام الأول لرفد اقتصاد المستقبل بأعلى مستويات القيمة ..فقد أرست إمارة دبي نموذجاً عالمياً رائداً على صعيد تعزيز الابتكار التقني وغرس ثقافة ريادة الأعمال التي من شأنها توفير طيف جديد وواسع من الفرص المتميزة لروّاد الابتكار التقني والمستثمرين ..ومن هنا تأتي أهمية ’إنوفيشن هب‘ التابع لمركز دبي المالي العالمي كوجهة مثالية لدعم الجيل المقبل من الشركات العملاقة في منطقتنا، إضافة إلى المساهمة في تعزيز متانة قطاع التكنولوجيا المالية وتوفير المزيد من فرص العمل الجديدة لأصحاب المهارات”.
خطة التوسعة لمركز “إنوفيشن هب” التابع لمركز دبي المالي العالمي، وتصل فترة تنفيذها إلى عامين وتضاعف حجمه بمعدل أربعة أضعاف، ستشمل تشييد برج إضافي يرتبط مع “إنوفيشن هب” التابع لمركز دبي المالي العالمي ويحتضن حتى 1000 شركة عبر المكاتب المجهزة ومساحات العمل المشترك ومنافذ المأكولات الخفيفة والمشروبات، بالإضافة إلى المطاعم الفاخرة في الطابق العلوي.
ويمكن لشركات التكنولوجيا المالية والابتكار في مركز دبي المالي العالمي التواصل والتعاون على نطاق أوسع مع عدد من أبرز المؤسسات المالية حول العالم ..ففي أعقاب الأداء الاستثنائي الذي حققه في العام 2020، يحتضن المركز المالي اليوم أكثر من 2919 شركة، منها 915 شركة مالية نشطة ..ومن هنا تأتي أهمية هذا التعاون الذي سيلعب دوراً حيوياً في تعزيز فرص الابتكار ووضعها في متناول الشركات الناشئة في الإمارة وخارجها.
وتواصل أكاديمية مركز دبي المالي العالمي الإسهام في دفع وتيرة النمو الاقتصادي في الدولة عبر صقل المهارات المحلية الضرورية ..وفي إطار رؤية المركز المالي الرامية لتطوير رأس المال البشري وصقل المهارات اللازمة لاستشراف المستقبل، قامت أكاديمية مركز دبي المالي العالمي بإطلاق “كلية المستقبل”، المنصة التي توفر أكثر من 400 برنامج أكاديمي عبر الإنترنت ودورات تدريبية ومهنية قائمة على المهارات العملية، ومخيمات التدريب المهنية، وفرص التعليم الإلكتروني للمواطنين والمقيمين في دولة الإمارات عبر نخبة من أبرز المؤسسات الأكاديمية حول العالم. وتتميز “كلية المستقبل” بطاقة استيعابية تصل إلى أكثر من 25 ألف طالب خلال العام، حيث تركز برامجها التعليمية على اكتساب المهارات والمعرفة المطلوبة لتطوير قطاع مالي عالمية أكثر استدامة وابتكاراً.
إضافة إلى منظومة الابتكار الواسعة، أطلق مركز دبي المالي العالمي عدداً من المبادرات الرئيسية لتحقيق هدفه لإثراء الابتكار واستشراف المستقبل في القطاع المالي ..وبقيادة برنامج “فينتك هايف” التابع لمركز دبي المالي العالمي، يشتمل هذا البرنامج على مسرّع التكنولوجيا المالية الذي أغلق مؤخراً باب تقديم طلبات الالتحاق للدفعة الأولى من أصل دفعتين لمسرّعات عام 2021.
ويقدم المسرّع للمشاركين المقبولين الذين وصل عددهم إلى 130 حتى تاريخه، برنامجاً متكاملاً يتيح الوصول بسهولة إلى الشركاء والمستثمرين المحتملين، إضافة إلى ورش العمل والفعاليات ومساحات العمل المشترك في “إنوفيشن هب” الجديد.
وكان مركز دبي المالي العالمي قد أطلق مؤخراً النسخة الثالثة من برنامج الإرشاد “أكسيليريت هير”، الذي يدعم التنوع بين الجنسين ضمن القطاع المالي ..ويضمن هذا البرنامج المخصص للإرشاد المهني مساهمة مركز دبي المالي العالمي بدور رئيسي في تشجيع الجيل المقبل من قائدات الأعمال للحصول على الإرشاد المناسب والدعم المهني الأمثل، ويختار 15 متقدمة سنوياً.
وانطلاقاً من إدراكه لأهمية تمكين الشركات الناشئة وروّاد الأعمال من تأسيس وتوسيع شركاتهم المبتكرة ضمن أطر عمل تنظيمية وقانونية عالمية المستوى، يقدم مركز دبي المالي العالمي مجموعة من التراخيص التشغيلية والتنظيمية عالية الكفاءة من التكلفة والمواتية للشركات من مختلف الأحجام. وعلى سبيل المثال، تقدم رخصة الابتكار التي يمنحها مركز دبي المالي العالمي خيارات مدعومة للترخيص التجاري لمدة تصل إلى أربعة أعوام، وتتيح لشركات التكنولوجيا المالية والابتكار غير المنظمة تأسيس الأعمال الرقمية بسرعة وسهولة، في حين تقدم رخصة اختبار الابتكار من سلطة دبي للخدمات المالية محطة إطلاق مثلى للتقنيات السباقة لإثبات كفاءتها ضمن بيئة تنظيمية منضبطة.
ويمثل الحصول على التمويل تحدياً رئيسياً بالنسبة للشركات الناشئة ..وعلاوة على علاقاته مع مجموعة قيمة من الشركاء التجاريين، يشمل دور مركز دبي المالي العالمي إطلاق المبادرات المالية التي تكفل للشركات حصولها على التمويل ..وكان مركز دبي المالي العالمي قد أسس صندوق التكنولوجيا المالية بقيمة 100 مليون دولار لردم الفجوات في تمويل الشركات الناشئة في مرحلة النمو بالمنطقة، ونجح في تمويل سبع شركات حتى اليوم بما فيها شركة “ثروة”، وبيهايف، وناو موني، وفليكس باي، ورايز، ورين، وكلارا.
وبفضل السجل الحافل الذي يتمتع به مركز دبي المالي العالمي في دعم التكنولوجيا المالية والابتكارات، يمكن للشركات العاملة في “إنوفيشن هب” الجديد الاستفادة من الحضور المتزايد بين شركات رأس المال المغامر الباحثة عن الجيل المقبل من شركات التكنولوجيا العملاقة.
ويعمل مركز دبي المالي العالمي على تسهيل الوصول إلى تمويل رأس المال المغامر عبر تقديم إطار عمل مصمم حسب الطلب لشركات رؤوس المال المغامر لتيسير عمليات تأسيسها ضمنه.
ونتيجة لذلك، نجحت شركات التكنولوجيا المالية المتواجدة في مركز دبي المالي العالمي اليوم بجمع أكثر من 1.1 مليار درهم /298.8 مليون دولار/ وسيواصل “إنوفيشن هب” تقديم الدعم المالي والعملي لاستشراف مستقبل القطاع المالي.