مجلس “شراع” الرمضاني 2021 يسلط الضوء على المنظومة الداعمة لنمو ريادة الأعمال في الشارقة
- 477 مليون درهم عائدات الشركات المنضوية تحت مظلة (شراع) في 5 أعوام
- دعم 114 شركة ناشئة أسهمت في توفير 1300 فرصة عمل وجذب استثمارات بقيمة 87 مليون دولار
الشارقة 1 مايو 2021
كشفت نجلاء المدفع، المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) عن أن الجهود التي يبذلها المركز من أجل توفير بيئة متكاملة وداعمة لمؤسسي الشركات وبمواصفات عالمية مكنت 114 شركة ناشئة تندرج تحت مظلته من توفير نحو 1300 فرصة عمل، وتحقيق عائدات وصلت قيمتها إلى 477 مليون درهم (130 مليون دولار) وجذب استثمارات بقيمة 320 مليون درهم (87 مليون دولار) وذلك على مدى الأعوام الخمسة الأخيرة.
جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات مجلس “شراع” الرمضاني الذي نظم مؤخراً (28 أبريل)، تحت شعار “إشادة إلى صنّاع التغيير”، في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، بالتعاون مع مجموعة “ألف”، وبحضور كل من الشيخ سعود بن سلطان بن محمد القاسمي، سعادة مروان بن جاسم السركال، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وسعادة حسين المحمودي، الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، ومحمد المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، وعيسى عطايا، الرئيس التنفيذي لمجموعة “ألف”، وعدد من مؤسسي الشركات الناشئة في الشارقة والإمارات.
وتناول المجلس أداء منظومة الشركات الناشئة في الشارقة في فترة ما بعد كورونا، ومدى فاعلية الإجراءات المعززة لمرونة تلك الشركات وقدرتها على مواجهة التحديات، ودورها في زيادة جاذبية الإمارة كمركز حيوي رائد للشركات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة.
مشاريع ريادية مؤثرة
وفي كلمتها الافتتاحية للمجلس، قالت نجلاء المدفع: “حرص مركز (شراع) منذ تأسيسه عام 2016 على بذل المزيد من الجهود لإيجاد منظومة اقتصادية قائمة على الابتكار ومحفزة لنمو ريادة الأعمال من خلال دعم المشاريع الريادية المؤثرة، حيث قدم الدعم لأكثر من 17 ألف من صنّاع التغيير وتخرج من برامجه 114 شركة ناشئة، 48% منها تملكها سيدات”.
وأضافت المدفع ” يستهدف مجلس شراع الرمضاني رواد الأعمال الملتزمين بتحقيق تغيير إيجابي في العالم وبناء مستقبل أكثر إشراقًا لنا جميعاً، والاحتفاء بالذكرى الخامسة لتأسيس مركز (شراع) وبدء مسيرة واعدة في بناء منظومة عالمية المستوى لرواد الأعمال، ولدينا اليوم شغف واحد وهدف مشترك يتمثل في تحويل الشارقة إلى وجهة مزدهرة لرواد الأعمال، ولا بد لنا من التعاون والعمل معاً على تحقيق هذه الغاية واستكشاف الفرص المناسبة”، وشجعت المؤسسين المشاركين على أن تكون أفكارهم الريادية قائمة على تقديم الحلول المؤثرة والداعمة للتغيير”.
وأشارت إلى أن 30% من الشركات الناشئة الـ 114 التي قدم لها شراع الدعم على مدى الخمس سنوات الماضية، توقفت عن ممارسة الأعمال اليوم، إلا أن 1 من أصل 5 منها عادت إلى شراع بهدف تأسيس شركات جديدة”.
ازدياد أهمية ذكاء الأعمال
بدوره، قال سعادة مروان بن جاسم السركال الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق): “مع ازدياد أهمية ذكاء الأعمال والبيانات ودورها كموارد قيمة برزت الشركات القادرة على تعديل استراتيجياتها لدمج التوجهات الجديدة في الأعمال وأصبحت أكثر قدرة على النجاح”.
وأكد السركال أن المستقبل للبيانات، وأن الشركات التي تستشرف المستقبل وتركز على التوجهات العالمية المتطورة هي أكثر قدرة على التعامل مع الاضطرابات والأزمات والمخاطر في عالم الأعمال الذي يشهد تطوراً متسارعاً وتغييرات جذرية، داعياً رواد الأعمال لمواصلة رحلتهم الريادية والسعي وراء شغفهم.
دعم الأبحاث العلمية التطبيقية والتكنولوجية
بدوره، أعرب سعادة حسين المحمودي، الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، عن سعادته باستضافة مجلس “شراع” الرمضاني الذي ينظمه مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) في هذا الشهر الفضيل، مؤكداً على أهمية الشراكة الاستراتيجية مع (شراع) في تنفيذ الخطط المشتركة لدعم الشركات الناشئة.
وقال المحمودي: “يأتي هذا التعاون مع (شراع) ترجمة لجهود المجمع الرامية لتعزيز مكانة الشارقة على خارطة ريادة الأعمال العالمية، حيث صنفت الشارقة في مقدمة أفضل خمسة بيئات للشركات الناشئة بحسب التقرير العالمي لبيئة الشركات الناشئة، وتعمل الإمارة نحو بناء اقتصاد المعرفة وتحفيز الأنشطة الاستثمارية، وتطوير منظومة الابتكار، ودعم الأبحاث العلمية التطبيقية والتكنولوجية ، بما يسهم في ترسيخ مكانة دولة الامارات بشكل عام والشارقة بشكل خاص مركزاً رائداً في مجال الابتكار والبحوث وريادة الأعمال على مستوى المنطقة والعالم”.
تعزيز الابتكار
وتحدث محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، عن البيئة الاستثمارية للشركات الناشئة في الشارقة، مشيراً إلى أن يتم تأسيس عدد من مشاريع ريادية في الإمارة نتيجة تداعيات انتشار وباء فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19) العام الماضي حيث بدأ رواد الأعمال بتحويل تركيزهم إلى أفكار وخدمات جديدة.
وقال المشرخ: “ساهمنا في مكتب (استثمر في الشارقة) لتعزيز قطاع ريادة الأعمال في الإمارة من خلال تقديم الحلول الحكومية المتكاملة لهم التي يوفرها مركز الشارقة لخدمات المستثمرين (سعيد) لمساعدة المستثمرين ورجال الأعمال على تأسيس أعمالهم في الإمارة.”
وأكد عيسى عطايا، الرئيس التنفيذي لمجموعة “ألف”، أن قطاع ريادة الأعمال يعد محركاً لزيادة تنوع وتكامل الاقتصاد ورفع تنافسيته، وهو ما يقتضي دعم روّاد الأعمال الموهوبين وأصحاب المشاريع الناشئة، لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة والشاملة، وتوفير مزيد من الفرص التي تنعكس إيجاباً على روح الإبداع والابتكار وتمنح رواد الأعمال مجالاً أكبر للمساهمة في نهضة وتطور مجتمعهم.
وأشار عطايا إلى أن مجموعة “ألف”، وانسجاماً مع رؤية وتوجيهات حكومة الشارقة وقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، تعمل باستمرار على تقديم حلول مبتكرة لمشاريع ريادة الأعمال الصغيرة والمتوسطة، وتوفر لرواد الأعمال والشباب الموهوبين، البيئة المناسبة لتأسيس أعمالهم والانطلاق بها نحو آفاق أوسع من أجل الوصول إلى مستقبل أفضل للأجيال الحالية والقادمة.
منظومة داعمة لريادة الأعمال
ويعتبر مجلس “شراع” الرمضاني منصة مفتوحة لرواد الأعمال الطموحين الذين بدأوا أنشطتهم الريادية خلال فترة الوباء العام الماضي، وكذلك الشركات الناشئة القائمة التي اتبعت سياسات خاصة لسد الفجوات القائمة والتوسع في أعمالها، لتبادل الآراء ومناقشة الاستراتيجيات والتحديات التي واجهتها والآليات التي اتبعتها لتحويل تلك التحديات إلى فرص واعدة وتجارب ناجحة.
وحول صعوبة اتخاذ الخطوة الأولى في مشاريعهم، أكد مؤسسون مشاركون في المجلس أن انضمامهم إلى مجتمع رواد الأعمال يقدم لهم فرصة الحصول على الدعم والإرشاد والتوجيه اللازم لهم في رحلتهم الريادية، إلى جانب تطوير مهارات جديدة، مشيرين إلى أن الانفتاح على تجارب الغير والعمل على اغتنام الفرص المناسبة ساعدهم على تحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة ومربحة.
وخلال أعمال المجلس، استعرض عدد من المستثمرين ورواد الأعمال في قطاعات اقتصادية مختلفة، تجاربهم الناجحة خلال رحلتهم الريادية في تأسيس أعمالهم في إمارة الشارقة وفي الدولة عموماً، كما قدموا أفكارهم واقتراحاتهم حول سبل دعم نمو قطاع الشركات الناشئة في الإمارة.