مترجم بتصرف: مقال لـ أماندا لاين، شريك في أكاديمية برايس ووترهاوس كوبرز في الشرق الأوسط
شهد العام الماضي تغييرًا ثوريًا في طريقة ممارستنا لعملنا، جعلنا نتأقلم مع وجود بيئة عمل رقمية جديدة. ونظرًا لأن العمل من المنزل أصبح جزءًا من الوضع الطبيعي الجديد، فإن اعتمادنا على قوى عاملة افتراضية يثير السؤال التالي: كيف نبني وننمي علاقة متناغمة مع التكنولوجيا؟
كانت دولة الإمارات العربية المتحدة في طليعة الدول التي واجهت هذا التحدي. وتماشياً مع رؤية الإمارات المئوية 2071، تهدف سياستها الوطنية لجودة الحياة الرقمية إلى ضمان أن يكون العالم الرقمي أخلاقيًا ومستدامًا وشاملًا ومسؤولًا. ويعد إنشاء بيئة رقمية آمنة وإيجابية أمرًا بالغ الأهمية مع دخولنا عصرًا افتراضيًا، كما أن المهارات والمعرفة اللازمة للتعامل مع التقنيات المتطورة يعد أمراً موازياً من حيث الأهمية.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هي مهارات القيادة الرقمية اللازمة لمكان وبيئة العمل في المستقبل؟ المعرفة الرقمية ومحو الأمية فيما يتعلق بالبيانات بالطبع أمر ضروري. وتعني الدورة المستمرة للابتكار الرقمي أنه يجب على القادة والموظفين على حد سواء تبني التعلم المستمر وتنمية المهارات للبقاء في المنافسة. وسيخلق قادة الأعمال الذين يفهمون تطبيق التقنيات في مكان العمل محركات جديدة للنجاح، بما في ذلك تبسيط أنظمة التشغيل، والتواصل الواعي لموظفيهم وتحسين المرونة في مكان العمل. ولكن الأمر الأكثر أهمية هو المهارات التي تتمحور حول الإنسان، وهي المهارات الناعمة مثل الاتصال والمرونة والذكاء العاطفي والتفكير الريادي، والتي تعتبر محورية في عالمنا الرقمي الجديد.
وعلى الرغم من الطلب على مهارات المستقبل، فإننا نواجه حاليًا أكبر نقص في المهارات في حياتنا. وقبل تفشي الوباء، وضع المنتدى الاقتصادي العالمي هدفًا طموحًا لتدريب مليار شخص بحلول عام 2030. وقد وُضع هذا الهدف لمواجهة 75 مليون وظيفة كان من المتوقع أن يتم استبدالها والاستغناء عنها بسبب الأتمتة والذكاء الاصطناعي بحلول عام 2022. ومنذ بدء الجائحة، أصبح الأمر أكثر صعوبة للتدرب على هذه المهارات، حيث لا يزال توافر المهارات الأساسية أحد أهم خمسة تهديدات تؤثر على آفاق نمو الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط، وفقًا لاستطلاع الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط الرابع والعشرين لشركة برايس ووترهاوس كوبرز.
وفي العديد من الشركات والاقتصادات، سلطت الجائحة الضوء على التباين بين المهارات التي يمتلكها الناس وتلك المطلوبة للوظائف في العالم الرقمي. جزء من جهودنا في أكاديمية بي دبليو سي الشرق الأوسط لقيادة ثورة تطوير المهارات في المنطقة هو تسهيل التغيير الدائم. نحن نقدم تدريبًا مبتكرًا وعمليًا، يشمل مكونات المهارات الرقمية والشخصية للأفراد والمؤسسات على امتداد كل الصناعات لإنشاء قوى عاملة جاهزة للمستقبل في منطقة الشرق الأوسط.
كانت القيادة تتطلب دائمًا مجموعة متخصصة من المهارات، مثل الفضول والتعاطف والعمل الحاسم، ولكن في عالم اليوم، هناك حاجة ملحة لنوع جديد من القادة. يحتاج هذا القائد إلى التكيف مع القوى العاملة المختلطة التي تجمع بين العمل البشري والتكنولوجيا المعززة. وستكون المهارات التي تتمحور حول الإنسان في هذه البيئة الجديدة، هي المفتاح لتطوير مكان عمل متوازن وصحي ومنتج يضع الرفاهية الرقمية في صميمه. وستنجح الشركات التي تتبنى مجموعات المهارات المستقبلية في قيادة التحول وإنشاء علاقة متناغمة مع العالم الافتراضي.
السيرة الذاتية للمؤلف
أماندا لاين، شريك في أكاديمية برايس ووترهاوس كوبرز في الشرق الأوسط