جيريش ناندا، مدير عام منطقة الإمارات العربية المتحدة وباكستان لدى ماستركارد
كشفت لنا أحداث العام 2021 قوة التكنولوجيا وقدرتها في الحفاظ على حركة الاقتصادات ومدى أهمية تبني الشركات الصغيرة والمتوسطة للتجارة عبر الهاتف المحمول.
إن الشركات الصغيرة والمتوسطة هي شريان الحياة لاقتصاد البلاد حيث تمثل 94% من الشركات المسجلة في دولة الإمارات، وإن نجاحها أساسي في قصة نجاح البلاد. إلا أن القيود التي فرضها تفشي وباء كوفيد-19 قد شكلت تحديًا كبيرًا أمام نجاح هذه الشركات. فمع تلاشي التعاملات النقدية، أدركنا قوة التكنولوجيا كأداة لتمكين التجارة مع التوجه القوي نحو التجارة عبر الإنترنت. وقد أدركت الشركات الصغيرة والمتوسطة اليوم أهمية تعزيز قدراتها في الفضاء الرقمي كضرورة أساسية للحفاظ على قدرتها التنافسية.
وبالنسبة للشركات التي تمكنّت من إجراء هذا التحول بكفاءة، فقد عززت مكانتها بسرعة للاستفادة من التجارة عبر الهاتف المتحرك، والتي تسجل زيادة سريعة في حصتها من التسوق الرقمي. لقد أصبح الدفع عبر الهاتف المتحرك أداة أساسية اليوم، لا سيما مع توسع التجارة عبر الهاتف المتحرك لتشمل مختلف الأجهزة والقنوات.
ويمكن أن يعزى ذلك إلى أن كبار التجار قد عملوا على الارتقاء بتجربة العملاء بشكل كبير من خلال خدمات الدفع بالبطاقة المحفوظة في الملف، واستخدام حلول أمنية رفيعة المستوى مثل “الترميز”، التي ساهمت في وضع معايير جديدة تعزز قدرة الصناعة على إدارة المخاطر المتعلقة بالاحتيال. وخلال العام 2021، يرغب المستهلكون في القدرة على التسوق ضمن التطبيق والدفع بأقل قدر ممكن من الخطوات.
وتظهر الأبحاث بأن العملاء يصبحون أكثر ميلًا للتخلي عن عملية الشراء، كلما استغرقت عملية الدفع وقتًا أطول. وقد ألقى هذا الأمر بظلاله على الشركات الصغيرة والمتوسطة، فهي لم تسجل خسائرًا في المبيعات فحسب، بل خسرت عملاءها أيضًا، فحين يترك المستهلك التاجر، تقلّ فرص عودته إليه نفسه.
ونحرص في ماستركارد على مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة على تزويد عملائها بتجربة دفع مريحة وآمنة في آن معًا من خلال تقليل عمليات ترك عربة التسوق دون إتمام الدفع وزيادة تحويلات المبيعات.
الأمن عنصر أساسي
جاء الحل في القدرة على إنجاز عمليات الدفع بسلاسة وسرعة من خلال عقد شراكات بناءة مع مزودي الخدمات المالية، وتشكل تقنية “اضغط وادفع” من ماستركارد مثالًا مبتكرًا على ما يمكن تحقيقه، إذ تمثل حلًا سريعًا للدفع بكبسة زر واحدة ومن دون الحاجة لإدخال معلومات البطاقة في كلّ مرة يزور فيها المستهلك مواقع أو منصات تجارة إلكترونية جديدة توفر هذه الخدمة. ومن المهم الإشارة هنا إلى أنه يمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة استخدام هذه التقنية في معاملات التجارة عبر الهاتف المتحرك. ومن أبرز المزايا التي توفرها تقنية “اضغط وادفع” هي تمكين المستخدم من الدفع بكل راحة باستخدام نفس بيانات الاعتماد عبر عدة أجهزة ومن خلال أنظمة تشغيل مختلفة.
كما تتميز هذه التقنية بالأمان كونها مزودة بحلّ “كلمة المرور لمرة واحدة”. ولا يحتاج العميل بعد الآن لإدخال معلومات البطاقة والاسم والعنوان، فعوضًا عن ذلك، يدخل إلى حساب “اضغط وادفع” الخاص به ويتلقى رسالة نصية تتضمن كلمة مرور لمرة واحدة للتحقق من عملية الشراء وإتمامها. وتعتبر هذه التقنية مفيدة جدًا للشركات الصغيرة والمتوسطة، لا سيما تلك التي تمارس التجارة عبر منصات مثل أمازون، التي عادة ما ترتفع فيها نسب عمليات الشراء غير المكتملة. ومع ذلك، فمن المهم مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة على فهم كيفية تزويد عملائها بتجربة تجارة سلسة عبر الهاتف المتحرك، والاستعداد للتغيير المستمر لمواكبة تطور المنظومة الرقمية للتجارة الإلكترونية.
وفي دولة الإمارات، هناك جهود مستمرة لضمان عدم تخلف أي شركة صغيرة عن الركب في رحلة التحول نحو الاقتصاد الرقمي. والحكومة حريصة على دعم طموحات أصحاب الأعمال من خلال سنّ قوانين تعزز ثقافة ريادة الأعمال وتجهزهم بالأدوات والبنية التحتية اللازمة لممارسة أعمالهم بكل سلاسة وراحة ضمن منظومة رقمية بالدرجة الأولى.
بنية تحتية تدعم النمو
أطلقت غرفة تجارة دبي “منصة ملتقى الأعمال” خلال شهر أبريل من العام الماضي، وهي منصة جديدة مصممة لمساعدة الشركات في دبي على تخطي التداعيات الاقتصادية لانتشار فيروس كورونا المستجد من خلال توفير موارد تعليمية وإخبارية ومالية، ووجهات النظر الاقتصادية ذات الصلة بالتحديات الراهنة وطريقة مواجهتها.
وتتكامل مثل هذه المبادرات الحكومية مع الحلول التي يوفرها القطاع الخاص لدعم نجاح الشركات الصغيرة والمتوسطة. ومن الأمثلة على ذلك حلّ ” SME-in-a-Box” من ماستركارد الذي جرى ابتكاره لمساعدة الشركات والتجار الصغار على توسيع قاعدة عملائهم من خلال المنصات الرقمية. ويوفر هذا الحل للشركات الصغيرة والمتوسطة أدوات سهلة الاستخدام يمكن الوصول إليها من خلال الهواتف الذكية لضمان سير الأعمال عبر الإنترنت بكل سلاسة.
إن السلاسة هي بالضبط ما يحتاج إليه رواد الأعمال الراغبين بتحقيق النمو خلال العام 2021 وما بعده. فمع تفشي الوباء، أصبح المستهلكون أكثر انسجامًا مع بيئة التجارة الإلكترونية، حيث إن كيفية البحث عن المنتجات والتواصل مع الآخرين بأمان عبر مختلف المنصات، تتيح لهم العثور على أكثر العروض تنافسية. وعند العثور على هذه الصفقة، لا بد أن تكون تجربة الدفع سريعة وسهلة، وآمنة فوق كل شيء.
راحة البال
مع تزايد تعقيد الجرائم الإلكترونية، يصبح هذا المطلب أهم من أي وقت مضى. وتحتاج الشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال الذين دخلوا مجال التجارة الإلكترونية حديثًا لفهم المخاطر المرتبطة بها وكيف تبدو. وبالشراكة مع التحالف العالمي للأمن الإلكتروني، تقدم ماستركارد مجموعة أدوات مجانية عبر الإنترنت لمساعدة الشركات الصغيرة في الحصول على الإرشاد والتوجيه اللازم لنشر تقنيات الترميز المتقدمة الحائزة على براءات اختراع، والتي تضمن أمن تعاملاتهم.
وفي الختام لا بد من القول بأنه حين تتوفر راحة البال وتجربة العميل الممتعة والسلسة، يمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة التي دخلت عالم التجارة الرقمية بعد انتشار فيروس كورونا المستجد أن تتطلع لجني ثمار هذه الخطوة مع تعافي الاقتصادات ومواصلة النمو.