بقلم كرم مالهوترا، الشريك ونائب الرئيس العالمي لتطبيق “شيرإت”
مع حلول شهر رمضان المبارك، والذي يعتبر أكثر المناسبات التي ينتظرها الناس في الشرق الأوسط ومناطق مختلفة أخرى حول العالم، وهو موسم يتميز بالسلام والسمو النفسي والتأمل، حيث يجتمع ملايين الأشخاص للاحتفال مع عائلاتهم وأصدقائهم طوال أيام الشهر ولياليه. كما يعتبر الشهر الفضيل من أهم المواسم بالنسبة للعلامات التجارية والمسوقين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فهو من أكثر أشهر السنة ازدهاراً من الناحية الاقتصادية، بالإضافة إلى توفير مجموعة متسعة من الإمكانات والفرص المختلفة.
يحتفل حوالي 240 مليون شخص من أصحاب القدرة الشرائية العالية بالصوم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتصل ميزانيات التسوق إلى ذروتها القياسية كل عام خلال شهر رمضان، الأمر الذي ينطبق على شريحة كبيرة من سكان المنطقة. على سبيل المثال، وصل مستوى التسوق عبر الإنترنت في المنطقة إلى ذروته خلال شهر رمضان عام 2020، ومن المقرر أن يتم تجاوز هذا المستوى خلال الشهر الجاري. ويسلط “دليل الاتصالات المتنقلة خلال شهر رمضان 2021” الأحدث من منصة شيرإت SHAREit، الناشر الإعلامي الأسرع نمواً في المنطقة، الضوء على الرؤى الخاصة بالأوضاع التي سادت خلال السنوات الماضية من مصادر موثوقة مختلفة، مع استعراض الإمكانات الهائلة للأعمال خلال الأسابيع المقبلة.
وبحسب الرؤى التي استعرضت تصرفات المستخدمين في العام الماضي، يقضي السكان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أكثر من أربع ساعات في استخدام الإنترنت عبر الهاتف المحمول يومياً، ويستخدم 82٪ من المتسوقين في رمضان هواتفهم الذكية بشكل أساسي للتسوق عبر الإنترنت، بينما أكد 62٪ من المجيبين نيتهم في قضاء المزيد من الوقت في استخدام هواتفهم الذكية خلال الشهر الكريم. وتجتذب مجموعة من الخدمات والمنتجات والحلول المختلفة اهتمام المستخدمين في هذا الوقت من العام، كالألعاب المحمولة، وتجارب الترفيه الرقمي، وتوصيل الطعام، والعناية بالعملاء وتسوق الأزياء والهدايا على سبيل المثال.
على صعيد آخر، وفرت جهود تسريع التحول الرقمي للشركات والمستهلكين على حد سواء مجموعة من المزايا القيمة للهاتف المحمول، بما في ذلك الخدمات والتوصيل السلس والمعاملات الآمنة والأكثر موثوقية من أي وقت مضى. على هذا النحو، من المحتمل أن يوفر شهر رمضان الحالي فرصاً استثنائية للتسويق – والوصول إلى الجمهور المناسب بالطريقة الصحيحة لتحقيق أهداف العمل وجذب المستهلكين، وهي من الأمور التي تكتسب أهمية استثنائية. وفيما يلي ثلاث نصائح لاستثمار هذه الفرص على النحو الأمثل:
التركيز على احتياجات الجمهور المستهدف
فقدت العلامات التجارية في الماضي الكثير من الفرص عبر تركيز حملاتها الترويجية على قيمها ومبادئها وهويتها، بدلاً من إطلاق الحملات التسويقية الموجهة للمستهلكين والأشخاص الذين تود التواصل معهم. بالنسبة للمسوقين، تتمثل الخطوة الأولى لإطلاق حملات فعالة والتواصل مع الجماهير على نحو ناجح عبر الاستماع إلى المستهلكين، وفهم احتياجاتهم، وإظهار مدى الاستعداد لتوفير المساعدة لهم. ومن الضرورة بمكان، أن تضع العلامات التجارية في الحسبان، أن المستخدمين يرغبون على نحو مستمر في التعرف على الخدمات أو الحلول أو المنتجات التي يمكن تقديمها، ومدى القدرة على الوفاء بالوعود المتمثلة في جعل حياتهم أفضل وذات مغزى.
التواصل مع المستهلكين عبر تطوير المحتوى باللهجات المحلية
قبل بضع سنوات، كانت فكرة استخدام الترفيه والألعاب للتواصل مع المستخدمين غير فعالة إلى حد ما. إلا أن العام الماضي شكل نقطة تحول رئيسية في هذا الإطار، حيث أدى تطبيق سياسات الإغلاق وفرض القيود على الحركة، إلى دفع مستخدمي الهواتف المحمولة في جميع أنحاء المنطقة لقضاء المزيد من الوقت في مشاهدة المحتوى الترفيهي عبر الإنترنت. لذا، يمكن للمسوقين توسيع آفاقهم من خلال اعتماد المزيد من المحتوى باللهجات المحلية في حملاتهم المتنوعة، حيث ستتمكن العلامات التجارية، من جذب انتباه العملاء عبر تقديم مجموعة من المقترحات وتسليط الضوء على منافعها ومزاياها. ويمكن تحقيق ذلك عبر مجموعة شاملة من المحتوى الرقمي عالي الجودة الذي يشتمل على مقاطع الفيديو والرسائل والمفاهيم الأخرى المصممة خصيصاً لشهر رمضان المبارك.
إطلاق المنتجات وتسليط الضوء على مزاياها وتحسينها بما يتوافق مع رغبات المستخدمين
يعتمد العدد الأكبر من الصائمين على المواقع الإلكترونية للتسوق والتواصل مع العالم من حولهم، ما يعني بأن الشركات تمتلك فرصة مثالية لتحقيق الفائدة القصوى في هذا الإطار. وبغض النظر عن الشريحة التي يتوجهون إليها، يمكن لجميع العلامات اتباع الاستراتيجية ذاتها لتعزيز فعالية حملاتها الترويجية، والمتمثلة في إطلاق منتجات جديدة لزيادة المبيعات وتسليط الضوء على ما تقدمه، ما يؤدي بالتالي إلى تحسين سمعة العلامة التجارية. وقد أدت التحولات الرقمية المتسارعة إلى زيادة المنافسة على نحو غير مسبوق، ما يعني ضرورة اهتمام العلامات التجارية ببذل الجهود الهادفة لفهم جمهورها قبل التواصل معهم وجذب انتباههم بشكل استباقي مبتكر ومناسب.
وتمتلك جهات التسويق والشركات في العصر الرقمي الجديد، طرق أكثر من أي وقت مضى للوصول إلى الجمهور المناسب. وستشهد الأسابيع المقبلة أعلى مستويات التسوق عبر الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2021 خلال شهر رمضان، ما يعني ضرورة توجه العلامات التجارية والمديرين التنفيذيين للتركيز على استعراض هوياتهم، وتوفير عروضهم، وبناء العلاقات المتينة مع العملاء، ورفع ملفاتهم الشخصية.
ومن المؤكد أن تساعد الخطوات المذكورة أعلاه في تحقيق هذه الأهداف – وقد حان الوقت الآن لوضعها موضع التنفيذ.