مترجم بتصرف: مقال للدكتور بول هوبكنسون ، الرئيس المساعد لكلية إدنبرة للأعمال في جامعة هيريوت وات دبي والمدير الأكاديمي لهريوت وات أونلاين
تعتبر ريادة الأعمال بدون أي شك محركاً رئيسياً للازدهار في أي مجتمع، حيث تعزز النمو الاقتصادي، وتشجع على الإبداع والابتكار الذي غالبًا ما يكون مطلوبًا للاستفادة من الفرص الجديدة، بالإضافة إلى خلق فرص العمل. ويمكن لريادة الأعمال أن تساعد في التغلب على العديد من التحديات الاقتصادية وتحقيق الأهداف الوطنية. وفي هذا السياق، تعد إعادة بناء الاقتصادات والتعافي من الآثار المدمرة لأزمة كوفيد-19 أساس جدول الأعمال الاقتصادي لجميع الحكومات تقريبًا في جميع أنحاء العالم.
لم تكن أزمة كوفيد-19 أزمة صحة عامة فقط، بل أثرت أيضًا على الأسواق العالمية والأسواق المالية، حيث شهدنا ارتفاعًا في معدلات البطالة، وإغلاق العديد من الشركات، وانخفاضات كبيرة في الدخل، واضطرابات في جميع أنحاء العالم. ووفقًا لصندوق النقد الدول ، من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد العالمي بأكثر من 3٪ في عام 2020، وهو أكبر تباطؤ منذ الكساد الكبير في ثلاثينات القرن الماضي.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، هل يجب على رواد الأعمال التفكير في إطلاق عمل تجاري؟
بكل تأكيد الجواب هو نعم!
وسواء كانت هناك جائحة أم لا، هناك دائمًا تحديات يجب التغلب عليها ويجب تلبية احتياجات المستهلك. يظهر رائد الأعمال المتحمس دائمًا ميلًا طبيعيًا لإيجاد التحديات وتذليلها وتحسينها، وتحسين العالم بأسره.
لطالما كانت دولة الإمارات خيارًا مثالياً للاستثمار. فقد شجعت الحكومة ريادة الأعمال وسهلت على المستثمرين ممارسة الأعمال التجارية بطرق عدة. والآن وفي أعقاب الجائحة، قد يعني هذا أن الوقت مناسب لتحقيق أفكارك وأحلامك. وإليكم هنا السبب.
- الإصلاحات التنظيمية والتشريعية. أعلنت حكومة الإمارات في الآونة الأخيرة، عن مجموعة من التغييرات في قوانين الإقامة والجنسية. يمكن الآن منح تأشيرات الإقامة طويلة الأجل أو التأشيرات الذهبية لفئات مختلفة من الأشخاص بما في ذلك رواد الأعمال، الذين يمكنهم العيش والعمل والدراسة في الإمارات العربية المتحدة دون الحاجة إلى كفيل وطني، وامتلاك 100٪ من أعمالهم.
ويعد هذا خياراً جاذباً بالنسبة لرائد الأعمال، حيث ستوفر مثل هذه التأشيرة درجة معينة من الاستقرار لرجل الأعمال وعائلته (تمتد التأشيرة إلى الأزواج والزوجات والأطفال)، ويمكن أن تكون بمثابة مكافأة إضافية للاستثمار. ومع الحد الأدنى لرأس المال المقدر بـ 500,000 درهم إماراتي (أو أولئك الذين حصلوا على موافقة حاضنة أعمال معتمدة في الدولة)، ستساعد هذه الاستثمارات أيضًا على الدفع بالانتعاش الاقتصادي.
وتم كذلك تعديل قانون الجنسية الإماراتية مؤخرًا للسماح بتجنيس المستثمرين الأجانب. وستؤدي هذه الخطوة إلى استقرار المستثمر، وستجلب المزيد من الاستثمارات إلى البلاد. وبالنسبة لرواد الأعمال الذين قد يكونون مترددين، فإن مثل هذه التعديلات على القانون يمكن أن تشجعهم على المضي قدمًا في خططهم.
- سهولة ممارسة الأعمال. ترحب دولة الإمارات دائمًا برواد الأعمال. تعمل المنصات الرقمية الجديدة مثل “استثمر في دبي” على تبسيط سهولة ممارسة الأعمال إلى حد كبير، حيث تغطي أكثر من 2000 نشاط تجاري، وأنواع مختلفة من التراخيص، وتعرض جميع المعلومات اللازمة لبدء عمل تجاري في دبي تحت سقف واحد. وبالنسبة إلى رواد الأعمال الذين لا يزالون في المرحلة الاستكشافية، تعتبر هذه المنصة ذات قيمة كبيرة لأنها تغطي خيارات لحاضنات أعمال مختلفة، وتوفر معلومات حول المناطق الحرة والتمويل وغيرها الكثير. وتسمح الرخصة الفورية من دائرة التنمية الاقتصادية لرجال الأعمال الآن بالحصول على ترخيص في غضون خمس دقائق دون الحصول على موافقات مسبقة.
ومن أجل تشجيع رواد الأعمال الشباب، تدير مؤسسة دبي للمستقبل برنامجها “حاضنات الجامعات” الذي يهدف إلى تنمية عقلية ريادة الأعمال بين طلاب الجامعات، وتشجيع المخاطرة ، وزرع مفهوم ريادة الأعمال والتفكير التصميمي وتعزيز المهارات. تعد كلية إدنبرة للأعمال التابعة لجامعة هيريوت وات دبي واحدة من 12 شريكًا لهذا البرنامج. أنشأت الجامعة أيضًا حاضنة للأعمال في حرمها الجديد في مجمع دبي للمعرفة حيث يمكن للطلاب إدارة أعمالهم التجارية الناشئة. وأخيرًا ، يُسمح للمستثمرين المغتربين بالتملك بنسبة 100 ٪ ، ولم يعودوا بحاجة إلى كفيل محلي. ولا يمكن بالتأكيد لرائد الأعمال أن يحلم بأكثر من هذه التسهيلات والخدمات!
3.تغيير سلوك المستهلك. أدى الوباء إلى تحولات جذرية في سلوك المستهلك، امتدت إلى جميع مجالات الحياة من طريقة عملنا إلى كيفية قضاء وقت فراغنا وحياتنا اليومية. تشير دراسة أجرتها شركة “ماكينزي أند كومباتي” إلى أن العديد من الاتجاهات التي نراها اليوم هي تسارع في السلوكيات السابقة. فعلى سبيل المثال، شهدنا زيادة تصل إلى 10 سنوات في طلبيات التجارة الإلكترونية خلال ثمانية أسابيع فقط! نعلم أيضًا أن المستهلكين يقضون وقتًا أطول من السابق على اللياقة البدنية والتلفزيون والألعاب وتكوين هوايات جديدة. وتركز أولويات المستهلك حسب أنماط الشراء بشكل أكبر على النظافة والتنظيف والسلع الأساسية، بينما تتراجع الفئات غير الأساسية.
يمكن أن تؤدي هذه التحولات في السلوك إلى فرص جديدة لريادة الأعمال من خلال الاستفادة من التغييرات التي يسببها الوباء. قد تكون هناك فجوات في السوق يجب سدها، أو مجموعة جديدة تمامًا من متطلبات المستهلك تنتظر تحقيقها. تعد Airbnb مثالًا جيدًا على شركة نجحت من خلال الاستفادة من تغيير سلوك المستهلك، في أعقاب الركود العظيم، حيث أصبحت بديلاً لأي شخص لا يستطيع النزول في فنادق باهظة الثمن.
- توافر الموارد. يؤدي الانكماش الاقتصادي إلى العديد من الآثار التي يمكن أن تكون في صالح رواد الأعمال. فمعدلات الاقتراض وتكاليف الإيجار أقل من المعتاد. ويمكن أن تكون المعدات أرخص، لأن الشركات التي تضطر للإغلاق تبيع مخزونها. وهناك وفرة في الموظفين المهرة والعاطلين عن العمل. وإذا كان العمل يمكن تأديته من المنزل، فمن المحتمل ألا تكون هناك نفقات إيجار أيضًا.
بدلاً من تلبية متطلبات ما قبل الجائحة ، فإن تحديد ما يحتاجه العملاء الآن هو أكثر أهمية. لذلك إذا كانت لديك فكرة عمل تستند إلى حاجة حددتها، وتعتقد أنه يمكنك تلبية هذه الحاجة بطريقة أفضل بكثير من البدائل الحالية، فقد حان الوقت لتحقيق حلمك.
السيرة الذاتية للمؤلف
الدكتور بول هوبكنسون، الرئيس المساعد لكلية إدنبرة للأعمال في جامعة هيريوت وات دبي والمدير الأكاديمي لهريوت وات أونلاين