حسب تقرير “رؤية أكسنتشر التكنولوجية 2021”
أكسنتشر: الإمارات تتجهز لاقتصاد ما بعد كوفيد-19 بتغييرات سريعة في بنيتها التحتية الرقمية
• 94٪ من المدراء التنفيذيين بالإمارات مع تسريع التحول الرقمي السحابي
• 90٪ يؤكدون تشابك أعمال مؤسساتهم باستراتيجياتها التكنولوجية
أبو ظبي؛ مارس 2021:
يبين تقرير “رؤية أكسنتشر التكنولوجية 2021” كيف مدت التكنولوجيا حبل النجاة خلال جائحة كوفيد-19، إذ أتاحت وسائل جديدة للعمل وممارسة الأعمال، وأوجدت تجارب وتعاملات مستحدثة، وعززت مستويات الصحة والسلامة. لقد غيّرت التكنولوجيا التوقعات والسلوكيات إلى الأبد وأوجدت وقائع جديدة بالكامل في مختلف القطاعات. ومع تحوّل الشركات من الاستجابة للأزمة إلى إعادة الابتكار، سيتحدد المستقبل من قبل القادة الأكثر جرأة واستشرافا لما سيأتي، ممن يستخدمون التكنولوجيا في التحكم بالتغيير، حسبما يقول التقرير السنوي 21 الصادر عن أكسنتشر (المدرجة في بورصة نيويورك تحت رمز ACN)، الذي يتكهن بالتوجهات التكنولوجية الرئيسية التي سترسم ملامح الشركات والصناعات في السنوات الثلاث المقبلة.
يوضح التقرير الذي يحمل عنوان “مطلوب قادة: خبراء التغيير في اللحظات الحاسمة”، كيف تختصر الشركات الرائدة عشر سنوات من التحول الرقمي في سنة أو سنتين. وبالاعتماد على أساس رقمي متين للتأقلم والابتكار بسرعة الضوء، يزيد القادة الإيرادات بسرعة تفوق خمسة أضعاف غيرهم من المتلكئين اليوم، في مقابل سرعةٍ تفوق الضعفين فقط بين عام 2015 و2018، وفق بحث أكسنتشر. وتتمثل النتيجة في مسارعة عددٍ كبير من الشركات إلى إعادة اكتشاف نفسها واستعمال الابتكارات التكنولوجية في تحديد الوقائع الجديدة التي تواجهها.
واستطلعت أكسنتشر في تقرير الرؤية التكنولوجية آراء أكثر من 6200 قائد أعمال وتكنولوجيا من 27 دولة بما فيها الإمارات العربية المتحدة، وقال 92% إن مؤسساتهم تعمل بشكل عاجل على الابتكار في هذا العام، فيما بلغت النسبة بين الإماراتيين 96%. ويوافق 91% من المدراء على أن النجاح في سوق الغد يتطلب من مؤسساتهم تحديد شكل المستقبل، فيما ترتفع النسبة بين الإماراتيين إلى 96 %.
وقال “ديفيد ديشامب” مدير أكسنتشر للتكنولوجيا بالشرق الأوسط: ” تُستخدم التكنولوجيا في الإمارات لبناء مستقبل أفضل. ويعتقد 80٪ من المدراء التنفيذيين في الإمارات مقابل 77٪ من نظرائهم في العالم أن بناء وتصميم التكنولوجيا الخاصة بهم أمر على درجة من الأهمية لنجاح مؤسساتهم”، وأضاف:” تؤكد غالبية عظمى تبلغ 90٪ من المدراء التنفيذيين المستطلعة آراؤهم في الإمارات، أنه لا يمكن فصل أعمال مؤسساتهم عن استراتيجياتها التكنولوجية، ولا تمييزها منفصلة عن بعضها، بينما يوافق 83٪ فقط من العينة العالمية على هذا الأمر. وتتبنى دولة الإمارات العربية المتحدة القيام بتغييرات سريعة في بنيتها التحتية الرقمية عبر استخدام التقنيات الإحلالية (التغييرية)، لتكون جاهزة لاقتصاد ما بعد كوفيد-19″.
قال بول داغرتي، الرئيس التنفيذي بالمجموعة- للتكنولوجيا، وكبير مسؤولي التكنولوجيا في “أكسنتشر”: “تسبّبت الجائحة العالمية بدفعة هائلة نحو المستقبل. شرعت الكثير من المؤسسات باستخدام التكنولوجيا بطرق استثنائية للإبقاء على مجتمعاتها وأعمالها -بوتيرةٍ بدت مستحيلة في السابق- بينما واجهت أخريات الحقيقة القاسية المتمثلة بنقص وغياب الأساس الرقمي الضروري لاستعادة التوازن بسرعة. ولدينا الآن فرصة تتاح مرة واحدة في كل جيل لكي نحوّل هذه اللحظة الحاسمة بشأن التكنولوجيا إلى لحظة ثقة بقوة التغيير التكنولوجي المتزايد في إعادة تصور وإعادة بناء مستقبل الأعمال والتجارب البشرية بالكامل”.
إن رسم ملامح المستقبل يتطلب من الشركات أن تكون خبيرة في التغيير عبر التقيد بثلاثة واجبات أساسية. أولاً، تقتضي القيادة ريادة تكنولوجية. لقد انتهى عصر المحاكاة السريعة لابتكارات الغير، وأصبح التغير الدائم أبدياً. فقادة الغد هم أولئك الذين يضعون التكنولوجيا في صدارة استراتيجية أعمالهم. ثانياً، لن ينتظر القادة الوضع الطبيعي الجديد، بل سيقومون بإعادة الاختراع وإنشاء وقائع جديدة باستخدام نماذج وعقليات مختلفة جذرياً. وأخيراً، سيتحمل القادة مسؤولية أكبر بوصفهم مواطنين عالميين، بحيث سيعمدون إلى تصميم وتطبيق التكنولوجيا من أجل إحداث آثار إيجابية تتخطى حدود شركاتهم لتشمل بناء عالم أكثر استدامة وشمولية.
ترصد الرؤية التكنولوجية خمسة توجهات رئيسية ينبغي للشركات مراعاتها خلال السنوات الثلاثة المقبلة بهدف تسريع التغيير في جميع أقسام الشركة:
- التخطيط الاستراتيجي: تصميم مستقبل أفضل: يبزغ عصر جديد من المنافسة في القطاع، عصر تتنافس فيه الشركات حول ما لديها من أنظمة تكنولوجيا المعلومات. لكن بناء واستغلال مجموعة التكنولوجيا الأفضل يعني التفكير بشأن التكنولوجيا بشكل مختلف، بحيث تلغى الفوارق بين استراتيجيات التكنولوجيا والأعمال.
- عالم موازٍ: قوة التوائم الرقمية الذكية الضخمة– يبني القادة توائم رقمية ذكية لإيجاد نماذج فعالة للمصانع وسلاسل التوريد ودورات حياة المنتجات وغيرها. إن الجمع بين البيانات والذكاء بغرض تمثيل العالم المادي في فضاء رقمي سيتيح فرصاً جديدة للعمل والتعاون والابتكار. ويوافق 92٪ في الإمارات على أن التوائم الرقمية أصبحت ضرورية لتمكين مؤسستهم من الدخول في شراكات استراتيجية ببيئة الأعمال. فيما يعتقد 86٪ أن مؤسستهم تتطلب وحدة تحكم، أو مركز معلومات مركزي، لفهم التعقيدات ونمذجة عمليات مؤسستهم وأفرادها وأصولها.
- امتلاك الخبرة التكنولوجية: ديمقراطية التكنولوجيا- الإمكانات القوية متاحة الآن للأفراد في مختلف أقسام العمل، مما يضيف قاعدة شعبية لاستراتيجيات الابتكار لدى الشركات. فاليوم يستطيع كل موظفٍ أن يكون مبتكراً ويحسّن أسلوب عمله ويصحح مواطن الخلل ويحافظ على سير العمل بانسجام مع الاحتياجات الجديدة والمتغيرة.
- في أي مكان وفي كل مكان: استحداث بيئتك الخاصة: إن أكبر نقلة للقوة العاملة في الذاكرة الحية مكّنت الشركات من توسيع حدود أعمالها. عندما يتسنى للناس استحداث بيئتهم الخاصة، تكون لديهم الحرية للعمل بسلاسة من أي مكان، سواء في المنزل أو المكتب أو المطار أو مكاتب الشركاء أو مكان آخر. في هذا النموذج، يستطيع القادة إعادة النظر في الغاية من العمل في كل موقع واستغلال الفرصة في إعادة تصوّر أعمالهم في هذا العالم الجديد.
- الانتقال من أنا إلى نحن: مسار النظام متعدد الأطراف لتجاوز الفوضى- إن الطلب على تتبع المخالطين والدفع دون تلامس والسبل الجديدة لبناء الثقة قد سلط الضوء على ما تفتقد إليه المنظومات الحالية للشركات. يمكن للأنظمة متعددة الأطراف مساعدة الشركات في كسب المزيد من المرونة والقدرة على التكيف، واكتشاف طرق حديثة للتعامل في السوق ووضع معايير جديدة تقدمية للقطاعات ذات الصلة.
على الصعيد العالمي ، جرب 20٪ من المدراء التنفيذيين في العام الحالي أنظمة متعددة الأطراف، مقارنة بـ 36٪ من المدراء التنفيذيين في الإمارات، وأيد 94٪ من المدراء التنفيذيين في الإمارات مقابل 90٪ عالميا أهمية تسريع عملية التحول الرقمي السحابي لضمان مرونة مؤسساتهم وقدرتها على التكيف.
إن إعطاء الأولوية للابتكار التكنولوجي بغرض الاستجابة لعالم سريع التغير يحتل أهمية غير مسبوقة. ففي قطاع المطاعم مثلاً، اضطرت 60% من المطاعم التي أدرجت في خانة “مغلق جزئياً” على (Yelp) في شهر يوليو إلى إغلاق أبوابها نهائياً بحلول شهر سبتمبر. طوال مدة الفوضى، تمتعت “ستاربكس” بالريادة، إذ استخدمت التكنولوجيا في توسعة قنوات التجزئة والمستهلكين. وبحلول شهر أغسطس، قام ثلاثة ملايين مستخدم جديد بتنزيل تطبيقها، كما أن الطلب عبر الهاتف المحمول والاستلام عند كشك خدمة السيارات شكّل 90 بالمائة من المبيعات. ومع ارتفاع الطلب، قامت كذلك باستعمال نظام متكامل لإدارة البطاقات بحيث تُجمع الطلبات الصادرة عن زبائن خدمة السيارات وتطبيقها و(Uber Eats) ضمن منظومة عمل موحدة للموظفين. كما طرحت “ستاربكس” ماكينة إسبرسو جديدة ذات مستشعرات لتتبع مقدار القهوة المصبوب والتنبؤ بالصيانة الضرورية. هذا برهان قاطع على أن التكنولوجيا أداة جوهرية في تمكين الشركة من الاستجابة للتغيير بسرعة ومرونة ونجاح.