توضح الدراسة الجديدة التي أجرتها شركة بوسطن كونسلتينج جروب بالتعاون مع بيت.كوم أن استجابة الدولة للوباء تُعد سببًا رئيسًا وراء تعزيز جاذبيتها العالمية؛ حيث احتلت دبي وأبوظبي المرتبتين الثالثة والخامسة على التوالي في تصنيف المدن العالمية المفضلة لدى الأجانب
دبي، مارس، 2021
–تواصل الإمارات العربية المتحدة ترسيخ مكانتها عالميًا كوجهة مفضلة من جانب الأجانب للانتقال للعمل فيها، حيث قفزت الجاذبية العالمية للدولة 6 مراتب من المرتبة 19 في عام 2018 إلى المرتبة 13 في عام 2020، وفقًا لدراسة جديدة أجرتها شركة “بوسطن كونسلتينج جروب” بالتعاون مع “بيت.كوم”، وشملت استطلاع رأي نحو 209 آلاف شخص عبر 190 دولة حول العالم، وأوضحت الدراسة أن التفشي المستمر لجائحة فايروس كورونا المستجد أثر تأثيرًا كبيرًا في توجهات الأشخاص فيما يتعلق بالانتقال للعمل في الخارج، وقلل من اهتمامهم به بشكل عام وجذبهم إلى البلدان التي تمكنت من احتواء الوباء وإدارته بفعالية أكبر.
ويفصّل التقرير المشترك الذي حمل عنوان “استشكاف توجهات المواهب العالمية واقعيًا وافتراضيًا“، النتائج الأخيرة للدراسة التي أجرتها شركة “بوسطن كونسلتينج جروب” و”بيت. كوم” حول انتقال العمالة وتفضيلاتهم فيما يتعلق بالبلد الذي يفضلون العيش فيه، وسلّط التقرير الضوء على العوامل الكامنة وراء الارتفاع المستمر في جاذبية دولة الإمارات على الصعيد العالمي، إضافة إلى الأسباب التي تجعل مدنًا – مثل دبي وأبوظبي – تتمتع بهذه المكانة العالمية المرموقة.
وقال د. كريستوفر دانيال- مدير مفوّض وشريك في شركة بوسطن كونسلتينج جروب الشرق الأوسط-: “بالنظر إلى أن مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة لم تتأثر من تفشي الوباء مقارنة بغيرها من الدول، حيث يُعد ذلك عاملًا رئيسًا وراء تزايد جاذبيتها على الصعيد العالمي، وفي المقابل هناك العديد من المدن العالمية البارزة التي أصبحت أقل جاذبية مقارنة بالمكانة التي كانت تحتلها قبل عامين، كما تُعد مدينتا دبي وأبوظبي من بين أحدث قصص النجاح على مستوى ترتيب المدن العالمية، حيث عززتا مكانتهما العالمية لا سيما بعد أن برهنت دولة الإمارات خلال هذه الأزمة أنها ملاذٌ آمن للجميع”.
وكان المشاركون في الاستبيان واضحين للغاية حول الأسباب الكامنة وراء تزايد جاذبية مدينتي دبي وأبوظبي كمدن عالمية مفضلة للعيش والعمل، فبالنسبة لدبي – التي تقدمت من المرتبة السادسة في عام 2018 إلى المرتبة الثالثة في عام 2020، أشار المشاركون في الاستبيان إلى بعض نقاط الجذب التي تميزت بها مدينة دبي كمعرض إكسبو 2021 والتعافي السريع من تداعيات الوباء وتقديم الدعم للقطاع الخاص، وفيما يتعلق بأبوظبي – التي قفزت من المرتبة 51 في 2014 والمرتبة 14 في 2018 إلى المرتبة الخامسة في العام الماضي- فإن هذا التحسن المستمر في الترتيب يُعزى إلى التزام حكومة أبوظبي بتحسين عملياتها والتفاف الناس حول قيادتهم والاستثمارات الحكومية الضخمة واتباع استراتيجية جديدة للتنمية الاقتصادية.
وتابع د. دانيال قائلًا: “وإضافة إلى روعة هذا النجاح، فقد قدم تقدم دبي وأبوظبي والإمارات العربية المتحدة في التصنيف العالمي دليلًا على أهمية الاستجابة للوباء والتعافي السريع من التداعيات التي فرضها”.
ووفقًا للدراسة، فإن ما يقرب 50% من الأشخاص حول العالم على استعداد حاليًا للانتقال إلى الخارج من أجل العمل، وهي نسبة أقل مما كانت عليه في عام 2014 (64%) وعام 2018 (57%)، وقد عبّر المشاركون في الاستبيان عن تراجع رغبتهم في الانتقال الى الخارج في كل بلد تقريبًا حول العالم، مؤكدين أن هذا الموقف يتجاوز المجتمعات العالمية.
إلى جانبه، كان 90% من المشاركين في الاستبيان في دولة الإمارات من الوافدين بمتوسط عمر يبلغ 38 عامًا؛ مما يعكس تركيبة سكان الدولة، وقد وضح د. دانيال ذلك قائلًا: “بالنظر إلى أن القوى العاملة الوطنية تتضمن عددًا كبيرًا من الوافدين الأجانب، فإن دولة الإمارات تجذب القوى العاملة التي تميل إلى كثرة التنقل، كما أن 94% من القوى العاملة في دولة الإمارات كانوا على استعداد أيضًا للعمل في الخارج في عام 2020 مقارنة بنسبة 50% على مستوى العالم”.
وعلى الرغم من انخفاض نسبة الرغبة في الانتقال إلى بلد أجنبي على مستوى دول العالم اليوم، فقد أبدى 57% من المشاركين في الاستبيان مستوى عالٍ من الحماس للبقاء في بلدهم والعمل لدى صاحب عمل أجنبي، وأشاروا إلى استعدادهم للقيام بذلك.
ومن جهتها، قالت عُلا حداد- المديرة الإدارية للموارد البشرية في بيت. كوم-: “شهد سوق العمل العديد من التغييرات على مدار الأشهر القليلة الماضية، وقد أعادت جائحة فايروس كورونا المستجد التي يجري العمل للتصدي لها في جميع أنحاء العالم تحديد مفاهيم جديدة للعمليات والإجراءات، مما وضع الشركات في كل قطاع تحت ضغط الانتقال للعمل الافتراضي عبر الإنترنت، وعلى هذا النحو، اعتمدت الغالبية العظمى من المهنيين والشركات سياسات العمل عن بُعد، مما مكنها من الحفاظ على قدرتها التنافسية وضمان استمرارية أعمالها”.
ومع ذلك، ذكر 50% من المواطنين الإماراتيين أنهم يفكرون بالانتقال للعمل في الخارج، حيث يعد وجود روابط مجتمعية قوية وظهور هذا النموذج مؤخرًا في دولة الإمارات من الأسباب المحتملة وراء هذه الإحصائية.
وأوضح راينر ستراك- شريك أول في شركة بوسطن كونسلتينج جروب وأحد المشاركين بإعداد الدراسة-: “لقد أدت السياسات والقيود التي فُرضت على الهجرة إلى تراجع توجهات الانتقال اليوم، كما شكلت جائحة فايروس كورونا المستجد عاملًا جديدًا جعل الناس أكثر حذرًا عندما يتعلق الأمر بالتفكير في الانتقال للعيش والعمل حول العالم، ومع ظهور سياسات العمل عن بُعد، ربما يشعر الكثيرون أنهم قادرون على الاستمرار وتطوير حياتهم المهنية دون الحاجة للانتقال”.
ويحدد التقرير أيضًا التحديات التي تواجهها الشركات في توفير فرص عمل دولية عن بُعد – بما في ذلك الاندماج الثقافي وتوفير التأشيرات- ويسلط الضوء على بعض الحلول المبكرة لهذه التحديات، علاوة على ذلك، تقدم البيانات التي جُمعت لإعداد التقرير رؤى ثاقبة لتوجهات القوى العاملة حسب النوع والعمر ومستوى التعليم ومجموعات المهارات الرقمية ومناصب الهرم الوظيفي.