مترجم بتصرف: مقال لهانس كريستنسن، نائب رئيس – مركز دبي التكنولوجي لريادة الأعمال “ديتك”
على مدى أشهر، كنت تقود هذه المركبة لوحدك وكان على عاتقك أنت وحدك تحمل كافة المسؤوليات المتعلقة بشركتك الناشئة من أجل إنجاحها. والآن، حان الوقت لتعيين موظفك الأول لمساعدتك في تطور شركتك ونموها. تعد هذه الخطوة غاية في الأهمية، حيث يصاحبها مجموعة جديدة من الاجراءات بما في ذلك الالتزامات القانونية والنفقات والمسؤوليات. ولمساعدتك في اجتياز ذلك، إليك نظرة عامة عما يجب معرفته قبل تعيين الموظفين في مؤسستك في دولة الإمارات:
- اختر الوقت المناسب، وضع خطة للتوظيف. لا تبدأ عملية التوظيف بشكل سريع، فالقرارات الخاطئة عادةً تتخذ على عجل. بدلاً من ذلك، ضع في اعتبارك ما إذا كنت توظف شخصًا لمساعدتك في زيادة الربحية أم توفير المال أم كليهما؟ إذا كانت الإجابة نعم على أيٍّ من هذه الخيارات، فهذا يعني أن الوقت قد يكون مناسباً لاتخاذ هذه الخطوة.
كما يمكن اتخاذ هذا القرار إذا وجدت نفسك مشغولًا جدًا في القيام بمهام يومية يمكن تأديتها من قبل موظف. على سبيل المثال، إذا كان توظيف شخص ما للقيام بالمهمة، يمكنك من كسب المزيد من الوقت لبيع المزيد من المنتجات التي قد تغطي أرباحها أجر هذا الموظف، في هذه الحالة يكون التوظيف منطقيًا.
قد تكون أحد العلامات أيضاً في رفضك لأعمال جديدة بسبب ضيق الوقت، وقيامك بأعمال أخرى على عجل وبكفاءة أقل.
- اعرف من توظف. ستحتاج بعد ذلك إلى معرفة نوع الشخص والمهارات التي يمتلكها مقارنة بتلك التي تحتاجها. واسأل نفسك: هل أنا بحاجة إلى شخص واحد للقيام بكافة المهام، أم شخص يمتلك مهارة معينة تخدم العمل بشكل أفضل؟
قد تكون المتطلبات الخاصة بالمهارات شائعة عند التعيينات الأولى بين الشركات الناشئة. وفقاً للتقرير الأوروبي للمشاريع الناشئة لعام 2017، والذي شمل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وهولندا، كانت النتائج مماثلة بالنسبة لكافة البلدان، حيث كانت أول ثلاث وظائف ناشئة هي المطورين (14-24٪) والمبيعات (13-20٪) والتسويق (7-13٪).
يعد ذلك أمراً منطقياً، حيث إن مثل هذه الوظائف تعد متطلبات شائعة بالنسبة لمعظم الشركات وتتطلب معارف معينة قد لا تكون موجودة عند كل رائد أعمال. إذا كانت المهام التي تحتاجها موجودة في خبرة واحدة، فمن المحتمل أن يكون الوقت قد حان للتوظيف.
ومع ذلك، قد تحتاج في بعض الأحيان أن يحل شخص محلك في أداء المهام اليومية. يمكن لمدير العمليات، على سبيل المثال، المساعدة في إعداد الفواتير والشؤون المالية والاتصالات الواردة. وقد يترك لك ذلك حرية أكبر في التركيز على تحسين منتجك أو خدمتك، أو اكتساب المزيد من العملاء.
ليس بالضرورة أن تعين شخصاً بدوام كامل، يمكنك أن تبدأ مع متدرب للقيام بالمهام اليومية مع إمكانية التوظيف بعد فترة معينة. بهذه الطريقة تتاح أمامك فرصة التعرف على الشخص قبل توظيفه بدوام كامل.
كما أن هناك خيار الاستعانة بمصادر خارجية. بالنسبة للعديد من الصناعات، بما في ذلك التسويق والبرمجة، من الممكن إما إقامة علاقة طويلة الأمد مع مجموعة من العاملين المستقلين أو الاستعانة بوكالة. بهذه الطريقة، يمكنك الوصول إلى مجموعة واسعة من المهارات والموارد بنفس راتب موظف بدوام كامل.
- تعرف على كيفية التوظيف بكفاءة. تحتاج عملية التوظيف عادةً وقتاً طويلاً، هناك مهام وظيفية يتعين عليك تحديدها، وأسئلة خاصة بالمقابلات ينبغي عليك كتابتها، وسير ذاتية يجب قراءتها، ومقابلات وعروض توظيف رسمية يتعين عليك تقديمها.
قد يكون اتمام ذلك بشكل سريع مغرياً، ولكن من المهم أن تدرك أنه كلما زاد الوقت الذي تقضيه في عملية التوظيف الآن، كلما أصبح الأمر أسهل على المدى الطويل. قم بإعداد نموذج للمهام الوظيفية لتسهل عليك خطوات ملاءمتها لاحقًا.
وقم بكتابة وصف وظيفي كامل للشاغر المتاح لديك. لا يؤدي القيام بذلك إلى زيادة فرصك في جذب الأشخاص من ذوي المهارات المناسبة فحسب، بل يساعدك أيضًا في صياغة أسئلة مناسبة عند اجراء مقابلة العمل. وحاول صياغة أسئلة تدور أكثر حول الحلول بدلاً من الأسئلة المتوقعة مثل: “ما هي نقاط ضعفك؟”
يؤدي إعداد مقابلة متسقة يطرح من خلالها الأسئلة ذاتها على كافة المتقدمين إلى تسهيل عملية مقارنة المرشحين بعد اكتمال المقابلات. وأخيرًا، ضع في اعتبارك إشراك شخص أو شخصين آخرين موثوق بهم في هذه العملية، لمساعدتك في عملية الاختيار.
- إدراك الاختلافات في عملية التوظيف. قد يكون فهم قانون التوظيف في دولة الإمارات صعباً في البداية، ولكن الالتزام بالإجراءات والقواعد سيسهل عليك ذلك. كما يجب أن تضع في الاعتبار أن العملية مختلفة، اعتمادًا على ما إذا كنت تقوم بالتوظيف في البر الرئيسي أو في منطقة حرة.
إذا كنت في البر الرئيسي، فبمجرد حصول نشاطك التجاري على التراخيص المناسبة، يمكن مباشرة إصدار الكفالات للموظفين. وعند اصدار تأشيرة العمل، تراعي وزارة الموارد البشرية والتوطين في دولة الإمارات ما يلي:
> المؤهلات. يجب أن يمتلك العاملون الكفاءة أو المؤهلات الأكاديمية المطلوبة في الدولة وسيحتاجون إلى تقديم إثبات مصدق عنها.
> متطلبات التأشيرات. تتكفل الشركات بإصدار تأشيرات العمل والإقامة لموظفيها، ويتم تحديد التكلفة حسب النشاط التجاري. قد ترغب أيضًا في التفكير فيما إذا كنت ستعرض أيضًا رعاية تأشيرات أسر الموظفين كجزء من حزمة التوظيف الخاصة بهم، حتى لو كان بإمكان الموظف رعاية هذه التأشيرات بنفسه.
إذا كنت تقوم بالتوظيف من منطقة حرة، فلا زلت بحاجة إلى اجراء التراخيص والتأشيرات الصحيحة؛ ومع ذلك، نادرًا ما تكون هناك أولوية للعمل لمجموعة واحدة (مثل الإماراتيين) على أخرى (مثل الأجانب). واحرص على التأكد من المعلومات التالية:
> تقوم كل منطقة حرة، وليس الشركة أو صاحب العمل بتوفير الكفالة للموظفين. هذا يعني أن التأشيرة خاصة بالموقع.
> يعتمد عدد التأشيرات المتاحة على حجم العمل ونوع الترخيص.
- تأكد جيداً من هذه الخطوة. الكثير من متطلبات عقود العمل التابع لدولة الإمارات متشابهة مع بقية الدول، ولكنها غير متطابقة. قد يكون هناك تكاليف إضافية قد لا تكون واضحة في البداية عند تعيين الموظف الأول. لذلك، ينصح دائماً عند إعداد العقود التعامل مع مختص.
إليك بعض الأمور التي يجب تذكرها، مع ملاحظة أنه على الرغم من استنادها إلى قانون العمل الإماراتي، غالبًا ما يكون للمناطق الحرة اختلافات خاصة بها، لذا يجب التحقق من ذلك.
> يجب أن تكون عقود العمل باللغتين العربية والإنجليزية. إذا كان هناك نزاع، يسود النص العربي.
> التأمين الصحي إلزامي
> جميع أرباب العمل ملتزمون بتغطية كافة النفقات المستحقة عليهم للعمال، لا سيما فيما يتعلق بتكاليف العودة إلى الوطن. يتم ذلك عادة عن طريق وديعة بنكية أو خطة تأمين.
> ساعات الدوم في اليوم ثماني ساعات عمل يومياً، وبما لا يتجاوز 48 ساعة في الأسبوع، ولكن هذا يختلف حسب القطاع.
> إذا استدعت ظروف العمل تشغيل العامل في مجالات معينة أكثر من ساعات العادية اعتبرت مدة الزيادة وقتاً إضافياً يتقاضى العامل عنها أجرا بمقدار 25٪ في معظم الحالات.
> يحق للموظف الحصول على إجازة سنوية، وإجازة مرضية، وإجازة أمومة
> يجب إدراج مكافأة نهاية الخدمة في الميزانية، وهي مستحقة لكافة العمال بعد عام واحد من الخدمة.
بالطبع، لا يزال هناك العديد من الأمور التي ينبغي عليك معرفتها في هذه المرحلة. وفي ظل تداعيات أزمة جائحة كورونا، يُنصح أيضًا بمتابعة التحقق من التغييرات في قوانين العمل.
اغتنام الوقت
بالإضافة إلى ما سبق، ستحتاج إلى التفكير في المكان الذي ستذهب إليه للبحث عن موظفيك، وأفضل طريقة لإجراء المقابلات معهم. لذلك، قد تبدو عملية شاقة وتستغرق وقتًا طويلاً. ولكن، إذا كان عملك يشهد نمواً ونجاحاً، فلا بد أن يحدث ذلك في مرحلة ما. لحسن الحظ، يجد معظم رواد الأعمال أن هذه الخطوة مجزية للغاية، وأن المساعدة التي يكتسبونها في النهاية تجلب لهم دفعة فورية ولأعمالهم.