دبي – خاص
قطاع الأعمال من أكثر الأنشطة التي تأثرت سلباً بعد جائحة كوفيد 19، وتعاني المؤسسات التعليمية والنظام التعليمي بسبب ذلك. الدكتور سيدوين فرنانديز، نائب المستشار ومدير جامعة ميدلسكس دبي، يتحدث عن استراتيجيات التعليم التي اتبعتها الإمارات للحفاظ جودة التعليم ومستواه في لقاء مع مجلة entrepreneur العربية.وتالياً الإجابات:
كيف تعاملت إدارة قطاع التعليم العالي مع المتغيرات التي حصلت نتيجة انتشاء وباء كورونا؟ وماهي أهم الاستراتيجيات التعليمية التي طبقت للحفاظ على جودة تعليم عالي في الامارات؟
في الواقع عطلت أزمة كوفيد-19 الطرق المعتادة للعمل بين عشية وضحاها، لذلك تأثر قطاع التعليم العالي أكثر من غيره، وأثناء فترة الإغلاق لم يكن بإمكان الطلاب أو الموظفين القدوم إلى الحرم الجامعي، وفي نفس الوقت احتاجت الجامعات إلى ضمان “عدم توقف التعلم أبداً“. وتماشياً مع ما حصل، حرصت جامعة ميدلسكس دبي على توفير منصة إلكترونية متطورة لتقديم المحاضرات الحية وتدريب أعضاء هيئة التدريس والطلاب على استخدام هذه المنصة بفعالية من أجل الحفاظ على جودة تعليم تفاعلية عالية المستوى.
وكان التحدي هائلاً فيما يتعلق بالتقييمات (الاسايمنت) النهائية عبر الإنترنت، حيث تمت إدارة هذا الجانب بإتاحة تقييمات بديلة للامتحانات النهائية ذات الصلة. أما الاستراتيجيات التعليمية الرئيسية للحفاظ على جودة التعلم فطبقت للتأكد من أن محتوى المنهاج وطريقة تقديمه مناسبان للتعلم عن بعد، في حين كان أعضاء هيئة التدريس في ميدلسكس جاهزين ومتاحين للاستشارة عبر الإنترنت. وعملت إدارة الجامعة على أن تكون جميع المراجع ومصادر التعلم متوفرة في موارد المكتبة إلكترونياً.
في ذات الإطار واصلت الخدمات الأكاديمية التي لدينا دعمها للطلاب من خلال مركز ميدلسكس للدعم الأكاديمي (CAS)، وتم عبر الإنترنت إقامة ورش عمل حول المهارات الأكاديمية والتعليمية، وبفضل ذلك تمكنا من مد طلابنا بالعديد من المهارات المتخصصة بالتعاون مع مجموعة من الخبراء في مجالات مختلفة.
في دولة الإمارات تتمثل الأولويات الوطنية في الانتقال إلى اقتصاد حديث قائم على تطوير تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والتكنولوجيا الحيوية، ماهي أهم برامج التعليم العالي التي لديهم في هذا المجال وكيف يتم تطبيقها؟
بمناسبة العام 16 على تأسيس جامعة ميدلسكس دبي، نود أن نقول إننا ممتنون جداً لحسن ضيافة التي تلقينها في دولة الإمارات العربية المتحدة، ونجاحنا مرتبط ارتباطًا وثيقاُ باستراتيجية الدولة، ومن هذا المنطلق نتابع دوماً التطورات والأولويات الوطنية بهدف تقديم تعليم عالي يخدم تطلعات الحكومة ويؤهل طلاباً ذو خبرة عملية ومعرفية في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وأحدث برامج التكنولوجيا العالمية.
وفي جامعة ميدلسكس دبي هناك أكثر من 70 برنامجاً جامعياً لطلاب الدراسات العليا في إدارة الأعمال والمحاسبة والمالية والتسويق الرقمي والقانون وتكنولوجيا المعلومات ونظم المعلومات وهندسة الحاسوب والتصميم الجرافيكي وتصميم الأزياء والإعلام وإخراج الأفلام والسياحة وعلم النفس والتعليم وغيرها الكثير. ولقد قدمنا مؤخراُ أيضاً بأطلاق ماجستير في الروبوتات وماجستير في علوم البيانات بغرض تمكين الطلبة من تعزيز مهارتهم في الجانيين النظري والعملي المتصلة بهذه العلوم والمجالات الحيوية الهامة.
ما هي الاتجاهات الجديدة في التعليم العالي التي تتأقلم مع ظهور نمط اقتصادي جديد بعد حوالي عام على الجائحة؟
أعتقد أن الاتجاه الرئيسي في التعليم سيكون للشهادات المهنية التي يمكن للطلاب الحصول عليها جنباً إلى جنب مع درجة الدراسات العليا. وفي جامعة ميدلسكس دبي نهيئ الطالب من أجل أن يتخرج وهو على استعداد كامل لسوق العمل. وبسبب الأتمتة، قل التركيز على مهارات المعالجة الأساسية وأصبح التركيز أكثر على المهارات التحليلية.
ما هي توقعتكم لحجم الاستثمار في قطاع التعليم العالي في الإمارات خلال الفترة المقبلة؟ وعلى ماذا سوف يعتمد ذلك؟
يعد قطاع التعليم العالي في دولة الإمارات العربية المتحدة سوقاً شديدة التنافس ويضم أكثر من 110 جامعة محلية ودولية. الإمارات العربية المتحدة من بين أفضل 10 وجهات للطلاب الدوليين وسوف تواصل النمو. سيكون الاستثمار في التعليم العالي في دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر تأثيراً في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
كثر الحديث في الآونة الأخير عن اقتصاد المعرفة (Knowledge Economy) الذي يُعرف بأنه نظام اقتصادي يقوم بشكل أساسي على رأس المال الفكري، كيف يتم اعتماد هذا المفهوم ذو الانتشار الواسع في قطاع التعليم العالي بالإمارات؟
يعتبر قطاع التعليم العالي في الإمارات العربية المتحدة من القطاعات الناشئة وسيستغرق الأمر بضع سنوات قبل أن يتمكن من المساهمة بشكل كبير في “اقتصاد المعرفة“. تتطلب الابحاث تمويلاً كبيراً ويتم توفيرها من قبل الحكومات والقطاعات الصناعية المتقدمة في البلدان الرائدة عالمياً في إجراء وتطبيق الابحاث. والخبر السار هنا هو أن هناك الكثير من الأموال المتاحة الآن للقيام بالأبحاث وبدأت قطاعات مختلفة تتبنى دعمها، لذلك يمكننا أن نتوقع تحولاً واضحاً من عملية من التدريس الأساسية لتشمل أيضاً أجراء الأبحاث الضرورية والجوهرية والتي ستساهم في الارتقاء باقتصاد المعرفة في الإمارات.