على الرغم من ان بالافي دين قد أسست “رور” في عام 2013 ، إلا أن الجوائز والتكريم الذي حصده بوتيكها والاستديو “رور” للتصميم الداخلي حتى الآن يعكس أن عمر هذا المشروع أكبر بكثير من عمره الواقعي. وهذه هي الديناميكية الشبابية للشركة التي انخرطت فيها دين وفريقها على مدار عام 2020، على الرغم من كل التحديات التي واجهتهم.
تقول دين: “لطالما كان شعار عملي:” كن جيداً بحيث لا يمكن تجاهلك “، فالناس دائماً في رحلة بحث عن الأعمال الجيدة، وهذا كان هدفنا طوال الوقت. كنا جريئين للغاية، ذهبنا بأوراقنا، مع استراتيجية طموحة للغاية لوسائل التواصل الاجتماعي، بهدف إشراك عملائنا وإبقائهم على اطلاع كاف. عزز ذلك من مكانتنا كمبدعين، ومكننا من مواصلة أعمالنا بشكل ناجح”. لكن تركيز دين وفريقها في “رور” لم يصب على أنفسهم فحسب، فقد أدركوا دور ومكانة هذا المشروع وأهميته في منظومة الأعمال عامةً، وبشكل خاص مع تأثر منافسيهم من تداعيات كوفيد-19.
تقول دين: “كان من المهم جداً إدراك أن جميعنا في مركب واحد. كنا ندرك كنشاط تجاري أن التعاطف والتعاون هو مفتاح تخطي الأزمات، ليس فقط تجاه موظفيك ونفسك، ولكن أيضاً تجاه عملائك. لذلك، قمنا بتطبيق بعض التسهيلات وعرضنا على بعض عملائنا في مجال الأطعمة والمشروبات خطط دفع مؤجلة، على سبيل المثال. ومن نواحٍ عديدة، جعلتنا هذه الأزمة نشعر حقاً بإلتفاف المجتمع حول بعضه، حيث أصبح المنافسون أصدقاء، وأصبح العملاء أسرة واحدة، فأنا أعتقد حقاً أن هذه الأزمة كان لها الكثير من الإيجابيات.”
التأمل الذاتي: بالافي دين المؤسس والمدير الإبداعي لشركة “رور”
“درسي الأول هو أن “تعيش اللحظة”. يعيش معظمنا حياته إما عالقاً في الماضي، أو متطلعاً بالمستقبل. وبينما نسمع هذا طوال الوقت، غالباً ما نجد صعوبة في عيش اللحظات الحالية. وبصفتنا رواد وقادة أعمال، تدور أعمالنا في طبيعة الحال حول التخطيط للمستقبل والتطلع المستمر إلى الأمام. ولكن هذا العام علمني أن عيش اللحظات الحالية والاستمتاع بها أكثر أهمية من التخطيط للمستقبل.
درسي الثاني هو “عدم أخذ الأمور كمُسلمات”. لطالما كنت أركز على أهمية الامتنان في الحياة، وأعتقد حقاً أنه قيمة جميلة تمكّنك من العثور على السعادة من خلال التركيز على ما لديك. علمنا هذا الوباء أن حياتنا قد تتغير في أي لحظة، من السهل جداً فقدان عمل ما كنت قد وضعت جهداً كبيراً فيه، ومن الممكن فقدان راحة البال، وممكن أيضاً أن نفقد أحد أهم احتياجاتنا الأساسية، وهي حاجتنا إلى الحرية: السفر والتنقل بحرية والتواصل الجسدي وما إلى ذلك. لذا، آمل بمجرد أن تعود الحياة إلى ما كانت عليه وأن نتذكر كل الهدايا التي تمنحها لنا الحياة، ونتذكر أن ما مُنح لنا سابقاً يمكن أن يؤخذ منا في أي لحظة – لذا، لا تأخذها أبداً كأمر مسلم به.
أخيراً، علمني هذا العام أهمية أخذ الأمور بروية، والاهتمام بالذات والروح، وأخذ الوقت للتركيز على ذلك بطريقة فيها القليل من الأنانية. لقد أمضيت أربع سنوات في بناء مشروع تجاري مع إهمال العديد من الجوانب التي كانت مهمة لرفاهيتي الجسدية والعقلية والعاطفية والروحية. لذلك، فإن أخذ الأمور بروية مهم بالنسبة جداً، وعلى عكس ما يعتقده الكثير منا من رواد الأعمال، فإن قضاء الوقت مع نفسك يجعلك أكثر إنتاجية. هذا التزام قطعته على نفسي، وهو عدم إهمال ما أعتبره مهماً بالنسبة لي شخصياً، بما يتجاوز أهداف حياتي المهنية، والمضي قدماً.”