مترجم بتصرف: مقال لهشام القرق، الرئيس التنفيذي للمكتب الخاص للشيخ سعيد بن أحمد آل مكتوم والرئيس التنفيذي لمجموعة “سييد” الإماراتية
تجسد دولة الإمارات مثالاً واضحاً لمدى أهمية التنويع والانفتاح على الابتكار واللذان يشكلان عاملان رئيسيان في نمو وازدهار الدولة. ومنذ تأسيها، انصب تركيز الدولة نحو السعي وراء التنوع الاقتصادي كركيزة أساسية للاقتصاد، وتقليل الاعتماد على النفط. لذلك، بقي تركيز الدولة بشكل أساسي على هذه الأهداف، لتصبح اليوم الدولة مركزاً حيوياً للتنمية الصناعية.
وشكل التركيز على زيادة التنوع، أحد أهم المحركات الرئيسية للابتكار في الدولة. وبحسب دراسة حديثة أجرتها مجموعة “بوسطن” الاستشارية فإن الشركات التي تتسم فرقها الإدارية بالتنوع، تجني إيرادات أعلى بمعدل 19%، الأمر الذي يعزز من حقيقة أن التنوع ليس مجرد مقياس يجب السعي وراءه، بل هو جزء أساسي من الأعمال الناجحة المدرة للدخل.
وبشكل عام، طرحت دولة الإمارات العربية المتحدة ودبي على وجه الخصوص، مبادرات جديدة تمكن الشركات الناشئة ورواد الأعمال على مستوى العالم من الاستفادة من اللوائح المالية والقانونية الداعمة. ومع التطورات الأخيرة بما في ذلك قانون الملكية الأجنبية بنسبة 100 ٪ في الأعمال التجارية، بالإضافة إلى توسيع خطة التأشيرة الذهبية لمدة 10 سنوات لتشمل مجموعة أكبر من المهنيين، فإن هذه المبادرات المستقبلية من قبل الحكومة تفتح مجالاً لمزيد من النمو أكثر من أي وقت مضى للشركات الأجنبية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الجهود المبذولة نحو الرقمنة، والتقدم في مجال التكنولوجيا المالية، واعتماد الذكاء الاصطناعي، والتجارة الإلكترونية تشكل أهم أولويات الدولة تماشياً مع رؤية الحكومة لدفع التحول الرقمي. كما لعبت السياسات الاستباقية والداعمة لريادة الأعمال دوراً مهماً في بناء ثقافة رقمية في جميع أنحاء الإمارات. وتدريجياً، وبمجرد دخول التكنولوجيا في كل صناعة معروفة، كان أداء الإمارات نموذجياً.
ولعب التنويع التكنولوجي والتحول الرقمي وريادة الأعمال دوراً مهماً في هذا النمو الكبير. وبالنظر إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي أول من استحدث منصب وزير للذكاء الاصطناعي في العالم، فهذا يوضح مدى تقدم الدولة في مجال التكنولوجيا، ونواياها الواضحة نحو الارتقاء إلى آفاق جديدة في عالم الثورة الصناعية الرابعة، وجذب المبتكرين من جميع أنحاء العالم.
وتعمل مجموعة سيد، وهي شركة مملوكة للمكتب الخاص لسمو الشيخ سعيد بن أحمد آل مكتوم، كمحفز رئيسي في هذا المجال، من خلال دعم شركات التكنولوجيا من جميع الأحجام، وتشجيعها على القدوم إلى دبي وجعلها مركزأ جديداً لأعمالهم الجديدة منذ عام 2004. واليوم وعلى الرغم من جائحة كورونا، ننظر إلى مشهد استثماري غني بالفرص للشركات الكبرى والشركات الناشئة. يدعم النظام البيئي لريادة الأعمال في منطقتنا سوق استهلاكية حيوية ومتنامية مليئة بالإمكانيات، مع معدلات عالية في تبني التقنيات.
تلعب التكنولوجيا دوراً واضحاً في الاقتصاد الناجح، ومن هنا جاء الاتجاه المتزايد للاستثمار في التكنولوجيا الحديثة في الرعاية الصحية والتمويل، على سبيل المثال لا الحصر. فنحن في مجموعة سيد، متحمسون جداً للأعمال التجارية في المنطقة. لدينا مزيج متنوع من الشركات التي نمتلكها ونستثمر فيها. عند القيام باستثمار استراتيجي أو مالي ، نتأكد أيضاً من تكوين شراكة طويلة الأمد مع المؤسسات.
تنعم الإمارات ببيئة اقتصادية وسياسية مستقرة تجعل منها بيئة مواتية للمستثمرين الأجانب، ودورنا هو إبراز ذلك ودفع هذا المفهوم إلى الأمام. نواصل البحث عن شركات مبتكرة لمساعدتهم على توسيع نطاق أعمالهم من خلال وجود مركز إقليمي معفى من الضرائب في مدينة دبي النابضة بالحياة.
السيرة الذاتية للكاتب
هشام القرق هو الرئيس التنفيذي للمكتب الخاص للشيخ سعيد بن أحمد آل مكتوم والرئيس التنفيذي لمجموعة “سييد” الإماراتية، يمتلك أكثر من 18 عاماً من الخبرة في مجال إنشاء وتشغيل المشاريع الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو شخصية رائدة في المنطقة بسبب خبرته وبعد بصيرته وشبكة علاقاته رفيعة المستوى ونجاحه في إنشاء وإدارة المشاريع والاستثمارات الإقليمية الكبيرة التي تصل قيمتها إلى أكثر من 1.06 مليار دولار أمريكي.
أنشأ هشام القرق وأدار ثماني شركات صاعدة في ست صناعات متنوعة في سبع دول بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وأستراليا.