الشارقة – خاص
أكدت إيزي ساسادا، أن العالم خلال الـ 40 عاماً الماضية فقد ما يقارب 52% من الحياة البرية، وأن نحو 23% من مختلف أنواع الثدييات تعيش حالياً تحت ضغوطات عالية، نتيجة الممارسات غير القانونية التي تتعرض لها الحياة البرية حول العالم.
جاء ذلك خلال تقديمها لجلسة ملهمة نيابة عن المصور العالمي آرون جيكوسكي، حملت عنوان “العداوة: توثيق صراع البشر مع الحياة البرية” وعقدت على هامش فعاليات النسخة الخامسة من المهرجان الدولي للتصوير “اكسبوجر” الذي تتواصل فعالياته في إكسبو الشارقة، حتى 13 فبراير الجاري.
وقالت إيزي: “خلال ذهابنا إلى إفريقيا لاحظنا مدى الاستغلال الذي تتعرض له الغابات والتي أدت إلى القضاء على ما يقارب نصف الحياة البرية خلال الـ 40 عاماً الماضية، ونتوقع في حال الاستمرار بهذا الوضع أن نفقد النصف الآخر مع بداية القرن المقبل”، استعرضت إيزي ساسادا خلال الجلسة مجموعة من الصور التي التقطتها عدسة آرون جيكوسكي، إلى جانب مقطتفات من أفلام وثائقية عمل عليها، لتبين مدى القساوة التي تتعرض لها الحيوانات على اختلاف أنواعها، حول العالم. وقالت: “ما يقارب المليون حيوان مهددة، وهناك 30 ألف نوع من النباتات تتعرض للانقراض سنوياً”.
المحاور التي تطرقت اليها المتحدثه باسم المصور آرون جيكوسكي، لم ترتكز فقط على ما تتعرض له الحياة البرية من انتهاكات، وإنما اتسعت لتشمل ايضاً الحياة البحرية، من خلال استعراضها لأزمة زعانف أسماك القرش في موزامبيق، وطبيعة طرق صيد الأسماك التي يقوم بها السكان هناك، حيث قالت: “هناك عمليات صيد جائرة تتعرض لها الأسماك، خاصة أسماك القرش، وبلا شك أن أفراد المجتمع سعداء بما يحصلون عليه لأن ذلك يساعدهم على إطعام أطفالهم، ولكن في المقابل، رصدنا وجود (مافيا السلاحف البحرية) والتي ساهمت في التأثير بشكل كبير على أعداد هذه السلاحف، حيث يتم صيدها وبيعها بطرق غير قانونية، والأمر ذاته ينطبق أيضاً على الفيلة البرية التي يتم اصطيادها بهدف الإتجار بها، وبالطبع فإن ذلك من شأنه أن يعزز الصراع بينها وبين البشرية”.
وأكدت أن أفيال بورنيو تتعرض للقتل على يد عمال المزارع في منطقة بورنيو الماليزية، مشيرة إلى أن هذه الفيلة آخذة بالتناقص تدريجياً، حيث لا يتجاوز عددها حالياً أكثر من 1500 فيل.
وفي إطار حديثها عن تجارة الحيوانات العالمية، تطرقت إلى ما تتعرض له الحيوانات من إساءة بالغة، ضاربة المثل بغوريلا تدعى “راناتانز”، والتي تعاني من الاكتئاب بسبب ما تتعرض له من حبس وسوء معاملة. وقالت: “حجم تجارة الحيوانات العالمية يصل إلى ما يقارب 160 مليار دولار سنوياً، بينما نشهد يومياً بيع ما يقارب 7000 نوع من الحيوانات والنباتات حول العالم بطريقة غير قانونية”.
وذكرت أن قيمة خدمات النظام البيئي تبلغ 125 تريليون دولار ، أي ما يعادل تقريبًا إجمالي الناتج المحلي العالمي. وأوضحت: “من الصعب جداً التفكير فيما تتعرض له هذه الحيوانات من صعوبات ومعاملة قاسية”، مثيرة بذلك سؤالاً حول شكل الحياة البرية مستقبلاً، في حال استمرار هذه الممارسات.
وقالت: “في العديد من دول العالم، يتم استغلال الحيوانات من أجل تسلية البشر، ففي بانكوك مثلاً يتم استخدامها من أجل الترفيه عن زوار (سفاري وورلد)، حيث يتم استخدام ومنذ عقود (بعض أنواع القرود) في عروض الملاكمة، وذلك بعد أن يتم أخذها من البرية، وتدريبها باستخدام أساليب قاسية، وإجبارها على تقديم عروض الأداء لبقية حياتها”.
وأضافت: “في حين أن اليابان تشهد انتشاراً لما يعرف بـ (مقاهي الحيوانات) والتي يتم خلالها دعوة الناس من أجل قضاء أوقات مع بعض أنواع الحيوانات، التي تعيش ضمن ظروف صعبة وتحرم من العودة إلى حياتها الطبيعية”. ونوهت إلى أن جولات جيكوسكي حول العالم، كشفت عن وجود الكثير من القصص التي تدلل على ما تتعرض له الحيوانات من إساءة.