وصلت أول مهمة لدولة الإمارات إلى المريخ الثلاثاء ونجحت في الدخول إلى مداره بعد رحلة استغرقت سبعة أشهر قطعت خلالها 494 مليون كيلومتر، مما يتيح لها البدء في إرسال بيانات عن مناخ المريخ وغلافه الجوي.
وبرنامج المريخ جزء من جهود الإمارات لتطوير قدراتها العلمية والتكنولوجية وتقليل اعتمادها على النفط. وأصبحت كالة الفضاء الإماراتية خامس وكالة في العالم تصل إلى الكوكب كما أن لديها خطة لاستيطان المريخ بحلول 2117.
وأكد مركز محمد بن راشد للفضاء، “نجاح التواصل مع مسبار الأمل.. وتمت مرحلة الدخول إلى مدار المريخ بنجاح”..
وللدخول إلى مدار المريخ، احتاج مسبار الأمل إلى أن يحرق حوالي نصف 800 كيلوجرام من الوقود الذي يحمله لإبطاء السرعة بما يكفي لعدم تجاوز الكوكب.
وغرد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أل مكتوم حاكم دبي ونائب رئيس الدولة على تويتر بعد دخول المسبار مدار المريخ “بدأت مرحلة جديدة من التاريخ العلمي العربي .. مرحلة عنوانها الثقة .. الثقة بأنفسنا وبشبابنا وبشعوبنا العربية .. الثقة بأننا نستطيع أن ننافس بقية الأمم والشعوب”.
وتابع “وصول مسبار الأمل هو إيذان ببدء احتفالات دولة الإمارات بعامها الخمسين .. باليوبيل الذهبي .. احتفالاتنا مختلفة .. علمية .. حضارية .. ملهمة .. لأننا نحاول أن نبني نموذجاً تنموياً.. نموذجاً يقول للشباب العربي .. نحن أهل حضارة .. وسنعيد استئناف حضارتنا بإذن الله بهم وبسواعدهم”..
ومن المقرر أيضا أن يصل هذا الشهر مسباران آخران، أطلقتهما الصين وإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) إلى المريخ بعد انطلاق مسبار الأمل في يوليو تموز.
* مناخ المريخ
أطلق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، الذي يتكلف نحو 200 مليون دولار، مسبار الأمل من مركز فضائي ياباني. ويستهدف تقديم صورة كاملة عن الغلاف الجوي للمريخ لأول مرة ودراسة التغيرات اليومية والموسمية.
وقالت سارة الأميري وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة ونائبة مدير بعثة الإمارات للمريخ إن الأمر سيستغرق بضعة أسابيع قبل أن يبدأ المسبار في جمع مزيج من البيانات والصور والتي سيمكن نشرها علنا بحلول سبتمبر أيلول.
وقالت إنها محاولة لتطوير قدرات ومهارات البلاد وشيء لم يحدث من حيث استخدام مهمة استكشاف الكوكب للقيام بذلك.
وأعلنت الإمارات خططها للمهمة لأول مرة في 2014 وأطلقت البرنامج الوطني للفضاء في 2017 من أجل تطوير الخبرات المحلية. وينقص الإمارات، التي يقدر عدد سكانها بنحو 9.4 مليون نسمة معظمهم من العمال الأجانب، القاعدة العلمية والصناعية المتاحة للدول الكبيرة التي ترتاد الفضاء.
وأصبح هزاع المنصوري أول إماراتي يصل إلى الفضاء في 2019 عندما سافر إلى محطة الفضاء الدولية.
ومن أجل تطوير وبناء مسبار الأمل تعاون الإماراتيون ومركز محمد بن راشد للفضاء في دبي مع مؤسسات تعليمية أمريكية.