أعلن مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار عن إبرام أولى الصفقات الاستثمارية تحت مظلة شبكة الشارقة للمستثمرين “الملائكة”، بين مجموعة محمد هلال الإماراتية والشركة الأسبانية الناشئة / فيرتشو للأبحاث والتطوير / المتخصصة في أبحاث الذكاء الاصطناعي، والعاملة في مجمع الشارقة للابتكار.
تنص اتفاقية الاستثمار على مساهمة مجموعة محمد هلال في توسيع نطاق نشاط شركة “فيرتشو للأبحاث والتطوير” التي تعمل في مجمع الشارقة للابتكار، ليشمل أسواقاً خارج دولة الإمارات، وإطلاق مركز بحوث علمي بمواصفات عالمية التقنية يعتمد منهجية مبتكرة للذكاء الاصطناعي تشمل التركيز على علم النفس باستخدام الخيول، وتطوير برامج رقمية ذكية مشابهة للألعاب الإلكترونية لتعزيز الصحة النفسية والذهنية، حيث يعتبر هذا الاستثمار الأول لمجموعة محمد هلال في مجال التكنولوجيا.
وأكد حسين المحمودي الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار أن الصفقة تدل على ثقة المستثمرين بالمجمع وما يضمه من شركات ناشئة و واعدة، حيث تساعد شبكة الشارقة للمستثمرين “الملائكة” في دعم رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا الناشئة، وتوفير رؤوس الأموال في مراحل مبكّرة لتحويل البحوث والأفكار إلى مشاريع عملية، بالإضافة الى تطوير تجمّعات اقتصادية عالمية في الدولة في مجالات الابتكار والإبداع والتصميم، ما يجعل الشركات المحلية ضمن الأفضل عالميا في التكنولوجيا والخدمات المتقدّمة، اذ تساعد الشبكة أصحاب الشركات في تلقي الاستثمارات والتفاوض على شروط كل صفقة من خلال الانضمام إلى مسرعة الأعمال وإعداد بياناتهم المالية والاستعداد لعرض أفكارهم على المستثمرين “الملائكة” أما الشركات الناشئة فيتم اختيار مجموعة من الشركات الواعدة تخضع لشروط معينة يضعها المجمع وضمن برنامج مسرع للأعمال يتم استحداثه لفترة زمنية محددة.
وأضاف المحمودي أن هذا النوع من التمويل يعتبر حلماً يراود الكثير من المشروعات الناشئة دائماً في الحصول على رضاء ذلك المستثمر أو المستثمر الملائكة، وعلى الرغم من سرعة الحصول على تمويل من مستثمر الملائكة من بدائل التمويل الأخرى، إلا أن هؤلاء المستثمرون يتأنون كثيراً في تقديم المساهمة المالية ويحاولون اقتناص المشروعات الناشئة التي تقدم حلولا تكنولوجية ثورية أو فريدة من نوعها أو تلك الشركات التي يتوقع أن تحوز على قاعدة مستخدمين كبيرة وهذا ما نسعى اليه في شبكة الشارقة للمستثمرين “الملائكة” التي أعلن المجمع عن إطلاقها أواخر ديسمبر الماضي ونعمل جاهدين على تقديم شركات للمستثمرين تتصف بتلك الميزات المستقبلية.
وقال محمد هلال، الرئيس التنفيذي لمجموعة محمد هلال إن الاستثمار الجديد لمجموعته يعكس التزامها باستقطاب استثمارات نوعية خصوصاً في قطاعات المستقبل، معتبراً أن الرعاية الصحية والطب النفسي يشكلان حجر الأساس في الحفاظ على مجتمعنا واقتصادنا، وهو ما أظهرته جائحة كورونا التي دفعتنا للاستثمار في تسخير التكنولوجيا الحديثة للحفاظ على صحتنا وسلامتنا العقلية والذهنية، حيث أثبتت الشركات الناشئة أنها رأس الحربة في الاستثمارات التقنية التي تدعم الاقتصاد والبشرية.
وأعرب هلال عن تطلعه لأن تبلغ قيمة الشركة الأسبانية الجديدة التي استثمرت فيها مجموعته خلال الأربع سنوات القادمة ما بين 3-4 مليارات درهم، وأن تنطلق إلى العالمية من بوابة إمارة الشارقة، مؤكداً أن مجموعته تركز على الاستثمار في قطاعات تدعم إنتاج الفرد وطاقته المعنوية للارتقاء بإنتاجيته، حيث أن العاطفة هي نفط المستقبل، والذكاء الاصطناعي هو المحرك له، كاشفاً عن قرب الإعلان عن مجموعة جديدة من الاستثمارات في مجال التكنولوجيا لمجموعته لتدشن مرحلة نوعية من الاستثمارات المستقبلية لمجموعة محمد هلال.
وأوضح الرئيس التنفيذي للمجموعة أن استثمار مجموعته في شركة حلول رقمية للصحة النفسية يعتبر استثماراً غير مألوف في منطقة الشرق الأوسط، ولكنه يتماشى مع رسالة ورؤية المجموعة في رفد الاقتصاد الوطني باستثمارات مبتكرة تدعم خططه المستقبلية، وتعزز مسيرة نموه في ظل التوجيهات الحكيمة لصاحب السمو حاكم الشارقة في ترسيخ مكانة الشارقة كوجهة للأعمال والابتكار، مؤكدا أن المشاريع الناشئة هي استثمار في المستقبل، وأن التقنية والصحة يعتبران ركيزتين من ركائز الاقتصاد الجديد لفترة ما بعد كوفيد-19.
وتعكس هذه الصفقة الاستثمارية بشركة فيرتشو مكانة المجمع الهامة باعتباره منصة للبحث والتطوير العلمي على المستوى المنطقة، كما يمثّل إطلاق هذا المشروع خطوة كبيرة نحو الأمام لاستحضار الخبرات والتقنيات الحديثة اللازمة من خلال نقل المعرفة وتوطينها للمساهمة في تحقيق التطور والتنمية وتحقيق النجاح في هذا العالم المتسارع والمتغيّر من خلال نقل ما يلزم من مهارات ومعارف وعلوم حديثة.
وتأتي هذه الشراكات التي يقوم بها المجمع تماشيا مع استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي الساعية إلى أن تكون دولة الإمارات الأفضل بالعالم في المجالات كافة. حيث تهدف من خلال هذه الاستراتيجية إلى تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، من خلال استثمار أحدث تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي وتطبيقها في شتى ميادين العمل بكفاءة رفيعة المستوى، واستثمار كل الطاقات على النحو الأمثل، واستغلال الموارد والإمكانات البشرية والمادية المتوافرة بطريقة خلاقة، تعجِّل تنفيذ البرامج والمشروعات التنموية لبلوغ المستقبل.