لا يمكن لتقنيات التسويق المساعدة في توسيع قاعدة العملاء إلا بوجود الأشخاص المؤهلين والعمليات المناسبة
بقلم يورغ كرونينبرغ، الشريك في “بين آند كومباني” مكتب الشرق الأوسط، ونيكيل راج، الشريك الخبير في “بين آند كومباني” سيليكون فالي، وجون هلستريب، المدير في “بين آند كومباني” مكتب لندن.
أصبحت تكنولوجيا التسويق فجأة أكثر أهمية وأكثر تعقيدًا في آنٍ واحد – ففي ظل ارتفاع حجم البحث والتسوق عبر الإنترنت استجابة للإغلاقات الناجمة عن جائحة كوفيد-19، تدفع العديد من الشركات رؤساء التسويق لديها لتعزيز استقطاب العملاء بالوسائل الرقمية، بينما تخفض الإنفاق على التكنولوجيا والوسائط والموظفين.
ويتمثل التحدي في تحقيق تلك الأهداف في أنها تتطلب في معظم الأحوال كبح تقنيات التسويق التي يديرها رؤساء التسويق. وعادة ما تقوم الشركة بشراء برمجيات التسويق أو الحصول على ترخيص باستخدامها، أو تعمل على تطويرها بنفسها على مستوى العلامة أو السوق أو القطاع. هناك قدر ضئيل من الحوكمة فيما يخص اختيار الأنظمة أو تكاملها ضمن المؤسسة، ونتيجة لذلك، تعاني مجموعات التسويق في الغالب من ازدواجية الوظائف التقنية.
ومن الجوانب الأخرى المتعلقة بإدارات التسويق وجود الثغرات الكبيرة في التقنيات التي يحتاجون إليها، كالحرص على إمكانية مشاهدة إعلاناتها المعروضة على المواقع الإلكترونية المعتمدة من جهة النشر، والحصول على آراء العملاء أو الوصول شبه الفوري إلى بيانات أداء التسويق، والمصممة خصيصًا لتعرض الأداء في أدوار معينة في المؤسسة. وبالنظر إلى هيمنة القنوات الرقمية وارتفاع المنافسة من جانب التطورات الرقمية في معظم الأسوق، فإن تحسين الخيارات واستخدام تقنيات التسويق أصبح أمرًا بالغ الأهمية للتحكم بالتكلفة وزيادة القيمة المتاحة للعملاء خلال فترة الجائحة.
وفيما يخص العديد من الشركات العاملة في الأسواق الاستهلاكية، تقدّر شركة “بين آند كومباني” بأن تحسين استخدامها لتقنيات التسويق بشكل يحسّن العائد على الاستثمار من ميزانية التسويق بنسبة تصل إلى 27%. فقد قامت شركة عالمية لتجارة التجزئة، على سبيل المثال، بدمج بيانات الشراء في المتجر مع بيانات التصفح والشراء الإلكتروني لتحصل على فهم أفضل لسلوك المستهلكين. ومن خلال دمج تلك البيانات واستخدامها في عملية تحسين التسويق، تمكنت الشركة من رفع المبيعات بشكل ملموس.
وبينما يدرس رؤساء وخبراء التسويق الطرق المناسبة للتعامل مع وفرة التقنيات والتمكن من الاستفادة منها للعمل بفعالية أكبر، فإن بوسعهم معالجة المشكلة عبر الإجابة على الأسئلة الهامة في ثلاثة مجالات رئيسية، هي تخفيض الإنفاق وزيادة عوائد المبالغ المنفقة على الإعلان، والاستفادة من التكنولوجيا والبيانات في إيجاد مصادر جديدة للإيرادات.
ولا تقتصر الإجابات المفيدة على تلك الجوانب على التقنية وحسب، فهي تشمل كذلك وجود طاقم من الموظفين أصحاب المهارات ممن يستخدمون التقنيات بفعالية لمنح العملاء تجربة متميزة. ولتحقيق الأثر الأفضل، ينبغي ان تتمتع التقنية بالخصائص التالية:
- القدرة على منح العملاء تجربة رائعة
- التكامل مع البيانات المتدفقة عبر النظام
- الحوكمة السليمة التي تلبي متطلبات العملية والمتطلبات القانونية والخصوصية
- قياس أداء الإعلان، بما في ذلك كفاءة تقديم الإعلانات،
- القدرة على توقع التغيرات المستقبلية الهامة
تبقى التقنية أساس التحول الرقمي وتمكين تخفيض التكلفة وتحسين العائد على الاستثمار والاستفادة من فرص النمو الجديدة، ولكن تحقيق التقدم الفعلي يعني الحاجة إلى أشخاص من أصحاب المهارة والموهبة لتوجيه التقنيات نحو العمليات المناسبة التي تجعلها أكثر فعالية.