أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تواصل تنفيذ مشروعات البنية التحتية المتطورة والمتكاملة لا سيما في قطاعي النقل والمواصلات وبما يعزز مسيرة التنمية المستدامة في الدولة.
وأشاد سموه بالدعم المتواصل من القيادة الرشيدة وبالمتابعة الحثيثة من سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، رئيس مجلس إدارة شركة الاتحاد للقطارات لمشروع السكك الحديدية الوطنية الإماراتية الذي تتولى مهمة تطويره وتشغيله شركة الاتحاد للقطارات، والذي يعزز من مكانة الدولة على المستويين الإقليمي والعالمي ما أسهم في تحقيق المشروع للعديد من الإنجازات سواء على صعيد التقدم السريع في العمليات الإنشائية التي تجري حاليا لاستكمال الربط بين كافة مناطق الدولة مع دول مجلس التعاون الخليجي، أو على صعيد العمليات ضمن المرحلة الأولى من المشروع التي تواصل تحقيق الإنجازات بشكل يومي من خلال نقل حبيبات الكبريت من مصادره في شاه وحبشان إلى نقاط التصدير في الرويس.
جاء ذلك خلال تدشين سموه أعمال مد قضبان السكك الحديدية للحزمة “أ” من المرحلة الثانية من مشروع السكك الحديدية الوطنية خلال الحفل الذي أقامته شركة الاتحاد للقطارات في مدينة الرويس بمنطقة الظفرة.
وكان في استقبال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان لدى وصوله إلى موقع الحفل معالي فلاح محمد الأحبابي رئيس دائرة البلديات والنقل عضو مجلس إدارة الاتحاد للقطارات، وعدد من كبار المديرين التنفيذيين في الشركة .
وحضر الاحتفال معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية ” أدنوك ” ومجموعة شركاتها ومعالي المهندس عويضة مرشد المرر رئيس دائرة الطاقة عضو المجلس التنفيذي، وسعادة الدكتور محمد راشد الهاملي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسعادة أحمد مطر الظاهري ، مدير مكتب سمو ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وسعادة عيسى حمد بوشهاب مستشار سمو ممثل الحاكم في منطقة الظفرة وسعادة ناصر محمد مطر المنصوري، وكيل ديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة بالإنابة وعدد من كبار المسؤولين في الدولة.
واطلع سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان من المهندس شادي ملك، الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للقطارات، على تقدم سير العمل في الحزمة “أ” التي تربط الرويس مع الغويفات على حدود الدولة مع المملكة العربية السعودية بمسار يبلغ طوله 139 كيلومترا حيث وصلت النسبة الكلية لإنجاز الحزمة إلى 59 % منذ انطلاق العمليات الإنشائية في أوائل عام 2020.
كما استمع سموه إلى عرض تقديمي حول تطورات أعمال البناء في الحزمة “أ” حيث تم إنجاز ما يزيد على نصف الأعمال الإنشائية الخاصة بتجهيز التربة والانتهاء من 79 % من أعمال قطع التلال الرملية والصخرية و59 % من تعبئة المنخفضات الرملية لتسوية مسار السكة الحديد.
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للقطارات خلال العرض إلى توجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان خلال زيارته مواقع الشركة في 2013 بأهمية تدريب الشباب المواطنين للعمل في هذا القطاع الهام، لافتا إلى أن فريق عمل الاتحاد للقطارات يضم العديد من الكوادر الوطنية المؤهلة بالإضافة إلى تأسيس أول دبلوم للسكك الحديدية بالدولة من أجل تدريبهم وتأهيلهم ليكونوا القوة الدافعة لهذا المشروع الوطني الإستراتيجي، موضحا أنه تم بالفعل تخريج الدفعة الأولى من الطلاب في عام 2020 واستلموا وظائفهم في الشركة.
وأكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان أهمية مواصلة العمل على تطوير كافة مراحل هذا المشروع الوطني الإستراتيجي الطموح وفق أعلى المعايير والمواصفات العالمية، نظرا لدوره في ترسيخ مكانة الدولة كمركز عالمي للعمليات اللوجستية المتطورة فضلا عن كونه أحد أهم الركائز ضمن استعدادات الدولة للخمسين عاما القادمة ومساهما رئيسيا في دعم نمو الاقتصاد الوطني عبر تطوير شبكة سكك حديدية وقطاع نقل مستدام يدعم جهود الدولة على مختلف الأصعدة والمؤشرات الحيوية.
وأثنى سموه على ما تقوم به شركة الاتحاد للقطارات من جهود بقيادة سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان في سبيل فتح آفاق جديدة للتنمية في قطاعي النقل والمواصلات وتوفير سبل الرفاهية والسعادة لكل مواطن ومقيم على أرض الوطن.
والتقى سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان عددا من الكوادر الوطنية الإماراتية التي تعمل في العمليات التشغيلية في المشروع منهم من تخرج من برنامج دبلوم السكك الحديدية الوطنية مؤخرا حيث أكد سموه أهمية إعداد الكوادر الوطنية وتأهيلها لقيادة هذا القطاع الحيوي الذي يعد أحد الركائز الأساسية للشركة.
وقام سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان في ختام الحفل بإطلاق إشارة البدء في تدشين أعمال مد قضبان السكك الحديدية الإنشائية في الحزمة /أ/ والتي تربط منطقة الظفرة كاملة من الغويفات وحتى طريف وصولاً إلى مدينة زايد وليوا.
وتسير عمليات تطوير مشروع السكك الحديدية الوطنية الإماراتية الذي يعتبر أحد أكبر مشاريع البنية التحتية في الدولة حسب الجدول والخطط الموضوعة له، بما يعكس أهميته في توفير شبكة سكك حديدية وطنية حديثة ومستدامة تعزز من المكانة الإقليمية الرائدة لدولة الإمارات، وهو ما يتحقق في ظل تضافر جهود حكومة أبوظبي مع الحكومات المحلية لدعم هذا المشروع الحيوي الذي سيلعب دورا رئيسيا في مواصلة مسيرة التميز التي تشهدها الدولة.
وسيسهم ربط المشروع بين الموانئ الرئيسية بنقاط التصنيع والإنتاج والمراكز السكانية في الدولة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل عام وفي منطقة الظفرة بشكل خاص، إذ سيعزز من ترابط المنطقة مع بقية المراكز الحيوية والرئيسية بما ينعكس بشكل إيجابي على حياة المواطنين والمقيمين في الدولة.
وتكمن أهمية الحزمة “أ” من المرحلة الثانية من تطوير المشروع في ربطها بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية في خطوة هامة ترسخ وحدة وترابط المنطقة وتؤسس لمرحلة جديدة من تكامل قطاعات النقل الإقليمية عبر شبكة السكك الحديدية لدول مجلس التعاون الخليجي، بما ينعكس على العديد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والسياحية لدول المنطقة.
ويُعد تمديد القضبان الحديدية المرحلة النهائية لبناء السكة واستكمال تشييد الجسور والمعابر وكافة أعمال الحفر والردم من الرويس، وتأتي بعد إنهاء تصنيع العوارض وتوريد جميع المواد الخاصة بالسكة.
وتعد الحزمة “أ” إحدى الحزم الأربع الرئيسية من المرحلة الثانية من مشروع شبكة السكك الحديدية الوطنية الإماراتية الذي تقوم شركة الاتحاد للقطارات بتطويره وفقا للمعايير العالمية.
يذكر أنه تم تأسيس شركة الاتحاد للقطارات في يونيو من عام 2009 للعمل على تطوير وتشغيل شبكة السكك الحديدية لنقل الركاب والبضائع لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث سيتم إنشاء شبكة سكك حديدية لربط أهم المراكز السكنية والصناعية في الدولة، والتي ستشكل جزءاً مهماً من شبكة السكك الحديدية المخطط إنشاؤها للربط بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقد تم الانتهاء بنجاح من المرحلة الأولى التي تم تشغيلها وتسليمها وفقاً للميزانية والوقت المحددين وتقدر بمسافة 264 كيلومترا وهي مخصصة لنقل حبيبات الكبريت من مصادره في شاه وحبشان إلى نقطة التصدير في الرويس.
وتربط المرحلة الثانية دولة الإمارات العربية المتحدة بالمملكة العربية السعودية عبر الغويفات، كما تربط إمارات الدولة بعضها ببعض، وتربط مدينة خليفة الصناعية /كيزاد/ وموانئ خليفة وجبل علي والفجيرة على الساحل الشرقي للدولة.