المؤسس ورئيس شركة VI Markets نموذج مثالي لرائد الأعمال الذي استثمر في الاتجاه الجديد لقطاعات أساسية مثل أسواق المال والتجارة الالكترونية وعالم المعرفة بمجالاته المختلفة. أطلق العديد من المبادرات الاجتماعية التي ساعدت على تمكين المرأة، فكان مثالاً للريادي، ليس فقط في ابتكار أدوات استثمار فريدة، بل أيضا في مساندة المجتمعات التي يعمل من خلالها عبر التدريب على استخدام منصات التداول الاحترافية وفتح أفاق استثمار غير تقليدية.
انخرط طلال العجمي سريعاً في عالم الشركات العالمية بعد تخرجه، فاكتسب خبرات مكنته من ابتكار طريقه الخاص في عالم ريادة الاعمال. وعلى الرغم من أن عالم التداول عالم معقد يحتاج إلى خبرات، وهو سوق يخضع لتنافسية شديدة، إلا أن شركته VI Markets استطاعت الثبات والتميز في هذا المجال؛ انجازاته في العديد من المجالات اكسبته شهرة واسعة فاختير ليكون أحد أهم الرجال الأكثر إلهاماً للشباب الذين يتطلعون إلى الريادة والتفوق.
في هذا الحوار، يتحدث طلال العجمي عن حياته ومسيرة أعماله ورسالته في الحياة:
حدثنا عن بداياتك وكيف اثرت دراستك على اختيار طريقك وانت خريج في تكنولوجيا المعلومات؟
بدايتي في هذا المجال كانت صدفة، لم يكن عندي أي فكرة عن عالم الأسواق والمال في ذلك الوقت ولكن إعلاناً عن التداول خلف الجامعة كان كفيلاً ان يشد انتباهي، ويجعلني اهتم واقرأ وأتعلم أكثر عن التداول; ومازلت أذكر هذا اليوم وبالتحديد في سنتي الجامعية الأولى في ولاية بنسلفانيا، حيث كنت أدرس علوم التكنولوجيا.
حازت التجارة على شغفي منذ الصغر ودائما كنت اسمع جملة «أنت مشروع تاجر» من الأهل والأصدقاء لأني أسعى إلى صنع فرص من أي مشروع أدرته- وبالفعل خلال دراستي كان لدي بضع مشاريع صغيرة أدرتها مع اخواني في الكويت وكان لها مردود مالي لا بأس به.
بعد تخرجي، كانت الوظيفة في شركة البترول مفروضة علي من أبي، ولكنني لم أجد نفسي في هذا المجال، فعملت في عدة شركات متخصصة بالاستثمار براتب أقل لأكسب الخبرة الكافية في التداول؛ فلاحظت أن السوق ينقصه التوعية والتعليم، وبالمقابل رأيت أن هذا المجال هو ما يناسب شخصيتي وطموحاتي. وهذا انعكس على أدائي إيجابيا، حيث طلب مني أن أتراس منصباً مرموقاً في عمر صغير جداً في احدى الشركات. كنت انذاك لا أرى نفسي في منصب إداراي، وبعدها أتتني فكرة العمل الحر، فطموحي كان أكبر من الوظيفة. وبالفعل بدأت العمل الحر بانشاء شركة وساطة برأس مال متواضع وفي مكتب متواضع مع أربع أشخاص. ومع المثابرة والجهد، اصبحت VI Markets اليوم من أهم شركات الوساطة المالية في المنطقة.
ما هو الأمر الأهم الذي أثر في اختيارك لمشروعك التجاري؟
كان طموحي دائماً أن أكون تاجراً، والمشاريع الصغيرة التي كنت أديرها مع اخواني كانت بالنسبة لي تحدي لاثبات قدرتي على إنجاح أي مشروع. ولكن كنت أطمح لما هو اكبر وأسعى إلى مشاريع ضخمة ذات مردود عال وبلا حدود، وكنت أرى أن لهذه التجارات الصغيرة سقف معين لا يرضي طموحي. عالم المال والأسواق جذبني لأنه يشبه شخصيتي بحيث لا يوجد قيود و لا حدود للربح.
عالم التداول عالم معقد ويحتاج إلى خبرات وهو سوق يخضع لتنافسية شديدة، كيف استطعت الثبات والتميز في هذا المجال؟
نعم، هو معقد ويحتاج إلى خبرات، والأهم من ذلك أن الناس التي تريد التداول تحتاج إلى تدريب وتعليم، ويجب نشر الوعي الكافي لتمكينهم من إدارة أموالهم بشكل صحيح. ومعظم المهتمين في هذا المجال يلجأون إلى شركات تقوم بالتداول بالنيابة عنهم وهذا المفهوم خاطئ برأي. أهم صفة للتميز هي معرفة ما يفتقر إليه السوق و توفيره؛ فبعد الخبرة التي اكتسبتها من الشركات التي عملت فيها، فهمت أن السوق يفتقر إلى التوعية والتعليم وهذا كان ومازال أهم نقطة نركز عليها في شركتنا. ونحن نعزز هذا المفهوم من خلال توفير دورات وورش لتعليم وتمكين عملائنا بهذا المجال بشكل يومي وعبر الإنترنت. فقد تعاقدنا مع جامعات لتعزيز هذا المنهج والفكر، من أهمها جامعة الاسكندرية العريقة، وغيرها داخل وخارج الكويت.
في النهاية، النجاح يقاس بالأرقام وما يميزنا أن عدد المتداولين في شركتنا يتعدى الآلاف. وثباتنا في هذا المجال معتمد على ثقة المتداولين في ما نقدمه ونحن عززنا هذا المفهوم من خلال سعينا وراء اعتمادنا من قبل رقابة الـ FCA
)هيئة مراقبة الإجراءات المالية البريطانية)، وهي من أعلى الرقابات مستوى في هذا المجال.
في عام 2010 أسست شركتك الخاصة VI Markets التي أصبحت بعد فترة بسيطة واحدة من أبرز الشركات في عالم التجارة في الشرق الاوسط، حدثنا عن أهم خطوة قمت بها وشكلت منعطفاً في عالم نجاحك؟
أهم خطوة قمنا بها هي توقيع اتفاقية بين شركتنا والشركة العالمية ONE FINANCIAL في عام 2012-2013 لنصبح الممثل والشريك في الشرق الأوسط لهم. كنا دائما نطمح في VI Markets بمثل هذة الشراكة و كانت مبادرة ONE FINANCIALS بداية علاقة متينة وناجحة إلى اليوم وهذه اهم خطوة عززت نجاحنا،
واليوم أنا أشغل منصب عضو مجلس إدارة في ONE FINANCIAL.
تحب عملك وتطمح دومًا لتكون الأول في كل شيء تقوم به. أنت طموح ومغامر ناجح. هل هذه هي خلطة الريادي الناجح؟
أكيد أحب عملي، فأنا أعمل
أكثر من 17 ساعة في اليوم.
لا أحب وضع ترتيب معين للأمور التي أقوم بها وأعشق التنافس، وبرأيي لا يوجد نجاح من دون منافسة قوية. في السابق كانت المنافسة قوية جدا في هذا المجال وهو ما جعلني أتعلم وأثابر لأصل للقمة، ولكن في الوقت الحالي أفتقر للمنافسة. كنت مغامراً كبيراً؛ مع الخبرة أصبحت أغامر بحذر. طموحي لا حدود له وبالنسبة لي أي رجل ريادي لابد من أن يثق بقدراته ليصل إلى القمة.
كنت أحد الرجال الأكثر إلهاماً في العام 2018، في رأيك ما هي العوامل التي جعلتك تصل إلى هذه المرتبة المشرفة؟
أنا إنسان بسيط بطبيعتي، وأعيش يومي. اجيد التأقلم مع الظروف المحيطة إن كانت جيدة ام غير جيدة، وأنا مرن إلى أبعد الحدود، وأجد هذه الاستراتيجية فعالة بتعاملي مع السوق أيضا. عالم الأسواق اليوم يتطلب من رواد الأعمال الثقة والقدرة على التأقلم والمرونة- بعكس الشركات الكبرى التي تركز على البيروقراطية.
كيف يمكننا النجاح كمستثمرين في مجاهل أسواق المال وتفاصيلها المعقدة؟
أسواق المال هي من أهم أدوات الاستثمار بالعالم وأكثرها مخاطرة، وبالمقابل أكثرها ربحاً. ويجب أن تتوفر عوامل كثيرة، أهمها التعلم وفهم عالم الأسواق، قبل دخول المستثمر في أي صفقة. فإذا قرر أحد المستثمرين شراء أسهم في شركة معينة يجب عليه دراسة الأحوال المادية للشركة ومتابعة أخبارها ومتابعة التحاليل ليصبح ملماً بكل صغيرة وكبيرة ويقرر على أساس خلفية جيدة لأنه سيملك جزء من هذه الشركة.
«أعتقد أنني ولدت مفتوناً بالتجارة. لقد كنت متحمسا لعالم المال والأعمال منذ طفولتي. أعتقد أن كل ما قدمته، مثل التعليم والتوعية والمبادرات، كلها تمثل الدعم الرئيسي لي ولما أحرزته من نجاح.” هل كان النجاح في عالم الأعمال موهبة ولدت معك؟
لا أظن أن الموهبة هي ما تصنع النجاح فقط، بل التعليم والمثابرة هما الأهم.
اؤمن بأن ما تصرفه على التعليم سوف يرجع إليك، ولطالما كان هذا منهجي في الحياة. التوعية والتعليم والمبادارات هما اسلوب حياة وفكر، وهذا ما نسعى لنشره، إن كان من خلال دوراتنا أو مشاريعنا الخيرية التي تحث على العلم من خلال بناء مدارس وبيوت للمحتاجين في اندونيسيا والهند تحت رعاية VI Markets.
كنت من أبرز من تبنوا تمكين المرأة وأسست مؤسسة خاصة لهذا الأمر؛ كيف جاءت الفكرة وكيف ترى دور المراة في المجتمع؟
اكتشفت من خلال السنين التي مضت أن المرأة العربية بالأخص تهتم بمجال التداول، ولكن بطبيعتها الخجولة لا تحب ان تشارك ولا تبادر في الدورات والورش، ومن هنا أتتني فكرة ياسمين لتمكين المرأة، وتوعيتها في هذا المجال من خلال تدريبها على أيدي مدربات متخصصات في عالم التداول، وحققت هذه المبادرة نجاحاً وشعبية كبيرة في الكويت والخليج العربي. معظم قصص النجاح العالمية في التداول تعود أكثرها للمرأة، وأظن اننا اول شركة دعمت هذا المنهج وطورته لتمكين المرأة العربية.
أصبحت 2020 مثالاً للصعوبات وفرض واقع كارثي لعالم الأعمال، في رأيك كيف ستؤثر جائحة كوفيد19- على نمط الأعمال في العالم؟
التعافي من جائحة كوفيد19- لا بد ان يأخذ وقت، ولكن اخبار فاعلية اللقاح واعتماده في الاسواق سيعمل على تسريع عجلة التاعفي الاقتصادي. الاعمال في العالم ستتغير، سيتجهون إلى العمل في البيت أكثر والاستغناء عن المكاتب، وسيكون دور التكنولوجيا أعلى بحيث أن كل الأعمال ستصبح اونلاين. سيتضرر السفر، وستصبح الشركات أكثر مرونة للتغير والتأقلم مع الأوضاع الآتية. أغلب الشركات سوف تدفع رواتب أقل.
هل ستتغير تجارة التجزئة وأنماط عملها بعد مرحلة كورونا، بعد تجربة التسويق الإلكتروني الإجبارية هذا العام؟
مصائب قوم عند قوم فوائد، شركات التجزئة الاكترونية مثل Alibaba
و Amazon وغيرها استفادت كثيرا من الاغلاق الذي حصل بسبب كورونا، اما الشركات الثانية التي اعتمدت على مقرها للبيع قد تضررت كثيرا. ولا اعتقد ان كل الشركات ستعمل اونلاين لأن التكلفة عالية جدا ومعظم الشركات لا تملك هذة المرونة ولكن مع رجوع الحياة الطبيعية سنرى منعطف كبير وستنتعش شركات التجزئة اكثر.
كان هذا العام نعمة لبعض الشركات مثل Amazon وبعض شركات التجارة الإلكترونية، برأيك من هم الفائزون ومن هم الخاسرون هذا العام من الشركات؟
في وقت كورونا، كثير من الشركات التي اعتمدت stay home companies أغلبها كانت من الفائزين مثل معظم شركات التكنولوجيا؛ اما على الصعيد الثاني، شركات الطاقة والنفط والمعامل والطيران والبنوك كانت
كلها من الخاسرين. ولكن كل هذه المقاييس ستتغير مع رجوع الحياة الى طبيعتها بعد طرح اللقاح.