أطلق مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار شبكة الشارقة للمستثمرين “الملائكة” /Sharjah Angel Investors Network/ أو ما يعرف بالاستثمار الملائكي الذي يهدف إلى دعم الشركات الناشئة الابتكارية ورواد الأعمال.
ويأتي هذا الاطلاق ضمن منظومة متكاملة تعمل عليها دولة الامارات لترسيخ مكانتها كموجهة عالمية للابتكار ومن شأن هذه المبادرة المساهمة في أن يصبح الاقتصاد الإماراتي مختبراً عالمياً مفتوحاً لتجريب المفاهيم الجديدة لتكنولوجيا المستقبل المتقدّمة ومنصّة عالمية للابتكار وريادة الأعمال، ما يسهم في تطوير صناعات وقطاعات جديدة تكون الدولة سبّاقة في تطويرها أو تبنيها عالمياً.
وستقوم شبكة الشارقة للمستثمرين “الملائكة” بتحويل الأفراد ذوي الملاءة المالية العالية إلى مستثمرين ملاك، حيث تمنحهم برنامجا تدريبيا للتعريف بعناصر الاستثمار الملائكي وكيفية تنويع المخاطر، والتفاوض على شروط الصفقات والتعامل مع رواد الأعمال، وفي المرحلة اللاحقة يتعرف المستثمرون على كيفية متابعة الصفقات وكيفية دعم الشركات الناشئة بعد الاستثمار.
وستساعد هذه الشبكة في دعم رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا الناشئة، وتوفير رؤوس الأموال في مراحل مبكّرة لتحويل البحوث والأفكار إلى مشاريع عملية، وتطوير تجمّعات اقتصادية عالمية في الدولة في مجالات الابتكار والإبداع والتصميم، ما يجعل الشركات المحلية ضمن الأفضل عالميا في التكنولوجيا والخدمات المتقدّمة، اذ ستساعد الشبكة أصحاب الشركات في تلقي الاستثمارات والتفاوض على شروط كل صفقة من خلال الانضمام إلى مسرعة الأعمال وإعداد بياناتهم المالية والاستعداد لعرض أفكارهم على المستثمرين “الملائكة” وتستمر عملية انضمام المستثمرين طوال العام أما الشركات الناشئة فيتم اختيار مجموعة من الشركات الواعدة تخضع لشروط معينة يضعها المجمع ضمن برنامج مسرع للأعمال يتم استحداثه لفترة زمنية محددة.
وجاء الإعلان عن الشبكة خلال ملتقى خاص نظمه المجمع في مقره حضره عدد من كبار المستثمرين ورواد الأعمال في مختلف القطاعات الابتكارية والتقنية الواعدة في الدولة، بهدف التعريف بنموذج “الاستثمار الملائكي” ودوره في النهوض بقطاع الاستثمار في الشركات الصغيرة والمتوسطة في الشارقة لتقديم التمويل والمساعدات اللازمة لرواد الأعمال الابتكارية الناشئة وربطها بالخبرات المختلفة.
وتناول اللقاء العديد من الموضوعات المهمة بداية من التعريف بنموذج الاستثمار الملائكي بشكل عام، ومن هم المستثمرون “الملائكة”، كما تمت مناقشة أفضل الوسائل الممكنة التي يمكن من خلالها الوصول إلي مجتمع رجال الأعمال المحتملين، سواء من خلال إطلاق المبادرات وعقد اللقاءات والجلسات التعريفية، كما تم تحديد المعالم الرئيسية للمرحلة القادمة.
وفي مستهل اللقاء رحب سعادة حسين المحمودي الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار بالحضور معلناً عن اطلاق شبكة الشارقة للمستثمرين الملائكة والغاية من اطلاق هذه المبادرة من خلال خطة موضوعة يطمح المجمع من خلالها لربط شركات التقنيات الحديثة والابتكار بمجتمع المال والأعمال والمستثمرين في الشارقة وتعزيز تنافسية الامارة ودعم رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في ترسيخ مكانة الشارقة كعاصمة للابتكار واستقطاب التقنيات الحديثة بالإضافة الى دعم الاستثمارات الذكية وربط المستثمرين بالشركات الرائدة والفرص الصاعدة في هذا المجال الحيوي فى إطار استراتيجية لتحويل الإمارات إلى مركز إقليمى ودولي لجذب وتنفيذ المشروعات التكنولوجية الجديدة.
وأضاف: “كما ستعزز الشبكة دخول مجمع الشارقة للابتكار للمستثمرين والصناديق وستدعم جميع الشركات القائمة في المجمع وشركائنا المستثمرين، وقد عملنا خلال الفترة القليلة الماضية على تعزيز علاقتنا مع بعض الصناديق الاستراتيجية المحلية لتسهيل وصول الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة المبتكرة إلى مصادر التمويل المرجوة”.
وقال المحمودي: “اننا نطمح الى استقطاب ٣٠ مستثمرا في ٢٠٢١ لتكون هذه الشبكة محصورة على الاعضاء فقط، انطلاقاً من سعي دولة الامارات العربية المتحدة نحو تحقيق رؤيتها الخمسينية الطموحة، وايماناً بأهمية تعزيز ريادة الأعمال ودعم الاستثمار في الشركات الناشئة، حيث تم إطلاق مجموعة من المبادرات والبرامج التي أثمرت عن تطور مشهد الاستثمار الجريء في الدولة بسرعة هائلة لاسيما في الشركات الناشئة التي تتخذ من الامارات مقراً لها، من هذا المنطق أطلقنا ملتقى الاستثمار الملائكي بهدف المساهمة في نمو وتنويع اقتصاد الدولة ضمن منظومة ابتكارية تسير وفق خطط مدروسة، بالإضافة لتمكين ودعم الشركات الناشئة والمنشآت الصغيرة والمتوسطة وتشجيعهم على استكشاف مجالات جديدة من خلال رفدها بنوع آخر من التمويلات”.
وقدم المحمودي عرضاً تعريفيا تحدث خلاله عن المجمع وأهم المميزات والخدمات والتسهيلات التي يقدمها للمستثمرين وخططه المستقبلية من خلال عرض تقديمي تناول أهم الاستثمارات التي يحتضنها المجمع نتيجة للخدمات ذات المستوى العالمي في بيئة استثمارية مثالية تساعد الشركات والاستثمارات الابتكارية على النمو والازدهار، بالإضافة الى استعداد مجمع الشارقة للبحوث والابتكار لتقديم كافة التسهيلات للشركات المختلفة التي ترغب في العمل والاستثمار في القطاع المعرفي الذي يعتبر بمثابة نقطة ارتكاز تستند عليه رؤية المجمع ورسالته من خلال دعم وتشجيع وتطوير منظومة الابتكار، ودعم الأبحاث العلمية التطبيقية والتكنولوجية للقيام بالأنشطة الاستثمارية، ضمن منطقة تتميز باتباعها لأفضل المعايير الدولية في تقديم الخدمات النوعية التي ستساعد على جذب الاستثمارات للعمل بجو استثماري آمن وبنية تحتية متكاملة، مما يتيح فرصا كبيرة للصناعات والمنشآت التكنولوجية للنجاح والاستمرار.