الشارقة – خاص
نجلاء المدفع: سلّط المهرجان الضوء على أهمية البعد الاجتماعي للريادة في هذا الوقت بالذات حيث تأثرت اقتصادات الدول بأشكال ومستويات مختلفة
المشرخ: الاستثمار يجب أن يكون بالأثر الاجتماعي وليس بالأرباح فقط
الزرعوني: التكنلوجيا أداة العصر الحالي والقادم والذكاء البشري سيظل يقود الذكاء الاصطناعي
حليمة العويس: ريادة الأعمال المنسجمة مع تطلعات المجتمعات ستساهم بحد كبير في الانتعاش
جاكلين نوفوغراتز: الوصول للمستقبل المنشود يحتاج إلى تنسيق وجهد مشترك بين كافة المستويات
أكد قادة أعمال شاركوا في مهرجان الشارقة لريادة الأعمال على الأهمية الاستثنائية لدورة هذا العام، حيث تنعقد في ظل ظروف اقتصادية غير طبيعية وطموحات اجتماعية بتجاوز الأثار السلبية التي خلفتها جائحة كورونا على قوة واستقرار الأسواق في العالم، وأشار المشاركون إلى أن ريادة الأعمال لا تشكل فقط أحد الأنماط التجارية السائدة، بل هي أحد الأدوات الرئيسية لاستنهاض النمو والتنمية في العالم أجمع.
الوقت الأمثل لبدء المشاريع الجديدة
وقالت نجلاء المدفع مدير مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع): “اتسم مهرجان الشارقة لريادة الأعمال بأهمية بالغة، حيث هدف إلى تسليط الضوء على أهمية البعد الاجتماعي للريادة في هذا الوقت بالذات حيث تأثرت اقتصادات الدول بأشكال ومستويات مختلفة، ما فسح المجال أمام رواد الأعمال لإثبات أهمية وجودهم وثقافتهم لمساعدة مجتمعاتهم على توفير الاحتياجات الأساسية في ظل هذه الظروف
وأضافت: “أظهر المهرجان الإمكانات الرائدة لرواد الأعمال وإبداعاتهم الرامية إلى صنع التغيير من خلال تطوير حلول تواجه التحديات الاجتماعية والاقتصادية في العالم، حيث وجه المهرجان دعوة صريحة لرواد الأعمال أن ما يشهده العالم حالياً جراء الأزمة الصحية العالمية يتيح لهم فرصة كبيرة لصنع التغيير في مجتمعاتهم والارتقاء إلى مستوى احتياجات العالم والمساعدة في تشكيل مستقبل أكثر أماناً وازدهاراً”.
الاستثمار في الأثر
وتناول محمد جمعة المشرخ المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، أحد شركاء مهرجان الشارقة لريادة الأعمال 2020، علاقة المستثمرين برواد الأعمال وكيفية توظيفها في خدمة المجتمعات وتحقيق تطلعاتها.
وقال المشرخ: “لم يتوقف التاريخ عن إثبات أهمية الأثر الاجتماعي في نجاح الأعمال، فهذا الأثر يصنع السمعة الأعمال ويعزز العلاقة مع الجمهور ويبني الثقة اللازمة لاستمرار المشاريع ونجاحها، وهو ما يؤكد أن الاستثمار يجب أن يكون بالأثر الاجتماعي وبرسالة الأعمال ومدى التزامها بشروط الاستدامة والتنمية الشاملة وليس بالأرباح فقط”.
وأكد المشرخ أن المستثمرين يحملون ذات الأفكار التي تتبناها المجتمعات مثل حماية الكوكب وترشيد استهلاك الموارد والبحث عن بدائل للمواد الأولية اللازمة للصناعات أو لأنماط الحياة السائدة، وأشار المشرخ أن رواد الأعمال الذين يقدمون مقترحات لمشاريع قائمة على هذه الأفكار يمتلكون فرصاً للحصول على الدعم والسيولة اللازمة أكثر من غيرهم الذين يتمسكون بالأفكار التقليدية السائدة حول العمل والريادة الاقتصادية.
وأشار المشرخ أن مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر يضع الاستثمارات ذات الأثار الاجتماعية الإيجابية على قائمة أولويات الدعم، وذلك التزاماً من المكتب بمستقبل الإمارة واستدامة نمو اقتصادها والارتقاء بجودة حياة مجتمعها.
الذكاء البشري يقود الذكاء الاصطناعي
من جانبه قال أمين الزرعوني المدير التنفيذي لشركة سحاب للحلول الذكية أحد الشركاء الداعمين لمهرجان الشارقة لريادة الأعمال في دورته الرابعة: “نحن سعداء لأننا كنا أحد الداعمين للمهرجان والمساهمين في تعريف الجمهور برسالته ومخرجاته، حيث أكد المتحدثون الذين استضافهم على حقيقة لطالما أمنا بها وتحدثنا عنها، وهي أن التكنلوجيا والتقنيات الحديثة لا تقود الأعمال ولا تصنع نجاحها بمعزل عن الوعي والثقافة البشرية، بل هي أداة فاعلة في يد رواد وقادة الأعمال المبدعين الذين يضعون خطط طموحة وملتزمة بمستقبل مشاريعهم ومجتمعاتهم على حد سواء.
وأكد الزرعوني أن الاهتمام المتزايد بالتكنلوجيا بوصفها أداة العصر الحالي والقادم، لا يجب أن يتسبب في إهمال العامل البشري الذي سيبقى هو العامل الحاسم في نجاح المشاريع وتطوير المجتمعات.
وأضاف: “معظم التقنيات المتطورة والابتكارات الرقمية المتوفرة اليوم هي نتاج أفكار وإبداعات رواد الأعمال في العالم، ولذلك نواصل دعمنا لتعزيز ابتكارات الرواد في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة الذين يسهمون بقوة في التحول الرقمي لمختلف القطاعات”.
بدورها قالت حليمة حميد العويس، المدير التنفيذي لشركة سلطان بن علي العويس العقارية: “مثل عام 2020 تحديًا كبيراً لجميع أنواع الأعمال في العالم، حيث شهدنا تغييراً ملحوظاً في أنماط الحياة والقدرة الشرائية للأسواق وتدفق المنتجات والمواد الخام، مما أثر على معدلات النمو ومصير التنمية العالمية. وعلى الرغم من أن الأمور تبدو غير مبشرة، إلا أن هناك فرصة متزايدة للاستفادة من ريادة الأعمال والمشاريع الناشئة والتي يمكن توجيهها نحو تعزيز عوامل نهضو المجتمعات وتنشيط الحركة الاقتصادية
وأضافت: “نحن نؤمن بالتخطيط بعيد المدى للمشاريع التجارية ونؤمن أيضاً بأن ريادة الأعمال المنسجمة مع تطلعات المجتمعات ستساهم بحد كبير في الانتعاش واستعادة عافية الاقتصاد وهذا ما ترجمناه من خلال شراكتنا الاستراتيجية الدورة الرابعة لمهرجان الشارقة لريادة الأعمال.
وتناولت جاكلين نوفوغراتز، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أكيومن، أحد أبرز المتحدثين الرئيسيين في المهرجان، أهمية اعتماد رواد الأعمال على قوتهم الذاتية من أجل بناء بيئة عمل مرنة ومواتية، وقالت: “لدى أمل كبير برواد الأعمال الشباب، فهذا الجيل يتسم بالمبادرة والابتكار واقتراح حلول غير تقليدية لتخطي المشكلات ولا ينتظر من غيره أن يقدم حلول لمشكلاته”.
وتابعت نوفوغراتز: “إن دعم هذا الجيل من رواد الأعمال يتطلب شجاعة في التقرير ومخيلة أخلاقية تراعي احتياجات الفئات الاجتماعية الأقل دخلاً وتعمل على وضع الخطط للارتقاء بقدراتها ومستوى دخلها ومعيشتها، وهو ما يعني أن الوصول للمستقبل المنشود يحتاج إلى تنسيق وجهد مشترك بين كافة المستويات”.