مترجم بتصرف: مقال لـ مي يوسف
يشهد شباب اليوم منعطفاً رئيسياً في عالمنا، حيث ينتقلون من رحلتهم التعليمية نحو بناء حياة ومهن ناجحة ومجزية. كما أنهم يعيشون في وقت يشهد تطورًا في مكان العمل، وزيادة البطالة، وظهور وظائف جديدة تركز على التكنولوجيا والتي يحتاجون إلى إتقان مهاراتها.
تشير التقديرات إلى أن هناك حاجة إلى خلق ما يقرب من 600 مليون فرصة عمل خلال الخمسة عشر عامًا القادمة لتلبية احتياجات توظيف الشباب. هذا رقم طموح، وبالتالي فإن المسؤولية جماعية للحكومات والشركات وحتى الأفراد لتمهيد الطريق للأجيال القادمة لتحقيق النجاح والحصول على فرص عمل.
وفي حين أن المبادرات القائمة على التعليم كانت دائمًا ركيزة أساسية بالنسبة لنا في “كانون Canon” ، قمنا بتطوير هذا المفهوم لدعم احتياجات توظيف الشباب العالمية، وتسليط الضوء على ريادة الأعمال الشبابية كفرصة لهم لاستكشاف تطلعاتهم الإبداعية، واستكشاف آفاق العمل المستقبلية، واكتساب الخبرة في إطلاق مفاهيم الأعمال التجريبية الخاصة بهم، حيث يمكنهم تنمية مهاراتهم في ريادة الأعمال.
وقد أطلقنا برنامج “اكتشف“، تزامناً مع اليوم العالمي لمهارات الشباب هذا العام، لاستكمال المبادرة العالمية لتمكين الشباب، وإبراز أهمية مساهماتهم في التغلب على التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
يعد برنامج “اكتشف” باعتباره أول برنامج من نوعه في المنطقة، مبادرة مجتمعية تهدف إلى تزويد الشباب بالأدوات والتقنيات اللازمة لإطلاق العنان لمسيرتهم المهنية الإبداعية، وكذلك إنشاء جيل قادم من رواة القصص وخالقي المحتوى في المنطقة. كما سيسمح لهم البرنامج بالمضي قدمًا ومواجهة تحديات العصر الحديث من خلال التدريب والإرشاد المناسبين.
يستهدف البرنامج في المقام الأول الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 24 عامًا في منطقة الشرق الأوسط، ويوفر نقطة محورية للجيل “زد Z” لتطوير هواياتهم، وتعزيز إبداعهم، وغرس روح ريادة الأعمال فيهم. ويعتبر هذا أمر هام نظراً إلى تفضيل الشباب المتزايد لاستكشاف وظائف خارج بيئة العمل المكتبية ذات الدوام التقليدي من 9 صباحاً وحتى 5 مساءً، والبحث عن عمل مستقل أو إنشاء أعمالهم التجارية الخاصة.
يأخذ برنامج “اكتشف” الشباب في رحلة ريادة الأعمال من خلال أربع وحدات وهي اكتشف صوتك الإبداعي، وابدأ رحلتك الإبداعية، وتابع شغفك الإبداعي، وأطلق العنان لوظيفتك الإبداعية. وستساهم هذه الوحدات مجتمعة في قيادة هؤلاء المشاركين خلال عملية تصميم وإطلاق عمل إبداعي ناجح، في المقام الأول في صناعة التصوير، لكن التدريب يخدم مجالات الاهتمام الأخرى على حد سواء، لأن المفاهيم قابلة للتطبيق عالميًا.
تتحدى الوحدة الأولى المشاركين لإيجاد أصواتهم الفنية، بينما تأخذهم الوحدتان الثانية والثالثة في عملية تطوير مفهوم الأعمال والمحفظة، وستساعدهم الوحدة الرابعة على إطلاق مشروعهم الخاص وبناء موقع إلكتروني. الهدف من كل وحدة هو الارتقاء بالمشاركين إلى المستوى التالي، والسماح لهم باكتشاف طموحهم، ومساعدتهم على متابعة حياتهم المهنية التي يختارونها.
ومع كون الوسائط الرقمية مركزية في إشراك الشباب والتفاعل معهم في المنطقة، ستشمل كل وحدة حلقات فيديو توفر رؤى لصانعي المحتوى ورواد الأعمال المبدعين. ويضم البرنامج أيضًا مرشدين مرموقين من المنطقة، بما في ذلك راوي القصص كلينتون لوب، المصور والمخرج الشهير، الذي سيعلم المشاركين عدة تقنيات لإتقان حرفتهم ومهاراتهم.
واستكمالاً للبرنامج، أطلقت كانون بودكاست In Studio with Canon كأداة أخرى للوصول إلى المزيد من الشباب ونشر الوعي حول المبادرة وأهمية بناء مجموعة مهارات ريادية.
يمكن للمشاركين في برنامج “اكتشف” تحويل مفهوم أعمالهم إلى واقع على الأرض من خلال عرض فكرتهم الريادية الإبداعية على لجنة من الحكام كجزء من مسابقة عند إكمال الوحدات الأربع. وسيتم اختيار فائز واحد ليحصل على جائزة نقدية قدرها 15000 درهم، ومنتجات كانون بقيمة 15000 درهم، وعضوية سنوية من حاضنة ريادة الأعمال المحلية لإطلاق فكرة أعمالهم الإبداعية على أرض الواقع.
قد يتساءل البعض عن سبب التركيز على ريادة الأعمال لدى الشباب، بالنظر إلى أن أمامهم سنوات عديدة لبناء قدراتهم. الجواب بسيط جدا هنا، لأن الشباب ينشأ اليوم وسط اقتصاد ضعيف ومعدلات بطالة مرتفعة، إلى جانب الاعتماد السريع على التكنولوجيا الرقمية. وإذا كان سيتم منح الشباب فرصة للنجاح في المستقبل، فإن تعليمهم وتدريبهم وإعدادهم لبناء بيئة اجتماعية واقتصادية قابلة للحياة ومستدامة يجب أن تبدأ اليوم.
تعتبر المعرفة بريادة الأعمال أمرًا بالغ الأهمية في تحديد مستقبلنا وإيجاد حلول للقضايا الرئيسية في عصرنا، مثل تغير المناخ والتكنولوجيا وتكافؤ الفرص. إن الشباب المتمرس رقميًا هو من يمتلك أفكارًا إبداعية مبتكرة وديناميكية اقتصادية لإنشاء أعمال تجارية يمكنها خلق فرص عمل للملايين وتمهيد الطريق نحو الازدهار الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
تعتبر ريادة الأعمال الشبابية أيضًا فرصة لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وتحقيق أهداف خلق فرص العمل على نطاق عالمي، وكذلك الاستجابة للأهداف الحكومية مثل رؤية السعودية 2030، ورؤية الكويت 2035، ورؤية الإمارات 2021، وكلها تولي أهمية كبيرة للدور الريادي للشباب وإحداث تأثير في وطنهم والعالم.
سيرة المؤلف
مي يوسف هي مدير الاتصال المؤسسي وخدمات التسويق في كانون الشرق الأوسط ووسط وشمال أفريقيا.