مترجم بتصرف: مقال لـ منيب مشتاق
فرضت تداعيات انتشار جائحة كورونا خلال العام 2020 قلقاً متزايداً وتغييرات عديدة في كل أنحاء العالم، حيث تكبدت الشركات خسائر هائلة، وفقد العديد من الناس وظائفهم؛ ولا تزال النهاية غير واضحة. وفي الوقت الذي اتجه فيه البعض إلى المراقبة وانتظار انتهاء هذه الجائحة، اتجه البعض الآخر إلى إعادة ضبط الأولويات بحثاً عن أفق جديدة لاستكشافها. ولكن، لا يزال هناك فرص واعدة في الأفق، فهناك قطاع واحد شهد انتعاشًا هائلاً خلال هذه الأزمة، وهو قطاع التكنولوجيا. وكوني رائد أعمال في مجال التكنولوجيا، وبعد نجاحي بإنشاء وبيع العديد من شركات التكنولوجيا في العقد الماضي، أعتقد شخصياً أن الوباء الحالي قد وفر واحدة من أهم الفرص، إن لم تكن أفضلها، لبدء شركة ناشئة تقنية. وفيما يلي ثلاثة من أهم الأسباب:
- ازدياد التوجه نحو تبني واعتماد التكنولوجيا خلال فترة انتشار الجائحة مع القيود الصارمة التي فُرضت في العديد من البلدان، بما في ذلك حظر التجول وإغلاق الشركات، والإغلاقات التامة؛ الأمر الذي تطلب سرعة في التحرك والتوجه نحو اعتماد استخدام منصات الإنترنت لضمان استمرارية الوظائف اليومية. وانتقلت العديد من الشركات التي عملت عن بُعد إلى التكنولوجيا للمحافظة على استمرارية أعمالها، واعتمدت بشكل واسع على منصات مثل Zoom و Microsoft Teams و Google Hangouts لإبقاء فريقها على اتصال ولمواصلة إدارة اجتماعاتها مع العملاء. وخارج نطاق الأعمال التجارية، ارتفع توجه الناس نحو هذه المنصات للتواصل مع عائلاتهم وأصدقائهم.
كما شهدت التجارة الإلكترونية نمواً هائلً أيضاً بسبب ارتفاع الانفاق على عمليات الشراء عبر الإنترنت نظرًا لعدم تمكن العديد من الأشخاص من الخروج إلى المتاجر لشراء حاجاتهم. وحتى الآن، ومنذ بداية الوباء، زادت أسهم أمازون بنسبة مذهلة بلغت 87٪، الأمر الذي يؤكد التغيير في اتجاهات التسوق في العالم. وحتى مع حالة عدم الاستقرار في الاقتصاد العالمي، لا يزال المستهلكون ينفقون ويبحثون عن أحدث وأكبر الصفقات عبر الإنترنت.
لذلك، فإن هذا هو الوقت المثالي لبدء مشروع تجاري. فالأمر لا يقتصر فقط على حقيقة امتلاك رواد الأعمال كل ما يحتاجون إليه في متناول أيديهم لبدء مشروعهم التجاري، فمع ارتفاع نسبة الأشخاص أمام الشاشات وزيادة الإنفاق عبر الإنترنت، فإن القدرة على طرح منتجك وتسويقه إلى جمهور محدد أصبحت أكبر من أي وقت مضى.
- استغل وقتك الإضافي بصالحك، في وقت أصبح فيه العمل من المنزل هو الوضع الطبيعي الجديد في مجتمعاتنا. ومن الشركات الناشئة الصغيرة الحجم إلى شركات فورتشن 500، اتجهت كافة الشركات تقريباً إلى تبني هذه السياسة على الأقل في المستقبل المنظور. كما استفاد الأفراد بشكل كبير من ذلك، حيث استطاعوا توفير المال استغلال الساعات التي كانوا يقضونها في التنقل من وإلى مكاتبهم.
مع هذا الوقت والمال الإضافي الذي لم نكن لنمتلكه لولا هذا الوضع الاستثنائي، فإن هذا هو الوقت الأمثل لبدء مشروع تجاري جانبي. وسواء كانت تطمح لبدء مشروع صغير أو كبير، استغل هذا الوقت لصالحك للبدء بشيء رائع. ومن يدري، قد تكون هذه فرصتك لبدء مشروع مذهل يفتح لك فرصاً جديدة تتيح أمامك إمكانية العمل لنفسك بدلاً من الوظائف التقليدية بحلول انتهاء هذا الوباء.
ويجدر الإشارة هنا إلى أمثلة سابقة أثبتت أن إنشاء مشروع تجاري ناجح خلال فترة من الانكماش الاقتصادي هو أمر واقعي ورأيناه مرات عديده مثل Uber و Airbnb على سبيل المثال لا الحصر. حيث تشكل مثل هذه الشركات دليلاً واضحاً على إمكانية بناء مشروع تجاري ناجح وسط أصعب الأوقات وأكثرها افتقاراً للاستقرار.
- انخفاض المنافسة مع تباطؤ وتراجع عمليات العديد من الشركات الكبرى أثناء فترة الوباء، جعلت من هذا الوقت مثالي للقفز إلى المقدمة، والبدء في إخراج الأفكار والمنتجات. وفي الوقت الذي تتجه فيه الكثير من الشركات نحو خفض عدد الموظفين وإبطاء العمليات، تأتي فرصتك للاستفادة من فرصة تسويق علامتك التجارية في سوق تكون فيه المنافسة أقل بكثير من المعتاد.
فمع بدء انتشار الوباء، كنا في Airzai على وشك إطلاق ناشر العطور المنزلي الذكي الجديد الذي ينتظر براءة اختراع في السوق. لم يكن الوقت مثالياً أبداً خاصةً أن مصانعنا كانت في الصين، لذلك عدنا إلى الأساس وقررنا إنشاء شيء مختلف للمساعدة في أزمة كوفيد-19 التي يواجها العالم ككل، شيء مهم وضروري على مستوى العالم. لقد أنشأنا Airzai Care على غرار منتجاتنا الأصلي Airzai Aroma ، وقدمنا مجموعة من منتجات التعقيم الممتازة ومجموعة من منتجات التعقيم الطبيعية الخالية من الكحول إلى العالم. ونظرًا لاتجاهنا نحو العمل عبر الإنترنت فقط، كان الطلب مرتفعًا جداً، فقد شهد مشروعنا الصغير نجاحًا كبيرًا.
نحن نعيش في عالم دائم التغير، وفي وقت قد تكون فيه هذه التغييرات صعبة، لابد أن يكون هناك دائماً فرص في كل شيء. الفرص موجودة في كل مجال، والأمر متروك لنا لاقتناصها. وفي الوقت الذي قد يكون فيه العالم ساكناً، يرى الكثيرون في ذلك فرصاً لابتكارات ذات معنى لأنفسنا ولعائلاتنا وللعالم بأسره.