يجمع مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) في الدورة الرابعة من مهرجان الشارقة لريادة الأعمال والتي تنظم (عن بعد) خلال الفترة من 6 إلى 10 ديسمبر المقبل، نخبة من الخبراء الدوليين وصنّاع التغيير الشباب ورواد وقادة الأعمال، لبحث أهمية ثقافة الريادة المسؤولة في إحداث التغيير الإيجابي في المجتمعات، حيث يتيح المهرجان للمرة الأولى مشاركة الجمهور من جميع أنحاء العالم بشكل مجاني.
ويهدف المهرجان إلى تحفيز الجيل الجديد من رواد الأعمال على صناعة التغيير الإيجابي في العالم من خلال التركيز على إيجاد حلول فاعلة لأبرز التحديات التي تواجهها المجتمعات واقتصادات الدول ومن أبرزها تداعيات جائحة كورونا التي أدت إلى تباطؤ النمو في عدد من الأسواق.
وتأتي إتاحة المشاركة المجانية في المهرجان تعزيزاً لجهود (شراع) المتواصلة لدعم مجتمع رواد الأعمال في دولة الإمارات وخارجها، والتي بدأت بإطلاق صندوق تضامني بقيمة مليون دولار أمريكي في وقت سابق هذا العام، كما يتماشى تنظيم المهرجان افتراضياً مع مساعي حكومة دولة الإمارات للحد من انتشار فايروس كورونا (كوفيد-19).
ويتناول المهرجان قصص نجاح شركات ومشاريع ريادية في ظل الظروف التي فرضتها الأزمة الصحية العالمية والأثر الاجتماعي والاقتصادي الذي أحدثته هذه المشاريع، إضافة إلى قصص نجاح مركز (شراع)، من خلال المبادرات التي أطلقها دعماً للشركات الناشئة، كما يركز على بناء فكر وثقافة ريادة الأعمال وتمكين رواد الأعمال من عوامل النجاح الشخصية، وعلى أهمية الشركات الناشئة الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر باعتبارها محركاً رئيساً لنمو اقتصادات الدول.
ضيوف المهرجان
ويستضيف المهرجان نخبة من المتحدثين، منهم رائد الأعمال الاجتماعية البروفيسور محمد يونس من بنغلادش، الحائز على جائزة نوبل للسلام ومؤسس بنك الفقراء والداعم البارز لرواد الأعمال والمشاريع ذات الأثر التنموي المستدام، وجاكلين نوفوغراتز، المؤسس والمدير التنفيذي لصندوق “أكيومن” التي تعنى بمعالجة تحديات الفقر في العالم عبر المبادرات والمشاريع الريادية، إلى جانب الدكتور جين غودال، مؤسس معهد جين غودال، وأنوشة أنصاري، أول سائح فضائي إلى المحطة الفضائية الدولية والمدير التنفيذي لمؤسسة إكس برايز.
ويشارك في المهرجان وللمرة الأولى منظمة “مدرسة الحياة”، ومقرها في المملكة المتحدة، وهي منظمة متخصصة في بناء مهارات التواصل والمرونة وتطوير الذات من خلال النشاطات العملية وورش العمل، إلى جانب منظمة “ون يانغ وورلد”، وهي مؤسسة ذات نفع عام مقرها في المملكة المتحدة، تهدف إلى تحفيز الرواد الشباب من جميع أنحاء العالم على تطوير آليات وحلول فاعلة للمشاكل والتحديات التي يواجهها العالم، ومنصة “مايند فالي” العالمية لتطوير الذات التي تعود للمشاركة في دورة هذا العام من المهرجان، ممثلةً بنخبة من الخبراء في مجال تطوير الذات وتعزيز التعلّم مدى الحياة.
وسيعلن المهرجان هذا العام عن قائمة الفائزين بجائزة مبادرة «UCAN» التي أطلقها (شراع) بالتعاون مع تحدي ” Ubuntu Love”، لدعم الشركات الناشئة المتخصصة بالتكنولوجيا الصحية والغذائية.
احتفاء بصناعة التغيير
ويتضمن جدول أعمال المهرجان سلسلةً من الجلسات الحوارية الملهمة والندوات والنقاشات التفاعلية وورش العمل بهدف تحفيز رواد الأعمال على إطلاق مشاريع ذات أثر اجتماعي مستدام، والعمل يداً بيد لبناء مسقبل أفضل، وذلك من خلال الاحتفاء بأصحاب الإنجازات الذين تمكنوا من تقديم المساعدة لمن يحتاجها وترسيخ مبدأ الترابط والمصير المشترك.
وأكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس مركز الشارقة لريادة الأعمال “شراع” أن انعقاد “مهرجان الشارقة لريادة الأعمال” في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية عالمية استثنائية، يجسد الأهمية البالغة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة في استنهاض الاقتصادات وتنشيط حركتها وتعزيز عوامل النمو والتنمية، خاصة في ظل التوجهات العالمية نحو اقتصاد يعتمد على الأفكار والمواهب أكثر من اعتماده على الموارد المادية.
ودعت الشيخة بدور القاسمي كافة رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة والصغيرة والمتوسطة للاستفادة من الفرصة التي يقدمها المهرجان هذا العام، وهي الاطلاع على تجارب حية لرواد أعمال مبدعين تمكنوا من تحقيق التوازن بين عناصر التنمية المادية والمعنوية.
وقالت نجلاء المدفع، المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع): “لدينا إيمان راسخ بقدرة الإنسان على تحقيق تغيير ملموس في العالم عبر بوابة ريادة الأعمال، ونعمل من أجل تحقيق هذه الرؤية علي تمكين صنّاع التغيير من قيادة مسيرة بناء المجتمعات وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات، وبالتالي ضمان نمو اقتصادات الدول وازدهارها، حيث يشكل مهرجان الشارقة لريادة الأعمال فرصةً لتسليط الضوء على صناع التغيير في العالم والاحتفاء بإنجازاتهم المؤثرة”.
ويجسد تنظيم المهرجان هذا العام افتراضياً على مدى خمسة أيام، بدلاً من يومين كما هو الحال في الدورات السابقة، دليلًا على التزام (شراع) بإتاحة الفرصة لرواد الأعمال من كافة أنحاء العالم للاستفادة من الموارد التي تعزز قدرتهم على صناعة التغيير.
واختتمت المدفع بقولها: “يترجم المهرجان بدورته الاستثنائية هذا العام، إيماننا بضرورة الاستجابة لمتطلبات المرحلة الحالية وحرصنا على مساعدة الشركات الناشئة على مواجهة التحديات، وبشكل خاص في هذا الوقت الذي تحتاج فيه إلى كل أشكال الدعم، في ظل ما تعانيه من نقص في الموارد نتيجة اختلال أنماط الحياة وتراجع مستويات الطلب بسبب تأثيرات الجائحة على الأسواق المحلية والعالمية”.
وأسهم مهرجان الشارقة لريادة الأعمال منذ انطلاقه عام 2017 بتعزيز روح ريادة الأعمال وإلهام الجيل القادم من صانعي التغيير، حيث شهد أكثر من 200 عرض لمشاريع وأفكار وشركات ريادية، ومشاركة نحو 240 متحدثاً وخبيراً محلياً وعالمياً، وأكثر من 8000 مشارك وزائر للحدث.