مترجم بتصرف: مقال لـ هلال إسماعيل
شكلت أزمة كوفيد-19 مرحلة مأسوية للعديد من الناس ممن خسروا أرواحهم وأرواح أقربائهم وأصدقائهم، ولكن الأزمة في نفس الوقت شكلت فرصة للعديد من الشركات لإعادة صياغة نموذجها لتلبية احتياجات عملائها وفي نهاية الأمر والمجتمعات التي تخدمها. دور التكنولوجيا في تمكين الأعمال للتحول السريع كان واضحاً وعميقاً.
الحاجة للتغيير كانت مدفوعة بشكل جزئي بالحاجة للتأقلم والتكيف مع وضع السوق، مع التباطؤ العالمي بسبب إجراءات الإغلاق التي فرضت لمواجهة الفيروس واحتوائه. وبالإضافة إلى ذلك، الحاجة للتغير كان مطلوباً لمواكبة التغير في سلوكيات المستهلك واحتياجاته مع تخفيف القيود وعودة الناس إلى وضع طبيعي يشمل تباعداً اجتماعياً وجسدياً.
الشركات التي برزت أكثر قوة من غيرها من الأزمة التي نتجت عن الجائحة هي الشركات التي تغيرت سريعاً لتصبح أكثر اتساقاً مع المتغيرات في المجتمع وسلوكيات المستهلك وذلك بعد تغير الأولويات. ويشكل هذا الوقت بالنسبة للشركات التي اتخذت قرارات كبيرة وجريئة في نماذج أعمالها بداية مرحلة جديدة من المرونة والتقرب من المجتمع، ويعكس حقيقة أن العالم قد تغير خلال هذه الفترة.
وفي شركة كفو، قام مؤسسنا ورئيسنا التنفيذي راشد الغرير بإدراك هذه المتغيرات التي أحدثها الوباء بسرعة. وباعتبارنا شركة تقودها التكنولوجيا، بات الجهد الدؤوب محور تركيزنا لجعل حياة عملائنا أفضل، حيث قاد راشد الغرير الشركة إلى إدراك الواقع الجديد عبر احتضان التغير بدلاً من الخوف منه. وقد كان الوقت مناسباً لـ كفو للابتكار أكثر.
أبرز ابتكار لنا كان مراجعة نموذج أعمالنا واتخاذ القرار الجريء بإلغاء رسوم التوصيل لخدمتنا اللاتلامسية لتعبئة الوقود عند الطلب. وقد عنى ذلك لعملائنا أن أسعار وقودنا لا تختلف عن أسعار محطة البترول مع اختلاف بسيط وهو المزايا وسهولة الحصول على الخدمة والراحة.
وقد عمل فريقنا التقني بالتعاون مع المهندسين سريعاً على إعادة هيكلة المنصة لمواجهة هذه المتطلبات. وأحد أبرز الأسباب التي ساعدتنا على تحقيق ذلك كان البرنامج التقني لإدارة المواهب الذي طبقناه في فترة ما قبل كوفيد-19 في شركتنا “كفو“. وبدلاً من امتلاكنا لمهندسين فردين للنطاق، ساهم برنامج إدارة المواهب في نقل المهندسين بين النطاقات المختلفة كالموقع والهاتف، ومساعدة الشركة على توفير الحلول المطلوبة. وقد عملنا بالتنسيق مع المهندسين وأصحاب الخبرة في البيانات لتحسين آدائنا الرقمي ليتلاءم مع متطلبات عملائنا.
كما استثمرنا الكثير من الجهد في تحليل البيانات الخام في الوقت الآني، وقد أدخلنا هذه البيانات في مكتباتنا لتخيل البيانات مما أضاف قيمة إلى قراراتنا التشغيلية اليومية. القدرة على تحليل هذه البيانات كان أحد أهم التمارين التي أجريناها ضمن جهودنا لتطوير استراتيجيتنا لإحداث التأثير المطلوب بشكل أسرع.
وفي كثير من الأحيان، تجد شركات التقنية الواعدة نفسها تجاهد للبقاء لأن تقنياتها منفصلة عن عملها الرئيسي الذي تقدمه، مما ينتج عنه تركيز التقنية على التوصيل بدلاً من أن يكون حول التأثير. وتلعب التكنولوجيا دوراً أساسياً في إعادة رسم مستقبل الأعمال في فترة كوفيد-19 عبر إعادة ضبط أعمالهم لتكون أكثر انسجاماً مع متطلبات المستهلك. وتوجب على قادة التكنولوجيا التواجد في المقدمة للدفع بالأجندة الرقمية للشركة إلى الأمام.
لقد أثّر الفيروس على حياتنا بطريقة دراماتيكية، وسيستمر بفعل ذلك خلال الفترة القادمة. لقد مرينا بتجارب غيرتنا، وتعلمنا أن الشركات التي تستثمر الاستثمارات الصحيحة في التقنية والتحليل المعتمد على البيانات، وتمكين الإجراءات والعمليات، وقيام المسؤولين عليها بقيادتها للأمام، هي الشركات المصممة بشكل أفضل للنجاح في عالم ما بعد كوفيد-19 الجديد.