مترجم بتصرف: مقال لـ ميهايلا نينا وأليكس جيوردانيسكو
رغم اهتمام الشركات منذ وقت طويل قبل ظهور جائحة فيروس كورونا المستجد بالتحول الرقمي ووضعه ضمن أولوياتها؛ إلا أنه كان بالنسبة لمعظمها طموحاً طويل الأجل ومشروعاً منفصلاً بدلاً من إدراجه كجزء من استراتيجية نمو الأعمال. ولا يزال هناك عدد قليل جداً من المؤسسات التي تبنت خطوات تدريجية نحو رقمنة كاملة ليس فقط في القدرات، ولكن أيضاً لنماذج الأعمال. وبمجرد بدء أزمة كوفيد-19 التي أجبرت الجميع على التحول إلى التكنولوجيا الرقمية بين ليلة وضحاها، فوجئت العديد من الشركات غير المستعدة في ذلك.
ومع ذلك، تظهر العديد من الدراسات والبحوث أنه وفي غضون بضعة أشهر فقط حدثت قفزة استثنائية إلى الأمام في مجال تبني الخدمات الرقمية تتطلب خمس سنوات في الوضع الطبيعي. وقامت مؤسسات التجارة الإلكترونية التقليدية التي اضطرت إلى التحول بشكل سريع ببناء متاجرها الإلكترونية في وقت قياسي، وتحولت المدارس إلى منصات تعليمية عبر الإنترنت، وأنشأت بعض العيادات مراكز للتطبيب عن بعد، وتحولت الفعاليات الحقيقية إلى ندوات افتراضية، وتحولت الاجتماعات إلى مكالمات جماعية عبر الفيديو.
تبدو هذه النماذج وكأنها موجودة لتبقى حيث إننا نرى بشكل متزايد تغييرات في السلوكيات من وجهة نظر المستهلك، ونقلة نوعية في الطريقة التي ندير بها الأعمال. والسؤال الذي لا يزال قائماً هو: ما الذي يمكن أن تفعله المؤسسات للتنقل وسط هذا التسارع الرقمي غير المتوقع من أجل ضمان تحول فعال؟
لا يكفي ببساطة إنشاء متجر للتجارة الإلكترونية، أو امتلاك نظام أساسي لإدارة سير العمل الرقمي أو إطلاق قنوات اتصال رقمية جديدة. تحتاج المؤسسات إلى تحديد الأولويات الاستراتيجية، تلك التي تحدث قيمة ما، سواء من حيث الأداء أو القيمة التجارية أو قيمة العلامة التجارية، حيث يمكن أن يكون ذلك في مجالات مثل إشراك الجماهير في تجارب اتصالات رقمية جديدة، وتحسين تجربة العملاء، وتقليل المعاملات، وامتلاك نموذج عمل مرن وخفيف الحركة، والعديد من الأمثلة الأخرى.
ما هو مستوى صعوبة تبني أيٍّ من هذه الأمور، وما هي احتمالات أن يؤدي ذلك إلى ميزة تنافسية؟ هل تمتلك مؤسستك المواهب المناسبة لتطبيق ذلك، أم أن الدعم الخارجي مطلوب للحد الأدنى من الاستثمار التكنولوجي؟ هل توجد أمثلة بارزة للرقمنة من داخل نفس القطاع؟ إلى جانب الإجابة على هذه الأسئلة، نظرًا للتغيرات السريعة التي نشهدها في وقتنا هذا؛ من الضروري أن نبني قراراتنا في الوقت المناسب للتسويق، حيث أن السرعة ستدعم المؤسسات لتظل واقفة على قدميها وتبدأ في استعادة قوتها.
مع توجه الشركات نحو التأسيس لتواجدها عبر الإنترنت، تعد العلامة التجارية والاتصالات عاملاً أساسيًا في التميز ضمن ساحة رقمية مزدحمة، حيث تشير الإحصاءات أن المستهلكين الذين استخدموا الخدمات عبر الإنترنت لأول مرة خلال الوباء سيواصلون القيام بذلك. لذلك، فإنه من المهم إلى جانب تحسين رحلة العميل والتأكد من أنها سلسة هو التركيز على تخصيص الاتصالات، وجعلها تفاعلية، وتحويلها إلى أجزاء تجريبية من أجل جذب جماهير جديدة، والحفاظ على مشاركة الجماهير الحالية.
كما يحتاج قادة المؤسسات إلى وضع أنفسهم مكان عملائهم، والبدء في التفكير على مستوى المعلومات التي نستهلكها يوميًا، والقنوات العديدة التي نتلقاها منها، وحقيقة أن مدى الانتباه يتناقص أكثر فأكثر، وماذا يمكن القيام به بشكل مختلف ليكون في أذهان المستهلك. يعد تشكيل تجربة رقمية جذابة حقًا يمكن من خلالها إثبات عائد الاستثمار من خلال البيانات والتحليلات الشاملة أمرًا بالغ الأهمية، وهو الأمر الذي لمسناه أيضًا فعالاً في جذب علامة تجارية كبيرة وقيمة تجارية من خلال منتجات الاتصالات الرقمية الرائدة لدينا.
ربما يكون من العدل أن نقول إن ما اعتبرناه حتى الآن رقمنة يجب إعادة تخيله من الصفر، لأن هذا الآن لا يؤدي فقط إلى ميزة تنافسية، ولكن أيضًا إلى الاستعداد للمستقبل، وتلبية التوقعات المتزايدة لجميع أصحاب المصلحة، على طول الطريق من الموظفين إلى المستهلكين. ومع ذلك، يجب أن تكون المواهب، سواء كانت خارجية أو داخلية، سريعة وفعالة وتمهد الطريق نحو التعافي السريع للأعمال واستقرارها ونموها.