استضاف مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر “استثمر في الشارقة” التابع لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير “شروق” أعضاء “برنامج الاقتصاديين الشباب” وذلك في جلسة حوارية نظمها أمس في مركز مرايا للفنون بالقصباء بمشاركة سعادة مروان بن جاسم السركال الرئيس التنفيذي لـ”شروق” ومحمد جمعة المشرخ المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار لأجنبي المباشر.
وكان سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي أطلق برنامج “الاقتصاديين الشباب” في يوليو الماضي من خلال المؤسسة الاتحادية للشباب بهدف بناء قيادات شابة قادرة على فهم متغيرات الاقتصاد وتحليل بياناته واستشراف مستقبله وتزويد المنتسبين الخمسين للبرنامج بأحدث التوجهات الاقتصادية والخبرات العالمية لتعزيز قدرتهم على طرح رؤى اقتصادية مبتكرة وتصميم نموذج اقتصادي إماراتي فريد قادر على دعم القطاعات الاقتصادية الحيوية والمساهمة في دعم أهداف الاستعداد للخمسين وتحقيق مئوية الإمارات 2071.
وسلطت الجلسة الضوء على مسيرة “شروق” باعتبارها إحدى المحركات الرئيسة للنمو والتنوع في كافة قطاعات اقتصاد إمارة الشارقة ودورها في تحقيق التنمية المستدامة والاهتمام بالهوية والتراث والبيئة من ناحية والسعي نحو الاقتصاد الحديث القائم على التكنولوجيا والخدمات المتطورة من ناحية أخرى.
وتناولت أهمية الاستثمارات الأجنبية المباشرة لاقتصادات الدول ودور وكالات ومكاتب الاستثمار الأجنبي المباشر في استقطابها وتوجهات مكتب استثمر في الشارقة في التركيز على توجيه الاستثمارات نحو التوزيع الاستراتيجي لرأس المال إلى جانب دور الاقتصاديين الشباب في تطوير وتنمية القطاعات الاقتصادية في الدولة.
وتحدث سعادة مروان بن جاسم السركال عن تجربة “شروق” الحافلة بالدروس والعبر والنتائج المهمة عبر تركيزها على التوزيع المتوازن للنمو من خلال التنوع الاقتصادي بما يلبي احتياجات الاقتصاد الوطني واحتياجات المجتمع المحلي.. موضحا أن “شروق” ترتبط بعلاقة قوية مع اقتصادات العالم من خلال اللقاءات مع الشركات ورواد الأعمال والمستثمرين والمشاريع المشتركة وهذه العلاقة وضعتنا على تماس مع تجارب اقتصادية مختلفة تعرفنا من خلالها على نقاط قوتها وضعفها وأثرينا تجربتنا الخاصة.
وركز السركال خلال مداخلته أمام “الاقتصاديين الشباب” على الاهتمام بالكوادر البشرية وأهمية استفادة الجيل الاقتصادي الشاب من مختلف التجارب الاقتصادية وقراءتها وتحليلها بعمق .. وقال أن الشركات القائمة على الأفكار باتت تتفوق من حيث التأثير على الشركات التي تعتمد على الموارد المادية.
وأكد أن دولة الإمارات تترجم هذه الحقيقة من خلال التركيز على تنمية مهارات ومواهب الكوادر البشرية.. لافتاً إلى أن هناك الكثير من المبادرات والبرامج التي تخدم هذا التوجه وتشمل كافة التخصصات والفئات العمرية.
وحول خشية الشباب المقبلين على إنشاء مشاريعهم من تكرار السيناريو الذي شهده اقتصاد العالم نتيجة جائحة “كورونا” قال السركال.. أن القراءة السليمة لأثار الأزمات لا تقول إن الاستثمار قد يصبح مغامرة خاسرة في حالات الطوارئ بل تدفعنا للتفكير جيداً بالقطاعات والمنتجات والخدمات التي علينا الاستثمار بها فكما أثرت الأزمة على بعض القطاعات إلا أنها أظهرت أهمية قطاعات أخرى حيث زاد الطلب عليها وزادت طاقتها التوظيفية وترسخت أهميتها الاجتماعية والاقتصادية.
ودعا الشباب إلى الاستفادة من البحث الجاري اليوم من قبل المؤسسات والحكومات عن بدائل لكافة الخدمات والقطاعات التي أثبتت أنها بحاجة لتغيير أو تحديث لتكون قادرة على الاستمرار في كافة الظروف.
من جانبه تحدث محمد جمعة المشرخ عن العوامل التي تجعل من الاستثمار الأجنبي المباشر في غاية الأهمية لنمو الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية الشاملة ومنها أنه يمثل رساميل إضافية تضاف للناتج المحلي والوطني وتوظف في توسيع القاعدة الاقتصادية وتعزيز أنشطة القطاعات القائمة ودعم مسيرة النمو إضافة إلى أنه يعزز العلاقات والروابط بين الأمم ويتيح تبادل التجارب والخبرات بين البلدان.
وأكد أهمية دور الاستثمارات الأجنبية المباشرة في نشر التكنولوجيا والتقنيات الحديثة وأساليب العمل الجديدة وفي الربط بين الأسواق وتسهيل التبادل بينها والتأثير في السياسات والتشريعات واستحداث أنظمة عمل عالمية موحدة… منوها بدور مكاتب ووكالات الاستثمار الأجنبي المباشر في صياغة النتائج التنموية المستدامة من الاستثمار وكذلك في بناء العلاقات والشراكات مع المستثمرين الأجانب والتعريف بالقطاعات والمجالات الواعدة وما تقدمه فرص استثمارية إلى جانب التأثير في التوزيع الاستراتيجي لرأس المال المستثمر بحيث يشمل كافة القطاعات ليكون النمو متوازياً.
وشدد المشرخ على ضرورة الحرص على تحقيق البعد الاجتماعي للاستثمار الأجنبي المباشر والمتمثل في مراعاة الاستثمارات الأجنبية لثقافة وتقاليد المجتمع وحاجاته وتطلعاته بحيث تصب هذه الاستثمارات في إطار الارتقاء بجودة حياة السكان… لافتا إلى دور وكالات الاستثمار الأجنبي المباشر في مساعدة الشباب على إنشاء مشاريعهم الخاصة في ظل المتغيرات الاقتصادية الدولية التي أحدثتها الأزمة الصحية.. موضحا أن من أهم أدوار هذه المكاتب الحفاظ على الثقة بمستقبل الأسواق ومساعدة المستثمرين الجدد وبشكل خاص الشباب على بدء أعمالهم ومشاريعهم.