أعلن ” تحدي تكنولوجيا الغذاء ” الذي يسعى إلى البحث عن حلول مبتكرة ومجدية تجاريا حول العالم لمعالجة الاحتياج المتنامي للتحول إلى ممارسات وانظمة إنتاج وإدارة أكثر استدامة للموارد الغذائية في دولة الإمارات اليوم أسماء الفائزين الأربعة في حفل توزيع الجوائز الذي أقيم على مدار يومي 17 و18 نوفمبر الجاري .
و تشارك الفائزون جائزة مالية قدرها مليون دولار أمريكي إضافة إلى تأهلهم للمشاركة في برنامج دعم الابتكار التكنولوجي “كاتاليست” لتسريع الأعمال في أبوظبي.
كان ” تحدي تكنولوجيا الغذاء ” قد تم إطلاقه في سبتمبر 2019 برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” وهو مبادرة مشتركة بين مكتب الأمن الغذائي والمائي في دولة الامارات وشركة “تمكين” المكلفة بتنفيذ مشاريع استراتيجية تندرج ضمن رؤية دولة الإمارات المتعلقة بالتنمية القائمة على المعرفة ومقرها إمارة أبوظبي.. وصمم تحدي تكنولوجيا الغذاء لتعزيز الاكتفاء الذاتي لدولة الإمارات على المستوى الوطني والمجتمعي والأسري.
و قالت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة دولة للأمن الغذائي والمائي: ” يساهم تحدي تكنولوجيا الغذاء في تحقيق أهدافنا طويلة الأمد المتمثلة في تعزيز الأمن الغذائي في دولة الإمارات.. إن هذا النوع من التعاون الدولي يعد من المفاتيح الأساسية لتعزيز نسبة من الاكتفاء وتحسين جهودنا نحو الاستدامة.. وشهدنا خلال هذا التحدي عددا من الأفكار الجديدة والواعدة التي يمكن أن تسهم في تعزيز جهود استجابتنا لتحديات الأمن الغذائي محليا وعالميا. وبينما يستعد الفائزون لدخول المرحلة التالية من مسيرتهم فإننا نتوق لرؤية ما سيقدمون من حلول يمكن تنفيذها عمليا وعلى نطاق واسع في دولة الإمارات”.
من جهتها قالت ريما المقرب رئيس مجلس إدارة شركة “تمكين”: ” يعد البحث عن الحلول المبتكرة من خلال الابتكار و التكنولوجيا القادرة على مواجهة تحديات العالم منهج عملنا في دولة الإمارات التي تتطلع دوما نحو المستقبل من أجل التطوير والتنويع الاقتصادي.. ونحن سعداء بما أسفرت عنه نتائج تحدي تكنولوجيا الغذاء الذي قدم لنا كل تلك الأمثلة الرائعة من المبتكرين.. و كذلك هؤلاء الفائزين الذين يستعدون بدءا من اليوم للمساهمة فعليا في تعزيز الأمن الغذائي و الاستدامة في دولة الإمارات خلال السنوات المقبلة”.
كان ” تحدي تكنولوجيا الغذاء ” قد تلقى أكثر من 400 مقترح من أكثر من 60 دولة من حول العالم.. وتم تقييم كل مشاركة من قبل لجنة خبراء من المحكمين وفق مجموعة من المعايير الأساسية تضمنت استخدام التكنولوجيا والاستدامة والجدوى التجارية.
وتم في ما بعد اختيار اثنى عشر متأهلا للتصفيات النهائية للمشاركة في برنامج إرشادي مكنهم من العمل مع المحكمين الخبراء الذين قدموا إرشاداتهم للمتأهلين أثناء مرحلة استعدادهم لخوض الجولة الثانية من التقييم أمام لجنة خبراء الصناعة في حفل توزيع الجوائز.
وقدم الفائزون حلولا مبتكرة وهي كيو أس مونيتور التي طورت منصة إلكترونية للمتابعة تقدم دعمها للجهود المبذولة للتأكد من أن الطعام المباع في دولة الإمارات يلبي جميع معايير السلامة اللازمة.. و في الوقت الحالي يتم رفض ما يقرب من 12 إلى 17 في المائة من المواد الغذائية الواردة إلى الدولة من 172 دولة كل عام بسبب عدم استيفائها للمعايير اللازمة وتعد بذلك جزءا مما يقدر بنحو 4 مليارات دولار أمريكي من نفايات الطعام كل عام وهو الهدر الذي يمكن لمنصة كيو أس مونيتور أن تساعد في الحد منه.
ومن خلال توفير الإرشادات و المصادر والمعلومات للمصدرين الذين يتطلعون إلى التصدير إلى دولة الإمارات تسهم منصة كيو أس مونيتور أيضا في تشجيع تنويع مصادر استيراد الغذاء وزيادة الواردات من جميع أنحاء العالم.
وضمن الفائزين تأتي ” مزارع البحر الأحمر ” التي طورت نظاما للبيوت الزراعية الزجاجية يستخدم المياه المالحة كمدخل أساسي مما يوفر حلا يمكن أن يقلل من استخدام المياه العذبة في المحاصيل بنسبة تصل إلى 90 في المائة وبالتالي المساعدة في معالجة ندرة المياه في دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى جانب نجاحها في تطوير تقنيات تبريد فريدة يتم التحكم فيها بالمناخ باستخدام مياه البحر .
ونجحت مزارع البحر الأحمر أيضا في زراعة محاصيل تتحمل المياه المالحة بما في ذلك الطماطم والفراولة من خلال مزيج من تقنيات التطعيم والتهجين.
وشملت قائمة الفائزين ” هاس ألجي ” رواد إنتاج الطحالب الدقيقة الصالحة للأغذية وأول من أدخل الطحالب الدقيقة في الأطعمة اليومية بدءا من المعجنات إلى اللبن الزبادي و الآيس كريم والخبز.
وتلتزم هاس ألجي برفع مستوى الوعي حول هذا المصدر الغذائي الجديد وإظهار للعالم كيف يمكن دمجه بسهولة في النظم الغذائية الاستهلاكية اليومية من خلال التعاون مع علماء الأغذية والطهاة المشاهير.. حيث تمتلك الطحالب القدرة على تطوير عملية إنتاج الأغذية ويمكن زراعتها في بيئة خالية من الكربون وتنمو بمعدل أسرع 10 مرات من معظم النباتات ويمكن زراعتها في مياه البحر مما يعود بالفائدة على دول مثل دولة الإمارات.
من جانبها طورت “سيفتي نت للتقنيات ” حلا يعتمد على استقطاب إضاءة LED لمساعدة الصيادين على صيد الأسماك المناسبة وتجنب الصيد العرضي.
و من خلال زيادة القدرة الانتقائية يمكن للصيادين زيادة أرباحهم وإيراداتهم وتقليل أوقات الفرز وتكاليف الوقود والتأكد من امتثالهم لأنظمة الإنزال والحماية من الصيد غير المرغوب فيه.
و يمكن أن يساعد تطبيق هذا الحل في دولة الإمارات على معالجة إهدار الطعام عن طريق الحد من الصيد العرضي ومعالجة مشكلة الصيد الجائر.
و شهد الحفل الافتراضي لتوزيع الجوائز تنظيم مجموعة من ورش العمل التي أشرف على تقديمها خبراء في المجال وبرنامج دعم الابتكار التكنولوجي “كاتاليست” ومكتب أبوظبي للاستثمار.
و أتاح الحفل للحضور فرصة التحاور وطرح الأسئلة والحصول على أجوبة في جلسات أدارتها بيني ماكبرايد رئيسة مجتمع “فارمتيك” يرافقها ديفيد روزنبرغ الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لمزارع “أيروفارمز”.
و أقيمت خلال الحفل جلستان حواريتان تحت عنوان “فرص خلال الأزمة: الأمن الغذائي في عالم ما بعد الجائحة” و”الزراعة في الصحراء: تمكين إنتاج الغذاء في دولة الامارات العربية المتحدة”.
شارك في الجلستين شخصيات كبيرة من بينهم معالي مريم بنت محمد المهيري وماريا هيلينا سيميدو نائبة مدير عام منظمة الأمم المتحدة للأغذية ﻭﺍﻟﺯﺭﺍﻋﺔ والدكتور رامي زريق مدير برنامج الأمن الغذائي بكلية الزراعة و علوم الغذاء في الجامعة الأمريكية ببيروت ودينيل نيرينبرج الشريك والمؤسسة ورئيسة منظمة “فوود تانك” و عبدالعزيز الملا الشريك المؤسس و الرئيس التنفيذي لمزارع “مدار” وعمر الجندي الرئيس التنفيذي لمزارع “باديا” وسلفاتور لافالو رئيس إدارة الاستثمار الأجنبي المباشر في مكتب أبوظبي للاستثمار.