برنامج تواصل مع الطبيعة يطلق تقريراً رائدًا يكشف عن أهم اتجاهات الشباب وأولوياتهم في مجال قيادة التغيير من أجل أن تصبح دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر إستدامة
تحدث شباب دولة الإمارات العربية المتحدة وأكدوا على الدور الذي يلعبونه في قيادة التغيير، كما قدموا تصوراً جديداً عن التعافي الأخضر للأمة، فضلاً عن رسم خارطة طريق لما يمكن أن تبدو عليه الخمسون سنة القادمة. من خلال تعاون مشترك، كشفت جمعية الإمارات للطبيعة بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة وهيئة البيئة – أبوظبي، مع الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى كشريك استراتيجي، عن أحدث تقاريرها بعد ختام سلسلة حلقات إعادة التخيل للشباب ضمن برنامج تواصل مع الطبيعة.
يتناول هذا التقرير، الذي يحمل عنوان ” هل تعد الطبيعة من أولويات شباب دولة الإمارات العربية المتحدة أثناء التعافي من فيروس كوفيد-19؟، كيف يرغب الشباب في إحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتهم لمعالجة القضايا الأكثر إلحاحًا في العالم. سلطت النتائج المنشورة في هذا التقرير الضوء على الدور الذي يلعبه الشباب كقادة للغد في خلق عالم أكثر استدامة وتصميم الخمسين عامًا القادمة.
لقد تم الكشف عن هذا التقرير يوم أمس، في الجلسة العاشرة والختامية من سلسلة حلقات إعادة التخيل للشباب، والتي عقدت بالتعاون مع الهيئة الإتحادية للشباب. حيث تم عرض مقتطفات رئيسية من مساهمات من الشباب، من أجل الشباب، في جلسة حضرها 370 شاب من جميع أنحاء البلاد، مع جلسات تفاعلية خاصة ورسائل من معالي د.عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي وزير التغير المناخي والبيئة، معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة الدولة لشؤون الشباب وسعادة د. هدى الهاشمي، رئيس الإستراتيجية والإبتكار الحكومي، في حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة والتي استضافت هذه الجلسة التي ركزت على فهم النتائج الرئيسية ورسم خارطة طريق استراتيجية نحو تصميم الخمسين سنة القادمة.
على مدار الأشهر الخمسة الماضية، كان فريق حلقات إعادة التخيل للشباب يجتمع كل أسبوعين تقريبًا، حيث أتيحت الفرصة لـ 1600 شاب للتفاعل مع الخبراء وصانعي القرار الرئيسيين من مجلس الوزراء في دولة الإمارات، والشركات والأوساط الأكاديمية حول الموضوعات الهامة التي ستشكل في النهاية مستقبل دولتنا وكوكبنا.
يقدم التقرير مقترحاً للشباب بالتركيز على أربعة مجالات عمل رئيسية تعمل على توسيع نطاق التأثير الفردي وتسريعه لصالح كل من الناس والكوكب. وتشمل هذه المجالات:
- الحفاظ على الطبيعة والحياة البرية.
- تفعيل دور التعافي الأخضر وعدم استخدام البلاستيك في الطبيعة.
- زيادة فاعلية العمل المناخي.
- ضمان الأمن الغذائي والمائي
وتعليقًا على كيفية دفع التغيير معًا، قال معالي الدكتور عبد الله بن محمد بلحيف النعيمي وزير التغير المناخي والبيئة ” إن تمكين الشباب وتعزيز قدراتهم الابتكارية والابداعية وإشراكهم في رسم الخطط والاستراتيجيات المستقبلية يحظى باهتمام وأولوية في توجهات دولة الإمارات ودعم لا محدود من قيادتها الرشيدة.”
وأضاف: ” ومواكبة لهذه الأولوية تحرص وزارة التغير المناخي والبيئة على المشاركة في كافة الفعاليات التي من دورها تعزيز قدرات الشباب، كما تعمل على إطلاق المبادرات والبرامج التي تستهدف رفع وعيهم بالعمل من أجل البيئة والمناخ وتحقيق الاستدامة، وتحفز قدراتهم على الابتكار والتفكير الإبداعي لدعم مسيرة النمو التي حققتها دولة الإمارات .”
أشار معالي الدكتور بلحيف النعيمي إلى أن الجلسات النقاشية التي تتيح المجال للشباب للتفاعل مع المسؤولين وصناع القرار وممثلي القطاعات المختلفة ، تمثل حلقة هامة في التعرف على الآراء والأفكار والمقترحات المستقبلية للفئة الأهم في مكونات المجتمع، ما يعزز بدوره التوجه الحالي لتصميم الخمسين عاماً المقبلة، وضمان إيجاد مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة.
وشاركت معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة الدولة لشؤون الشباب، ببيان ملهم حول الدور الحاسم الذي يمكن أن يلعبه الشباب وقالت معاليها: ” الطبيعة هي شريان الحياة لعالمنا ، ونحن بحاجة إلى إعادة ضبط للأنظمة والمعايير التي تتعلق بها والتي وضعناها لأنفسنا في العقود الماضية . بالتأكيد سيستغرق هذا وقتًا، لكنه سيصبح ممكناً مع مزيج من الإرادة الفعالة والتعاون الإقليمي والعالمي ” وأضافت معاليها في ختام الحديث رساله تحث فيها الشباب على رسم رحلة ينتج عنها عالم أكثر استدامة حيث قالت ” الأرض تحتاج إلى عناية ورعاية منا جميعًا، والشباب لديهم الأدوات والقدرة على أن يصنعوا التغيير الذي نريد جميعًا رؤيته.
من جهتها، أكدت هدى الهاشمي رئيس الاستراتيجية والابتكار الحكومي لحكومة دولة الإمارات، أن إعداد وتأهيل الشباب والثقة بقدراتهم وطاقاتهم وتحفيزهم على تبني رؤى بعيدة المدى وتحويلها إلى خطط استراتيجية قابلة للتطبيق، تمثل محاور أساسية في منهجية الحكومة وسياساتها الهادفة لتحديد مسار دولة الإمارات للخمسين عاماً المقبلة.
وقالت الهاشمي إن إشراك الشباب والمؤسسات المجتمعية الرائدة مثل جمعية الإمارات للطبيعة في تصميم المستقبل وتطوير الاستراتيجيات في مختلف القطاعات الحيوية يمثل أولوية وطنية نعمل لتحقيقها من خلال وضع المقاربات المستقبلية التي تسهم في بناء وتطوير آليات عمل متقدمة تعتمد أسساً أكثر مرونة وأكثر استعداداً لمختلف التحديات، بما يسهم في تعزيز جهود الحكومة الهادفة لتحويل الأفكار المبتكرة إلى واقع ملموس ينعكس إيجاباً على حياة أفراد المجتمع.
وأشارت إلى أهمية دور المشاركين في جلسات “إعادة التخيل للشباب” في إعداد وتطوير الاستراتيجيات والسياسات الوطنية وتنفيذها بما يضمن تحقيق التنمية الشاملة، داعية الشباب إلى مشاركة أفكارهم وتطلعاتهم وتصوراتهم للخمسين عاماً المقبلة ضمن التقرير الذي يشكّل إضافة نوعيّة للعمل الحكومي.
وتعليقًا على أهمية النتائج، قالت ليلى مصطفى عبد اللطيف، المدير العام لجمعية الإمارات للطبيعة بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة: ” إن أصوات الشباب الإماراتي بالغة الأهمية لضمان أن تكون البيئة على رأس جدول أعمال الدولة، فبينما بدأنا في تصميم استرتيجية عمل الخمسين عامًا القادمة، أخبرنا شباب دولة الإمارات، بصوت عالٍ وواضح، أن الطبيعة تهمهم. نحن نعلم أن الأشهر والسنوات القليلة القادمة حاسمة لوضع الكوكب على طريق التعافي الأخضر. لذا فنحن نحث الحكومات، الشركات، المؤسسات المالية، المجتمع المدني والأفراد على العمل معًا والإلتزام ببناء مستقبل آمن ومرن لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يزدهر الناس والطبيعة معاً”.
إن هذا هو الوقت الأكثر إثارة وحسم من أي وقت مضى لبناء مستقبل يعيش فيه الناس والطبيعة في وئام ويزدهرون معًا. مع ما يقرب من نصف سكان دولة الإمارات العربية المتحدة دون سن الثلاثين، فإن شباب اليوم سيشكلون عالم الغد. فقد تحدث الشباب في جميع أنحاء الدولة بصوت عالٍ وواضح عن رغبتهم في التعافي الأخضر والقيام بما يلزم لتحقيق هذه الرؤية. لمزيد من التفاصيل حول هذا التقرير- كيف يمكن للقطاعين العام والخاص المشاركة والعمل عن كثب مع الشباب لتحقيق هذه الرؤية ولقطع وعد شخصي وجماعي “معًا من أجل التغيير”، قم بزيارة الموقع الإلكتروني: https://www.emiratesnaturewwf.ae/en/together-for-change