جلسة نقاش المجلس التنفيذي لإمارة دبي، التي عُقدت يوم الأربعاء في ختام ثالث أسابيع الموضوعات التي ينظمها إكسبو 2020 دبي لفترة ما قبل انطلاق الحدث الدولي، ناقشت أيضا السُبل التي تمكننا من إحداث تحول مؤثر في مدننا لتكون أكثر مرونة ونشاطا وقدرة على التكيُّف من أجل الأجيال المقبلة.
شهدت الجلسة كلمة افتتاحية لسعادة المهندس داود الهاجري مدير عام بلدية دبي، وضمت أيضا مهرة الشامسي، مدير قطاع التصميم الحضري في بلدية دبي، والسيد مكسوليسي كاوندا، عمدة مدينة ديربان الجنوب أفريقية، وديانا ألاركون غونزاليس، كبيرة المستشارين ومديرة الشؤون الدولية لمكسيكو سيتي.
نظّم إكسبو 2020 دبي أسبوعَ التنمية الحضرية والريفية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة) وشركة سيمنس، شريك البنية التحتية وخدمات التشغيل الذكية من فئة شريك أول رسمي. ورَكّز الأسبوع على مناقشة كيفية عيش سكان العالم في توازن مع كوكبنا.
مقتطفات من جلسة نقاش المجلس التنفيذي لإمارة دبي
قال سعادة المهندس داوود الهاجري، المدير العام لبلدية دبي: ” إذا أردنا تطوير مدننا وجودة حياتنا أكثر وأكثر، وأن نكون قادرين على تحقيق نتائج تنفع الجميع، يجب أن تكون متطلبات واحتياجات الناس الحالية والمستقبلية أولوية خلال عملية التصميم الحضري. نعمل حاليا على تطوير الخطة الحضرية الجديدة 2040، التي تركز بشكل أساسي على زيادة أنشطة اللياقة وعلى صحة المجتمع عبر التدخل في الفضاء العام، ويشمل هذا إتاحة المساحات المناسبة لممارسة المشي، وركوب الدراجات، وممارسة الرياضة، وتطوير تصاميم شاملة اجتماعيا ويمكن للجميع الوصول إليها. نطوّر مدينة نابضة بالحياة، مع مجتمعات قابلة للعيش فيها، عبر تحسين تجارب السكان عن طريق المساحات العامة المفتوحة في كل بقعة من المدينة. رؤيتنا هي أن نصبح أفضل مدينة للحياة.”
وقالت المهندسة سناء العليلي، مدير تنمية التخطيط والدراسات الحضرية، بلدية دبي: “نعمل حاليا، على المستوى الاستراتيجي، على خطة دبي الحضرية 2040، وهي خطة بعيدة المدى لتحقيق رؤية محورها جعل دبي أفضل مدينة للحياة. سنجعل سعادة الناس ورفاهيتهم في قلب أي مبادرة للتخطيط. ووضعنا خمسة قواعد في إطار عمل خطة تركز على المدينة؛ وهي المشاركة، والاختيارات، وتيسير الوصول، والتنقل، والجودة، وهي عوامل سيجري نظمها عبر استراتيجيات وبرامج ومؤشرات أداء لمراقبة التنفيذ.”
وعن أهمية وجود خطة شاملة لأي مدينة لصنع بيئات ملائمة للمشاة، قال السيد مكسوليسي كاوندا، عمدة دربان بجنوب أفريقيا: “من المهم نشر ثقافة وسائل النقل غير الآلية وهي وسائل تقلل تكاليف السفر للسكان في مدننا ممن يعانون ضغوطا مالية بالفعل. تساعد هذه الثقافة في الترويج لمفاهيم الصحة واللياقة. والأكثر أهمية أنها تقلل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في المناطق الحضرية. نجحت دربان بالفعل في إقامة سلسلة من مسارات الدراجات الهوائية داخل المدينة وحولها. نعمل حاليا على توسيع شبكتنا لتلائم راكبي الدراجات من المحترفين والهواة.. وفي إطار خطتنا الخمسية، حددنا نحو 88 ممرا، بينها 31 لها الأولوية لتكون كثيفة الاستخدام لتخدم قطاعا كبيرا من المستخدمين الحاليين والمحتملين للمواصلات غير الآلية في عموم المدينة.”
وقالت ديانا ألاركون جونزاليس، كبير المستشارين ومدير الشؤون الدولية، مكسيكو سيتي، في تناولها لمنهج ‘التركيز على الإنسان’ في الحوكمة: “لدينا هيكل للحوكمة تجري فيه مشاركة الإنسان وعمليات الاستشارة بشكل منتظم.. فعلى سبيل المثال، بدأنا للتو عملية استشارة واسعة النطاق للغاية من أجل تطوير المدينة على المدى البعيد – وهي رؤية 2020-2040. وفي مثال آخر على نوعية الأشياء التي تجري فيها الاستشارة فإنها تتضمن تصاريح التخطيط لإنشاء الهياكل التي يزيد حجمها عن 3000 متر مربع. ستركز عملية الاستشارة على أثر هذا الأمر على المجتمع المحلي الذي ينبغي أن تكون له كلمة في مشروع بهذه الضخامة. وبالإضافة إلى ذلك، ومن الضروري أيضا أن نقوم بعملية استشارة مماثلة كلما حدثت تغييرات فيما نطلق عليه أرض محمية، وهي مناطق يعيش فيها أهل المنطقة الأصليون.”
وفي نقاش عن أثر استضافة إكسبو الدولي في ميلانو، قال د. دافيد بونزيني، الأستاذ المساعد بقسم الهندسة المعمارية والدراسات الحضرية، في جامعة البوليتكنيك في ميلانو: “كان إكسبو 2015 نقطة تحول لميلانو.. أقيم الاحتفال نفسه على منصة ضخمة في منطقة على أطراف المدينة، ولا يزال يجري تطويرها بالتوازي مع المنطقة المحيطة بها. جرت كذلك مجموعة أخرى من الفعاليات الأصغر جحما داخل ميلانو تحت شعار “إكسبو في المدينة”. كانت مجموعة قوية للغاية من الفعاليات بلغ عددها 45 ألف فعالية طيلة عام الاحتفال بإكسبو 2015. واستُخدِم أكثر من ألف موقع في عموم المدينة وتغير وجهها من أجل استضافة هذه الفعاليات. لقد تركت هذه الفعاليات أثر دائما في ما يتعلق بتغيير المساحات العامة، وكذلك بمبانٍ بعينها استُخدمت لاستضافة الفعاليات. ميلانو الآن تدخل مرحلة التخطيط للألعاب الأولمبية الشتوية 2026، وأتمنى أن تطبق استراتيجية مماثلة لتوزيع الفعاليات في مختلف أنحاء المدينة.”
وقال ديفيا براكاش فياس، نائب المدير الإقليمي لمنطقة جنوب وغرب آسيا، مجموعة المدن الأربعين القيادية في مجال حماية المناخ: “نحن بحاجة إلى منهج يضفي الطابع الإنساني على البنية التحتية، لأن غالبية مدننا بها بنية تحتية كبيرة لا تلائم احتياجات الناس.. على سبيل المثال، لدينا قيود في خطط استخدام الأراضي وخطط للبنية التحتية، وهذه الخطط بحاجة لتدخلات مركّزة وعلى نطاق محدود من قبيل خطط المناطق المحلية، والتركيز على تصميم حضري يضمن تكامل المساحات العامة مع البيئة المحيطة، وليس إنشاء نماذج فردية ممتازة. هذا منهج يتاح للجميع فيه الوصول إلى المساحات العامة، بغض النظر عن نوع التطوير.”