تحويل الضجيج إلى هدوء
مترجم بتصرف: مقال لـ ماركوس سميث
أصبح العالم أكثر ضجيجاً يوماً بعد الآخر، مع وسائل إلهاء وتشتيت للانتباه تبرز من كل الاتجاهات. وبينما يقول البعض أن قليلاً من الضجيج مفيد، فإن معه يبرز الكثير من وسائل الإلهاء التي تمنعك من أداء أفضل عملك. فكر معي متى كانت آخر مرة جلست فيها لقراءة كتاب من دون أن تتصفح الإنستغرام، أو شاركت بنقاش معمق مع صديق لك من دون أن يقطعه رنين هاتف.
وقد ذكر آخر فيلم وثائقي لنتفليكس تحت عنوان “The Social Dilemma” أن وسائل التواصل الاجتماعي تشكل أكبر خطر وجودي على البشرية، كاشفاً عن الطرق التي نجحت فيها عملاقة شركات التكنولوجيا في التلاعب بالسيكولوجية البشرية لإحداث تغيير في سلوكياتنا. وإذا فكرت ان هذا الأمر يبدو مروعاً، فإنك محق في تفكيرك.
هذا الضجيج الرقمي لا يلهينا فقط عن الاستفادة من أكبر قدراتنا، بل إنه يسمم حياتنا، ويملأ عقولنا بمعلومات وأفكار تجعلنا نشك بأنفسنا، ونشعر بعدم الاكتفاء أو حتى يدفعنا للتخلي عن أحلامنا قبل أن نبدأها.
وإذا أردنا أن نغير هذا، نحتاج إلى أدوات بسيطة لكتم هذا الضجيج، وتحريرنا من وسائل الإلهاء. أدناه ست نصائح يمكن دمجها بسهولة في حياتنا اليومية، وتضمن بقاءك على طريق النجاح وتحقيق أحلامك في 2020 وما بعده.
- كتم الضوضاء/ الضجيج: جميعنا نمتلك هاتفاً جوالاً وكومبيوتراً محمولاً أو تابلت، إلا انه يمكننا أن نضع الإشعارات على وضعية الصامت عندما نعمل. هل أنت بحاجة إلى تشتيت أفكارك عندما يرد أي شخص على أي منشور لك على لينكدإن، أو يعجب بصورك على فايسبوك أو إنستغرام؟ لسنا نحنا المسؤولين بالكامل عن ذلك، حيث أظهرت الدراسات أنه مع كل نقرة إعجاب أو متابعة، تفرز الدماغ الناقل العصبي دوبامين، ليبرمج الدماغ نفسه على الاشتياق لوسائل التواصل الاجتماعي. اسأل نفسك ما القيمة التي تجلبها وسائل التواصل الاجتماعي لك. الإشعارات لا تجعلك إنساناً أفضل، لذا أطفئها. طبق نفس الشيء عندما تقرأ كتاباً أو تتواصل مع أصدقائك أو تزور أماكن خارجية.
- خطط لوقتك: الكثير من الشخاص يمارسون أعمالهم عبر الواتس أب، مما يجعلهم غير قادرين على أداء عمل جيد وهم يتفقدون هاتفهم كل لحظة. وعوضاً عن ذلك، حدد أوقاتاً محددة كل يوم لقراءة الرسائل والتزم بها. في السنوات الماضية، كنت أعمل في شركة تتيح خدمة الربط بالإنترنت ساعة صباحاً وساعة مساءً، مما يعني اننا نتفقد بريدنا الإلكتروني صباحاً، نعمل عليهم ظهراً، ونرد مساءً. ورغم انني أعلم أن ذلك غير منطقي ويؤثر على بيئة العمل الحالية، فإن فكرة تخطيط وقتك لإرسال رسائل البريد الإلكتروني والواتس أب سيساعدك على التركيز على كل مجالات حياتك وعملك.
- طوّر فهماً معمقاً من خلال تأملات يومية: بينما يظن بعض الأشخاص أن التأملات اليومية هي منهجية قد عفا عليها الزمن، إلا انها كانت ممارسة شائعة خلال السنوات الماضية. تأمل يومي قصير يمكن ان يكون عادة صحية تجعلك تفكر باستمرار بطريقة أدائك وفعلك لأشياء محددة، وتحليل مدى فعاليتك في أدائك هذه الأفعال والأهم تقييم الطريق الذي تضعك فيه أفعالك وخطواتك. من المهم ان تخصص هذا الوقت لنفسك ولتفهم بشكل أفضل خطواتك وسلوكياتك ونتائجهما.
- تفقد أحلامك بشكل دائم: عندما تلهيك الحياة عن متابعة أحلامك، فإن ذلك يضر بالتطوير الذاتي. حافظ على درب تحقيق أحلامك عبر كتابتها بوضوح مع جداول زمنية والإلتزام بهذه الجداول. ينبغي للتأملات اليومية أن تحدد لك ما إذا كانت خطواتك تقربك أكثر أو تبعدك عن تحقيق أحلامك. وإذا تبين لك أنك تبتعد عن تحقيق أحلامك، فإنه من الأفضل لك الاستثمار في وقتك أكثر للحصول على دعم او توجيه لإعادة وضعك على الطريق الصحيح.
- قم بتنظيف شامل: مثلما تقوم عادة كل 6 أشهر بتنظيف خزانتك من الملابس التي لم تعد بحاجة إليها، قم بنفس الشيء مع الأشياء التي تلهيك. ففي عصر التكنولوجيا والتطبيقات الحديثة، الطريقة الفعالية للقيام بحملة تنظيف شاملة تشمل إعادة تنظيم وترتيب هاتفك، ومسح الأرقام التي لم تعد تستخدمها والتطبيقات التي لم تعد تحتاجها. نفس الشيء يمكن تطبيقه على دائرتك الاجتماعية سواء الأصدقاء أو العائلة. لا تترد في التخلي عن الأشخاص المؤذين في حياتك الذين لا يجعلون منك إنساناً أفضل. تنظيف شامل على كافة مستويات حياتك مفيد ويجب أن يحدث بشكل دوري.
- احصل على إجازات بعيداً عن التقنية: بينما أصبحت حياتنا أكثر تعلقاً بالتقنية والتكنولوجيا، لم تعد صحتنا الذهنية والجسدية قادرة على مواكبة هذا النمط من الحياة. التخلي عن استخدام التكنولوجيا يبدو أمراً غير واقعي، ولكن أخذ إجازات منها قد يحدث العجائب في صحتك. ابدأ تدريجياً إذا كان ذلك يشعرك بالتوتر، اترك هاتفك بالدرج لساعة واحدة وتدرج في إضافة الوقت. قد تشعر بالضياع للوهلة الأولى، ولكنك قد تتعجب من قدرتك على استخدام هذا الوقت من أجل فعل أمر ممتع أو إيجابي. وبدلاً من ان تدون كل لحظة على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكنك ان تتمتع بكل لحظة من دون ضغوطات البقاء على اتصال بوسائل التواصل الاجتماعي.
ورغم أن بروز وسائل التواصل الاجتماعي قد وصل العالم ببعضه، إلا ان المثير فيه أن هذه الوسائل تلهي الأشخاص ولا تساعدك على تحقيق أهدافك. ومن خلال اتباع هذه التوصيات البسيطة، يمكنك تقليل هذا الضجيج او الاستغناء عن تأثيراته، والفخر بأنك تعمل على خلق نموذج أفضل من الإنسان داخلك.
سيرة المؤلف
ماركوس سميث هو رائد أعمال ومتحدث تحفيزي ورياضي عالمي.