الشارقة – خاص
خلال جلسة افتراضية ضمن فعاليات “معرض الشارقة الدولي للكتاب” 2020
كشف كيف أثّرت موسيقى الراب وقراءة الكتب عليه وغيرت حياته جذرياً
أكد الفنان العالمي والمتحدث الملهم ريتشارد وليامز، المعروف باسم (برنس إيا) أن مهمته في الحياة تتجسد في مساعدة الناس على اكتشاف حقيقة أنفسهم ومواهبهم الكامنة وراء تصوراتهم الاعتيادية المحدودة خارج إطار المفاهيم والأفكار التقليدية التي تقيدهم وتحد من إمكانياتهم، وأشار إلى أنه وعلى الرغم من متابعة أكثر من 30 مليون شخص له على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، بالإضافة إلى العمل مع كبار المشاهير مثل أوبرا وينفري، وريتشارد برانسن، ما يزال يواصل التعلم من مدرسة الحياة.
جاء ذلك خلال جلسة افتراضية عقدت (عن بعد) عبر منصة (الشارقة تقرأ) ضمن فعاليات الدورة الـ39 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وأدارها رائد الأعمال سبنسر لودج.
وأكد مغني الراب والناشط في مجال الحقوق المدنية، ولعه وشغفه الكبيرين بمواصلة التعلم والقراءة مخاطباً جمهوره بالقول: “أنا قارئ نهم وهذا هو سبب تواجدي معكم والتحدث إليكم الآن، فالكتب أوصلتني إلى المكانة التي أنا عليها اليوم، وهي أكبر استثمار نجحت بالاستفادة منه أكثر من أي أصول مادية”.
وكشف أن كتبه الثلاثة المفضلة هي كتاب “داو دي جنغ” للفيلسوف الصيني لاوتسو، و”كيف تتجنب الموت” للطبيب الأمريكي مايكل جريجر، و”استيقظ وازأر” للحكيم الهندي هاريوانش لال بونجا المعروف باسم باباجي.
ولفت وليامز إلى أنه وقع في حب الكلمات عندما بدأ يستمع لموسيقى الراب، وقال: “لم أكترث بالتعليم والقراءة في صغري، وعندما كنت في المدرسة الثانوية، طلب مني أحد أصدقائي، واسمه كوري، أن استمع إلى أغنية راب، وما حدث أن تلك الأغنية أنقذت حياتي، لأن المغني تناول الكثير من المواضيع في تلك الأغنية، ابتداءً بالعلوم، والأديان، وانتهاءً بالجغرافية السياسية، ما جعلني أعشقها وأتعلق بها، فموسيقى الراب غيرت حياتي كلياً، وهي صوت من لا صوت له، ويمكن لأي إنسان استخدامها للتحدث عن القضايا الاجتماعية والأفكار والرؤى وأي موضوع آخر”.
وبين أن الأغاني التي استمع إليها تناولت الفيلسوف الألماني كارل ماركس، والفيلسوف الاسكتلندي ديفيد هيوم، ما جعله يقرأ أعمالهما، وأكد أن كلمات الأغاني والأشعار المغناة في موسيقى الراب جعلته إنساناً أفضل، وشكلت ملامح مسيرته المهنية.
وأضاف: “مسيرتي المهنية مبنية على طريقة موسيقى الراب، أي على انتقاء أفكار مثيرة ومفيدة، ثم تقديمها بطريقة تجمع بين الترفيه والتثقيف من خلال الموسيقى بهدف إيصالها للجمهور”، كاشفاً أنه بصدد تأليف أول كتبه، الذي يتناول التحكم بالحياة وتسخير كافة ما تعلمه لإعطاء الناس معادلة تساعدهم على أن اكتشاف أفضل ما فيهم.
ووجه برنس إيا رسالتين للشباب، قال في الأولى: “أنتم موجودون في المكان الذي من المفترض أن تكونوا موجودين فيه تماماً، فلا يوجد في الكون مصادفات، ويقولون إن الإنسان خلال الحياة سيواجه مجموعة من الخيارات المرسومة والمستترة خلف قناع الفرص والتحديات، ولهذا ينبغي علينا أن ننظر إليها من زاوية مختلفة، وأن نغير تفكيرنا السلبي المحدود من عقلية (ما يحدث معنا) إلى فلسفة (ما يحدث من أجلنا)، فهناك فرصة للتقدم في كل شيء، لا يوجد أخطاء نرتكبها في الحياة، بل يوجد تجارب”.
واختتم وليامز الجلسة بقوله: “الرسالة الثانية هي رسالة معرض الشارقة الدولي للكتاب، عليكم بالقراءة، لأنها ستغير تفكيركم وحياتكم للأفضل، فعندما سُئل بيل غيتس في إحدى المرات عن القوة الخارقة التي يرغب أن تُمنح له أو أن يمتلكها، أكد أنه يتمنى لو يستطيع أن يقرأ بشكل أسرع، ولهذا أنصحكم بقراءة أكبر قدر ممكن حول أي شيءٍ تحبونه، لأن القراءة ستمهد لكم الطريق الذي تحتاجونه للوصول إلى أهدافكم”.
وكان برنس إيا واصل دراسته ليحصل على بكالوريوس في علم طبائع البشر “الأنثروبولوجيا”، ما ساعده على توسيع آفاقه ورؤيته من خلال القراءة.