مترجم بتصرف: مقال لـ هايثر نظام
بينما تواجه دولة الإمارات تأثيرات فيروس كورونا المستجد بطريقة فعالة، بدأ القطاعين العام والخاص بالدولة العمل بكامل طاقتهما مع الإلتزام بمجموعة من إرشادات السلامة والأمان في مكان العمل لضمان سلامة الموظفين. ولكن، ومع بدء المؤسسات بإعادة موظفيها تدريجياً إلى المكاتب بعد فترة من الحضور المقنن، حان الوقت لأن تكون الشركات أكثر يقظةً وانتباهاً فيما يتعلق بسلامة موظفيها وبيئة عملها.
وبعد شهرين من انخفاض عدد حالات الكورونا في دولة الإمارات، عادت وبشكل غير متوقع حالات الإصابة للارتفاع مع نهاية شهر أغسطس. ومع عدم وجود حلول ملموسة على المدى القريب لهذه الجائحة، تبرز أهمية برامج ضمان أمان وسلامة بيئة العمل مع العودة إلى الوضع الطبيعي والحرص على مكافحة الوباء وتفادي ظهور بُؤر تفشي جديدة.
تعتبر برامج السلامة في بيئة العمل فعالة جداً عندما تكون شاملة وواضحة ووفق معايير مختلفة، تسمح للشركات باتخاذ قرارات مدروسة حول إيقاف أو استمرار عملياتها المستقبلية. وينبغي على الشركات التفكير بالاستثمار في الأدوات الرقمية السليمة التي تسمح لها بمراقبة العمليات في مكان العمل يوماً بيوم مثل الإجراءات التالية:
- تنظيف وتعقيم مكان العمل: يمكن لنظام تتبع النظافة أن يسمح لفرق النظافة بمراقبة عمليات التعقيم اليومية لمكان العمل قبل قدوم الموظفين وبعد انصرافهم خلال اليوم. ويضمن هذا البرنامج تعقيم كافة أسطح ومكاتب ومناطق العمل والأجهزة والأماكن المشتركة التي يلمسها ويتواجد فيها الموظفون مثل المطابخ وأزرار المصاعد ومقابض الأبواب والطابعات. ويمكن للنظام أن يساهم في عملية جرد المنتجات والأدوات مثل جل التعقيم والقفازات التي تستخدم لمرة واحدة والأقنعة ومحاليل التعقيم وغيرها من المعدات الوقائية.
- دخول آمن لبيئة العمل: هناك عدد من الجوانب المختصة بدخول الموظفين لمكان العمل التي يمكن إدارتها بفعالية عن طريق التتبع الرقمي. فعلى سبيل المثال، يمكن للشركات تعميم ونشر وتجميع بيانات واستبيانات تقيم ذاتي وتقصي المخالطين وطرق انتقال ومواصلات الموظفين قبل منحهم تصريحاً بدخول مكان العمل. ويمكن تحميل بيانات هذه الاستبيانات على لوحة تحكم خاصة تظهر النتائج الصحية لأغراض الامتثال. وعندما يسجل موظف إجازة مرضية، يتم أوتوماتيكياً إرسال نموذج له لملئه كإجراء احترازي. وفي حال ازدياد عدد حالات الإصابة، يمكن استخدام هذه المعلومات لتقصي وتحديد الموظفين الذين يعيشون قريباً من بُؤر الانتشار الجديدة للفيروس أو يتنقلون عبر المواصلات العامة. وتسمح هذه التقنية للمؤسسات بتوفير الوقت ومنع الدخول لمكان العمل لمنع انتشار الفيروس.
- مراقبة استخدام الأماكن المشتركة: طريقة أخرى يمكن أن تكون ذات فائدة للملفات الإلكترونية والتتبع تكمن في الإشراف على إدارة استخدام المناطق المشتركة مثل المطابخ وغرف المؤتمرات وقاعات تناول الطعام. فمثلاً يمكن أن يكون الدخول لغرف المؤتمرات عن طريق البطاقات الشخصية وأرشفة سجل الدخول. وعند استخدام غرفة المؤتمرات، يتم برمجة النظام لإعلام الفريق الإداري بضرورة إغلاق الغرفة حتى يتم تعقيمها ومن ثم إتاحتها مجدداً للاستخدام.
- التواصل السريع: يمكن لمنصة تواصل متكاملة مزودة بمزايا تشمل لوحة رسائل مشتركة تحوي تحديثات حول السلامة أن تضمن إيصال الرسائل المطلوبة للموظفين. ويمكن تصميم البرنامج حسب احتياجات المؤسسة، وبإمكان المنصة رصد كل نشاطات التنظيف والتعقيم في مكان العمل، وحالة الموظفين الصحية وتوفير معلومات محدثة من لوحة تحكم واحدة. ومع امتلاك قادة الأعمال للأدوات الملائمة، فإنهم سيجدون سهولة في تقييم التطورات الأسبوعية ومراجعة العمليات وتشديد الإجراءات أو تخفيفها.
هي أوقات مربكة مع عدم وجود أي مؤشرات حاسمة حول انتهاء الفيروس. ويمكن أن تكون الأوضاع صعبة وغير مستقرة للموظفين العائدين إلى مكاتبهم بعد أسابيع من العزلة. وعلى الجانب الآخر، سيلمس الموظفون أن صاحب العمل ملتزم بضمان سلامة بيئة العمل، ويتخذ كل الإجراءات الوقائية، ويطبق نظاماً حازماً لرصد العمليات وخفض المخاوف وزرع الثقة وتعزيز نفسية الموظفين.
السيرة الذاتية للمؤلف
هايثر نظام، رئيس منطقة الشرق الأوسط في “Zoho Corp”