هل تعاني مع أطفالك بسبب عادات تناول الطعام الصعبة لديهم؟ وبينما يعود الأطفال إلى مدارسهم، نسلط الضوء على شركة ناشئة جديرة بالحديث عنها ومتابعتها. فقد انطلقت شركة ” سيترون Citron” في العام 2017 لتوفير وجبات ممتعة للأطفال من خلال مجموعة من المنتجات مثل علب الطعام وزجاجات المياه وأوعية الطعام المصممة بطريقة غريبة الأطوار وبأنماط ملونة. هذه الشركة الناشئة التي يقع مقرها في دبي أسستها الأم سارة شماع، التي كان ابنها معروفاً بطباعها المتقلبة والصعبة في تناول الطعام، مما دفعها لإيجاد هذه الفرصة المميزة. تقول سارة:” عندما بلغ ابني علي 16 شهراً، أرسلته إلى الحضانة وعند موعد خروجه، أخبرتني معلمته أن الطعام تسرب من علبة طعامه واختلط أكله، ولذلك فإنه رفض تناول أي شيء.” وقد دفع هذا الأمر شماع إلى البدء بالبحث إلكترونياً على علبة طعام ملائمة ضد التسرب واندلاق الطعام، ويحتوي على أقسام وبأشكال ملائمة للاختيارات، مما دفعها للبحث أكثر وإجراء التجارب وانتهى الأمر بإطلاق “سيترون”.
وبدأ الأمر كمشروع جانبي ترفيهي، حيث تم تصنيع 3,000 وحدة في الطلب الأول، وتمنت سارة أن تنجح ببيع كامل الكمية في غضون أشهر، ولكن الكمية بيعت بالكامل في غضون أسبوع، مما جعلها تشتري 8,000 وحدة جديدة نجحت ببيعها في غضون ثلاثة أشهر. هذا الأمر أكد نظرة سارة بأنها ليست الشخص الوحيد الذي يبحث عن حلول لهذه المشكلة. وأطلقت شركتها بمنتج واحد وهو علبة الطعام البسيطة. ومع نمو الشركة، قامت مع فريق عملها بالاستمرار في تشكيل مجموعة جديدة من النماذج والمنتجات، واستحدثت علب الطعام الخفيف وأوعية الطعام وزجاجات المياه، حيث باتت تمتلك اليوم 55 منتجاً ومجموعةً تلبي متطلبات المراهقين أطلقتها مؤخراً هذا الشهر. تضيف سارة قائلة:” إنني شغوفة بابتكار منتجات جديدة توفر حلولاً ملموسة للأطفال والأمهات.”
وتتوفر هذه المنتجات في أكثر من 100 متجر في دولة الإمارات والكويت والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وفي سلسلة متاجر معروفة مثل “سبينيس” و”وايتروس” و”هولمارك” و”توي ستور” و”بوردرز” وهوم سميث” و “هاوس أوف فرايزر” و”بامبل بي” و”مجرودي” و”بايبي شوب”. كما تتوفر هذه المنتجات على عدد من مواقع التجارة الإلكترونية ومنها أمازون ونون ومامزورلد وسبري وبايبي شوب وفيرست كراي وسيكسث ستريت. كما وقعت “سيترون” مؤخراً اتفاقية توزيع جديدة في المملكة العربية السعودية هذا الشهر، سيمكنها من بيع منتجاتها في 200 متجر في السعودية. وبالإضافة إلى دول مجلس التعاون الخليجي، تستعد العلامة التجارية لإطلاق عملياتها في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بحلول نهاية العام، بينما تجرى حالياً مفاوضات نهائية مع شركاء في جنوب شرق آسيا.
تقول شماع إن الشركة لم تدخل مرحلة الربحية بعد، ولكنها وفريق عملها استثمروا كثيراً في الأبحاث والتطوير وبناء العلامة التجارية. ويتوقعوا البدء بجمع الأرباح بعد نجاحهم في توسعة أعمالهم خارج دول مجلس التعاون الخليجي، وبعد توسيع محفظة منتجاتهم لتشمل منتجات تستخدم على مدار العام بدل حصرها بمنتجات وإنفاق العودة إلى المدارس.
ومع بداية انتشار فيروس كوفيد-19، تضيف شماع ان الطلب على علب الطعام وزجاجات المياه كان محدوداً، وهي ممتنة لعودة الطلب مع إعادة افتتاح المدارس. وحسب شماع، فإن منتجاتها أصبحت تُعتمد وينصح بها من قبل المدارس لأولياء الأمور، نظراً لأن علب الطعام سهلة الفتح ولا تتطلب تدخلاً أو مساعدة من ناضج مما يجعلها آمنة للطلاب والأساتذة. تنصح شماع نظراءها من رواد الأعمال الذين يمارسون نشاطاتهم وسط أزمة كورونا بالحفاظ على السيولة النقدية، والاهتمام بفريق العمل، والانفتاح على طلب المساعدة ضمن شبكة أعمالك، والاستفادة من الوقت بطريقة مثالية.
سارة شماع، مؤسس سيترون
ما هي الاعتبارات الأساسية التي يجب على رواد الأعمال أخذها بالاعتبار عند تأسيس أعمال في الشرق الأوسط ولماذا؟
“سوق الشرق الأوسط سوق كبيرة ولكنها مقسمة حيث إن كل دولة لها ثقافتها وعاداتها وديناميكيتها الخاصة. التوسع في الشرق الأوسط ليس سهلاً حيث ينبغي عليك المحاولة وعدم الاستسلام. أنصح كل شخص يمتلك فكرة بالمرونة وإجراء إطلاق خفيف لمشروعه أولاً ومراقبة انطباع العملاء وإجراء تعديلات على القيمة المقدمة حتى ينجح المشروع. كما أنصح رواد الأعمال بأن يحيطوا أنفسهم برواد أعمال ناجحين أو مرشدين بإمكانهم مساعدتهم وتوجيههم خلال العملية. وهناك خطوة هامة قبل إطلاق شركة ناجحة وهو ضمان أن المنتج لا يستهدف سوق متخصصة صغيرة، حيث إن التوسع سيكون تحدياً.”