تيم كوردون
نائب رئيس مجموعة فنادق راديسون في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا
موازنة المرونة مع التفاصيل الدقيقة في النظام العالمي الجديد
مترجم بتصرف: مقال لـ آبي سام توماس
يعتبر قطاع الضيافة أحد القطاعات التي تأثرت بشكل كبير بالأزمة العالمية الناشئة عن انتشار جائحة كورونا، ولكن يبقى هناك بصيص من الأمل لمستقبل القطاع، كما برز من حديثي مع تيم كوردون، نائب رئيس مجموعة فنادق راديسون في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا. وبينما يقر كوردون بأنها كانت شهوراً صعبة على مجموعته خلال الفترة الأخيرة، إلا أنه يؤكد أهمية الدروس المستفادة من قبل فريقه من أزمة كوفيد-19. يقول كوردون:” لقد أظهرت لنا هذه الجائحة كيف أن الحياة تكون غير متوقعة. فمع التغيرات اليومية، ينبغي علينا أن نكون قادرين على التحمل ومرنين ومنفتحين لتخطي هذه الجائحة. أحد أهم قناعاتنا في مجموعة فنادق راديسون هو أننا عقول متعددة تعمل بتفكير واحد وهذا الوقت أثبت لنا ضرورة تطبيق هذه الفلسفة والوقوف معاً في وجه التحديات.”

المسار الوظيفي لكوردون وخبرته الواسعة لم تجعل منه فقط خبيراً في مجال قطاع الضيافة فقط، بل مدركاً لرؤية ورسالة مجموعة فنادق راديسون. يقول كوردون أنه على الرغم مما حدث في 2020 حتى الآن إلا أن الشركة بقيت ملتزمة بتحقيق أهدافها التي وضعتها لنفسها هذا العام. بدأ العام بالنسبة لنا في 2020 حافلاً، ورغم هذه الأوقات الصعبة، ما زلنا نمضي قدماً في خططنا التطويرية الطموحة. وقد أعلنا مؤخراً 14 اتفاقية على امتداد أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في الربع الثاني. وتبقى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في قلب خططنا التطويرية، ونحن فخورون بتوقيع هذه الاتفاقيات الفندقية مما يعزز من مكانتنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال هذه الأوقات غير المسبوقة. هذه الاتفاقيات تعزز من التزام المجموعة بتطبيق خططنا التطويرية للسنوات الخمس القادمة. نحن مستمرون بتوسع علامتنا التجارية وحضورنا حول العالم.”
وشهدت المجموعة عدداً كبيراً من الإعلانات خلال الفترة الماضي منها الإعلان في يناير عن راديسون مطار الرياض في المملكة العربية السعودية (منشأة يتوقع افتتاحها في الربع الأخير من العام الحالي)، والإعلان في مارس عن منتجع راديسون في نخلة جميرا بدبي (أول منتجع على الشاطئ للمجموعة في دبي)، وهو ما يعكس التزام المجموعة التام بخطط النمو المتحمسة في المنطقة. وفي نظرة على العام 2021، فإن المجموعة تعتزم افتتاح 10 منشآت في المنطقة، حيث يشير كوردون إلى ان المجموعة قررت مواجهة التحديات الحالية من خلال التركيز على ما يهم العلامة التجارية قائلاً:” أولويتنا الفورية كانت وما زالت سلامة ضيوفنا وفريق عملنا وشركائنا. ومنذ بداية الجائحة، طبقاً فوراً إرشادات منظمة الصحة العالمية وكل الجهات المعنية في البلدان المتواجدين فيها، مركزين جهودنا على الاستثمار في معايير النظافة والتعقيم والصحة.”
التزام مجموعة فنادق راديسون بهذا العامل يمكن أن ينظر إليه في إطار المنهجية التعاونية المعتمدة للخروج من الأزمة. وأحد أوجه هذه المنهجية بروتوكول السلامة لفنادق راديسون الذي أطلق في مايو من العام الجاري والتي قامت المجموعة بتطويره بالشراكة مع شركة “SGC” أحد أهم الشركات العالمية الرائدة في مجال التفتيش والتحقق والاختبار وإصدار الشهادات. ويضم البروتوكول جزئين الأول مكون من بروتوكول من 20 خطوة وآخر من 10 خطوات للاجتماعات والفعاليات يغطي كل جوانب هذه الفعاليات وتجربة العملاء. كما قامت مجموعة فنادق راديسون بدور ريادي في تطوير بروتوكول السفر الآمن للمجلس العالمي للسفر والسياحة، حيث يعتبر ختم المجلس بالسفر الآمن علامة مهمة للمسافرين وأولئك الذين يعملون في المجال السياحي، لتوفير إرشادات وقائية صحية صارمة لمزودي الخدمات والمسافرين. ويؤكد كوردون إن هذا التعاون يظهر كيف يمكن للاعبين الأساسيين في القطاع العمل معاً من أجل المصلحة العامة.
ويضيف كوردون قائلاً:” وبالإضافة إلى ذلك من الناحية العملية، توجب علينا إعادة النظر في الكثير من العوامل خلال الأشهر القليلة الماضية منها تعديل استخدام عدد من فنادقنا لخدمات أساسية، واعتماد استراتيجيات ومنهجيات لضمان إعادة افتتاح الفنادق بقوة. العديد من فنادقنا بقيت مفتوحة الأبواب لدعم المجتمعات المحلية والكادر الطبي والموظفين الأساسيين خلال هذه الأوقات الصعبة مع الإلتزام بالتشريعات الحكومية المحلية. ومن الجيد أن نشهد معاودة الناس السفر. وإذا ما نظرنا للمستقبل، ومع تطبيق التباعد الاجتماعي، يبرز حذر المسافرين وتركيزهم على تأمين سلامتهم وسلامة المقربين منهم. وبناءً على تجاربنا السابقة، نعتقد أن السفر من أجل الترفيه سيتعافى بطريقة أسرع من سفر الأعمال، وخصوصاً السفر لزيارة الأصدقاء والأقارب، خصوصاً مع لجوء الشركات أيضاً لخفض نفقاتها خلال فترة التعافي.” ويعتقد كوردون أن الشركات الذكية ستجد طريقة لتخطي هذه التحديات من خلال التواصل مع عملائهم حول قيم علامتهم التجارية. وعلى المستهلك الإيمان بعلامتك التجارية والتزامكم بصحتهم وسلامتهم وثقتهم بقدرتكم على الإيفاء بالتزاماتكم.”
يضيف كوردون قائلاً:” هناك أشخاص ما زالوا يريدون الذهاب في عطلة ولكن سلامتهم ما زالت هاجسهم الأول. ولذلك فإنه يتوقع أن يستمر وينمو نمط الإجازات المحلية خلال الأشهر القادمة مع رغبة المقيمين بالحصول على إجازات خارج منازلهم لعدة أيام في أماكن مألوفة. ولذلك نؤمن أن التعافي من أزمة كوفيد-19 سيقودها التعافي في السياحة المحلية. وقد بدأنا نشهد أن العائلات والمسافرين المنفردين هم أول الشرائح التي بدأت بالسفر وإجراء الحجوزات. ومن المهم مع عودة السفر والسياحة إضافة بعض القيم المضافة للعروض الحالية. وينظر اليوم النزلاء إلى مزايا مثل الخصومات على الأطعمة والمشروبات، والترقية المجانية والقيمة المضافة والمرونة في الحجوزات بما يسمح بإلغاء الحجوزات مجاناً. كما شهدنا أيضاً إعادة تحديث برامج الولاء مع عروض ونقاط إضافية في محاولة لتحفيز الطلب ضمن قاعدة العملاء. ولم تعد جاذبية الفنادق محصورة بموقعها، بل بنوع التجربة التي يحصل عليها الزائر للفندق. وهذا هو السبب الذي دفعنا لاعتماد فلسفة تقوم على “كل لحظة مهمة” لضمان أفضل التجارب للنزلاء، مع إطلاقنا لعروض مختلفة للإجازات المحلية والأطعمة والمشروبات في أنحاء المنطقة.
ومع هذه الجهود، تتضافر جهود مجموعة فنادق راديسون مع نظرائها في القطاع لإيجاد حلول جديدة لتخطي تداعيات أزمة كوفيد-19 ومحاولة النمو والازدهار أيضاً. يقول كوردون:” وبينما ندرك أن كل شركة وقطاع يختلف عن الآخر، من المهم للشركات أن تجدد الابتكار وتعيد تعريف أنفسها بطريقة تسمح لها بالعمل في العالم الجديد. يجب أن نغير طريقة تفكيرنا وعملنا ونتأقلم مع المتغيرات الجديدة، نظراً لأنه يخلق فرصاً للمؤسسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من كل الأحجام لتحقيق أهدافها على غرار خلق بيئة عمل مرنة، وخفض الانبعاثات الكربونية وتحسين توظيف المهارات والاستثمار في الابتكار. ممارسة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد تثمر فوائد كبيرة لأصحاب المبادرة وتجعل استثمارك ناجحاً. وخلال السنوات الماضية قامت العديد من هذه الدول بتنويع اقتصادها الأمر الذي ساهم في توسيع الأفق وخلق فرصاً للمستثمرين ورواد الأعمال العالميين للتوسع أكثر في المنطقة.”
ويضيف كوردون قائلاً:” لحسن الحظ، أحد الأشياء التي لم تتغير هي أساسيات الأعمال والخصال الإدارية التي تساعدنا على إدارة أعمال ناجحة والتي تشمل الإصرار والإلتزام والرؤية ومهارات الأعمال الأساسية. هذه الأوقات تعلمنا ضرورة التأقلم السريع حتى أن أفضل الخطط بحاجة إلى تغيرات بسيطة عند وجود عوامل تؤثر على نجاحها. وأحرص دوماً على مراجعة الأرقام يومياً لأنها توفر قاعدة قوية لعملية اتخاذ القرار. فريقنا كان دوماً أهم جزئية في عملنا خاصةً في هذا الوضع وهم يحاولون تلبية متطلبات نزلائنا في هذه الأوقات الاستثنائية.
الخلاصة التنفيذية
يشاركنا هنا تيم كوردون، نائب رئيس مجموعة فنادق راديسون في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا نصائحه لرواد الأعمال لبناء شركات ناجحة.
- قم بإحاطة نفسك بالأشخاص المناسبين (وقم ثم بتمكينهم) “خصص جزءاً من وقتك لاختيار وتطوير فريقك وثم وفر لهم الأدوات والتمكين اللازمين لإنجاز عملهم. الأشخاص المناسبون سيتميزون”.
- حافظ على ذهنية منفتحة دائماً:” كن مستعداً للتأقلم والتغير، واستمع دوماً لوجهات النظر المختلفة، فليس لديك دوماً كل الإجابات.”
- لا يوجد “أنا” في “الفريق”. حاول فهم أن النجاح لا يعد حصراً عليك، بل هو ممتد من نجاح الآخرين
- خذ وقتك للتفكير بكل ما تفعله:” حافظ على وقت للتأمل والتفكير، وفي بعض الأحيان قد لا يكون ذلك ممكناً، ولكن امتلاكك لوقت خاص للتفكير بأمور حياتك وكيفية تحسينها هو أمر إيجابي قد ينساه الكثيرون في زحمة أعمالهم اليومية.
- ولا تنسى أن تنتبه لنفسك:” من المهم الحصول على وقت للراحة، فلا أحد يمكنه اتخاذ القرارات المناسبة إذا كان منهكاً أو متعباً.