توسع الأعمال في ظل الجائحة العالمية
مترجم بتصرف: مقال لـ كاتي هارفي وإلسا رودت
إطلاق عملياتنا في المملكة المتحدة في أول يوليو شكل لحظة فخر لنا في “Q Communications” وبداية صفحة جديدة في تاريخ وكالتنا. ومع وجود مكاتب لنا في دبي وأبوظبي، شكل المكتب الجديد أول مكتب خارجي لنا، حيث نقلنا من مجرد شركة إقليمية إلى شركة عالمية.
لقد أطلقنا عملياتنا خلال الجائحة، ولكن إذا ما اخذنا بالاعتبار أننا افتتحنا شركتنا في العام 2010 خلال الأزمة المالية، يبدو جلياً أن حالة الضبابية وعدم الاستقرار لا تشكل عامل قلق لدينا. فنادراً ما نسير على الطريق المألوف، ولكن على امتداد السنوات، اتبعنا بحدسنا معادلة خاصة خلال أوقات نمو شركتنا تنوعت من إطلاق قسم رقمي إلى افتتاح مكاتب جديدة وتنمية فريق العمل. وأدناه بعض التكتيكات التي أثبتت نجاعتها معنا عند تنمية أعمالنا:
- فهم السوق: عندما تريد النمو، قد تبدو لك العديد من الأسواق مغرية، حيث قد تضيف قيمة إضافية للائحة عملائك الحاليين، وتوفر دروباً من الذهب أو تصبح آخر الوجهات المرغوبة وذلك حسب الخبراء والمختصين والتقارير المنشورة. ولكن ذلك لا يعني أنها الخطوة الصحيحة لك للتوسع.
يجب عليك فهم السوق جيداً والقيام باستطلاع للسوق وزيارة الشركات القائمة والاجتماع مع الإعلام والتحدث مع عملاء محتملين، الأمر الذي سيساعدك في فهم درجة نضج السوق، ودراسة قدرتك على توفير القيمة الإضافية في هذه السوق، وتحقيق النجاح لشركتك.
على سبيل المثال، فالبحرين كانت على قائمة رصدنا للتوسع فيها، والخطوة الضرورية تمهيداً للتوسع منها إلى المملكة العربية السعودية كما فكرنا، حتى أننا وضعنا لائحة بعدد من العملاء وبدأنا بالحديث عن توظيف أصحاب المهارات. ولكن، بمجرد ذهابنا إلى هناك وقضائنا بعض الوقت على الأرض، أدركنا ان السوق ما زالت في مرحلة الولادة فيما يتعلق بجانب التواصل والاتصال. فالعلاقات العامة غير مقدرة، وقد أحببنا إحساس المجتمع وشغف المشروع وأردنا استكماله ولكن الجدوى التجارية لم تكن قوية كفاية.
- قم بخلق سجل حافل: هناك فرق عند إطلاق شركتك ان تقول” انظروا نحن هنا ونحن جيدون وسنفعل أشياء عظيمة” وبين أن تقول ” نحن هنا وهذه هي الأشياء العظيمة التي قمنا بتأديتها.” خلق سجل حافل لشركتك لا يظهر فقط أعمالك ولكن يسهل كثيراً على العملاء المحتملين. تواصل مع عملاء حاليين ووفر لهم عروضاً تعريفية لدخول أسواق جديدة أو قدم لهم خدمات قيّمة ومضافة. تواصل مع مجموعات المشاريع الصغيرة والمتوسطة وقدم لهم مشاريع للصالح العام. اذهب واجتمع مع اشخاص وابدأ ببناء شبكة واضمن ان توفر للعملاء قيمة مضافة.
وقبل افتتاح مكتبنا في أبوظبي في العام 2016، أمضينا 18 شهراً نقود سياراتنا من دبي إلى أبوظبي لنؤسس تواجداً في العاصمة. ونجحنا تدريجياً في الحصول على بعض العقود، حيث ساعدنا ذلك ليس فقط على تقديم أنفسنا للإعلام، بل فهم طبيعة الإمارة. وفور حصولنا على قاعدة من العملاء وصلت إلى 10 عملاء، قدمنا للحصول على رخصة تجارية في أبوظبي وافتتحنا مكتبنا. وعند أعلنا رسمياً عن افتتاح مكتبنا، كان لدينا فريق عمل على الأرض.
- امتلك الأشخاص المناسبين: لا نفضل خصوصاً كلمة ” رأس المال البشري” حيث تظهر الفريق كسلعة عوضاً عن جوهر الأعمال. الأشخاص هم السبب وراء تلألأ الشركة وتألقها وشغفها وهم أهم جزء في شركة “Q Communications”.
ومع هذا التصور، تأكد من امتلاكك للأشخاص المناسبين عند دراسة مشروعك القادم، سواء أكان هدفك إنشاء إدارة جديدة أو تنويع خدماتك أو توسيع وجودك. لطالما آمنا بأنفسنا وبفريق عملنا حيث نعمل معاً لضمان أخلاقياتنا ورؤيتنا وتناغم مسارنا.
لقد قابلنا في طريقنا عدداً من أكثر الناس إبداعاً في مجالاتهم، وبدت الشراكة معهم منطقية جداً، ولكن إذا لم يكونوا ملائمين ضمن ثقافة الشركة، فإن الشراكة عندها لن تكون مجدية. الناس يزدهرون في البيئة الصحيحة، وأنت تخرج أفضل ما عندك عندما تكون محاطاً بالأشخاص المناسبين.
ومثل العديد من الشركات الأخرى، كنا ننظر إلى المملكة العربية السعودية ليس فقط خلال الأشهر الماضية، بل خلال السنوات القليلة الماضية. ومثل أبوظبي، كنا نعمل على الأرض ونقوم بدراسات الجدوى. وفي مناسبة واحدة، قُدم لنا عرض بالشراكة مع شركة إعلام لنضيف العلاقات العامة إلى الأحجية الناقصة.
وقد بدا لنا هذا السيناريو الأفضل مع خفض المخاطر وتسريع عملية تفعيل وجودنا بالسوق، ولكن مع تقدم الاجتماعات والمحادثات، أدركنا ان التواصل البشري لم يكن موجوداً وقررنا انه ليس الوقت الملائم لنا. نحن ننتظر الوقت الملائم لدخول الأسواق.
وعندما تعلق الأمر بافتتاح مكاتبنا في المملكة المتحدة، طبقنا كل الخطوات السابقة. وخلال السنوات الماضية، تعرفنا أكثر على السوق، وعملنا مع علامات تجارية على الأرض، وفهمنا العلاقة بين الشرق الأوسط والمملكة المتحدة، وكيف يمكن أن تكون كل سوق داعمة ورافدة للسوق الأخرى. ولدينا الشخص الملائم لقيادة عملياتنا وهي كايت جريفيل، التي أصلاً افتتحت مكتبنا في أبوظبي وعادت إلى المملكة المتحدة لتدرس السوق وتساهم في بناء العلاقات مجدداً.
وهكذا نفتتح عملياتنا في المملكة المتحدة بقوة مع تواجد عملاء لنا في هذه السوق. ولذلك نقول نعم عندما يتعلق الأمر بالأعمال فالوقت مهم ولكنه ليس كل شيء. لقد كنا دوماً نقفز إلى الأمام عندما تتراجع الأغلبية إلى الخلف، حيث قد يبدو الأمر تلقائياً ولكنها منهجية للجنون.
سيرة المؤلف
كاتي هارفي وإلسا رودت هما المؤسستان الشريكان لشركة “Q Communications”.
Qcomms.ae