مترجم بتصرف: مقال لـ سلوى محمد راشد مصبح الزحمي
يشكل التحول الرقمي في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي جميع أنحاء العالم، ضرورة للتطور وأساساً للمستقبل. لذلك، يأتي إنشاء الخدمات الحكومية الذكية، وحلول الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات المتطورة والأداء، وتمكين التقنيات المستقبلية في طليعة العديد من الأولويات الاقتصادية للحكومة.
لن تتفاجأ بقراءة أنني من مؤيدي ذلك، حيث تلعب الحلول القائمة على البيانات وعلى التكنولوجيا دوراً محورياً في تغيير حياة الناس إلى الأفضل، ليس على مستوى دولة الإمارات فحسب بل على مستوى البشرية في جميع أنحاء العالم.
يعد التزام حكومة دولة الإمارات بذلك واضحاً وجلياً للغاية. فهي تدعم تحرص على دعم ذلك من خلال إطلاقها العديد من المبادرات لتعزيز التحول الرقمي في البلاد تماشياً مع أهداف رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030، والاستراتيجية الوطنية للابتكار، واستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي. ويشكل هذا التفكير المستقبلي جزءًا مهماً من كيفية إنشاء نظام بيئي لريادة الأعمال التكنولوجية لتمكين التقدم الرقمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ودعم الشركات الناشئة لدفع الابتكار وبناء أفضل الممارسات الرائدة في مجال البنية التحتية.
وبصفتي رائدة أعمال إماراتية، أعتقد أن التحول الرقمي سيتطلب منا التركيز على قضية أخرى مهمة للغاية وهي: كيفية التأكد من أن المرأة الإماراتية في طليعة استراتيجية التحول الرقمي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ندرك جميعًا مدى أهمية تطوير المواهب الإماراتية في ريادة الأعمال عندما يتعلق الأمر بالنمو طويل الأجل لأمتنا. حيث يتمتع رواد الأعمال الإماراتيون بفهم أعمق للسوق المحلي، وسيلعبون دوراً مهماً في ضمان استمرارية نمو القطاع التكنولوجي.
ولكن، هناك سبب وجيه للإيمان بمقدرة الشركات الناشئة التي تقودها النساء ومدى أهميتها، حيث تنمو الأعمال التجارية المملوكة للنساء بشكل أكبر وأسرع. ففي الولايات المتحدة، نمت جميع الأعمال التجارية بنسبة 9٪ بين 2014-2019، في حين نمت الشركات المملوكة للنساء بنسبة 21٪ في نفس فترة الخمس سنوات.
يشكل مشروعي “SPL Co” مثال حي على إمكانيات الشركات الإماراتية المملوكة للنساء وقدرتها على تقديم فرص كبيرة لقطاع التكنولوجيا الوطني، ودفع عملية التغيير التكنولوجي طويل الأجل والمستدام، والمساعدة في صياغة قطاع التكنولوجيا في المستقبل – وبالتالي خلق فرص واعدة للمرأة الإماراتية للنجاح والتقدم.
قمت بإنشاء شركتي لرغبتي في الإسهام في تنمية اقتصاد المعرفة في دولة الإمارات العربية المتحدة وإطلاق العنان لإمكانات التحول الرقمي. وبعد الانتهاء من مشروع بحثي ناجح ومعترف به دولياً في مركز الإمارات للابتكار في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات “إبتيك”، الذي أنشأته جامعة خليفة بالشراكة مع مؤسسة الإمارات للاتصالات وشركة بريتيش تيليكوم العالمية، وبدعم من صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، والاشتراك في برنامج من قبل منصة “ستارت إيه دي”، مُسرِّع الأعمال العالمي الذي يتخذ من جامعة نيويورك أبوظبي مقراً له؛ أدركت حجم الطلب على تحويل البرامج وتحديثها في أنظمة تكنولوجيا المعلومات الحالية، وكنت مقتنعةً للغاية بقدرة شركة مثل شركتي في تلبية هذه الحاجة.
تأسست شركةSPL Co لمساعدة الهيئات الحكومية والشركات في الإمارات في التغلب على المشكلات المتعلقة ببرامجها من خلال المساعدة في تدقيق الكود الحالي وتحديد الأجزاء للانتقال إلى البنية التحتية السحابية، باستخدام برنامج الذكاء الاصطناعي الذي طورته الشركة. نحن نساعد المبرمجين على تقييم بنية وجودة الكود الخاص بهم، بالإضافة إلى أتمتة الخطوات الأساسية لترحيل التعليمات البرمجية إلى السحابة، وغالبًا ما نساعد المؤسسات على تقليل تكاليف تحديث أنظمتها بنسبة تصل إلى 30٪.
غالبًا ما يُنظر إلى التكنولوجيا على أنها “عالم الرجل”، ولكنن أتطلع وآمل أن تتغير هذه النظرة، وأن نظهر للمرأة الإماراتية أن قطاع التكنولوجيا في الإمارات هو المكان الذي ننتمي إليه. فعلى المستوى الوطني، وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة سياسات وأنظمة تشجع المرأة الإماراتية على دخول قطاع التكنولوجيا، وبدء أعمال تجارية خاصة بها، وتنميتها من أجل المستقبل.
ومع إعلان موضوع هذا العام ليوم المرأة الإماراتية “الاستعداد للخمسين: المرأة سند للوطن“، زاد حافز جميع النساء الإماراتيات اللاتي لديهن الموهبة والتكنولوجيا الشغوفة للتفكير في كيفية بدء مشروعهن الخاص، والمساهمة في دعم قيادة دولة الإمارات وتعزيز دورها كرائدة عالمياً في التحول الرقمي لنصف القرن المقبل وما بعده.