مترجم بتصرف: مقال لـ حسين صفا
بعد مرور ما يقرب من شهرين على انتشار الوباء الذي ضرب العالم على غفلة وبكل قوته، وفرض حالة من عدم اليقين على كل من الشركات والأفراد على حد سواء؛ تعلمنا جميعًا أن العامل الأهم للحفاظ على استمرارية أعمالنا هو التدفق النقدي. تضررت معظم القطاعات بشدة، واضطرت الشركات إلى تسريح موظفيها، لا سيما في قطاعات النفط والغاز والضيافة وتجارة التجزئة والسفر والترفيه، في حين استفاد آخرون من الإغلاق المفروض، مثل شركات التكنولوجيا.
وتمكنت الشركات التي قامت باتخاذ إجراءات سريعة وقوية فقط من النجاة. وبهدف البقاء فإن النقطة الأولى التي يجب التوقف عندها هي دائمًا التدفق النقدي. فالنقد هو أساس وشريان أي مؤسسة. وبشكل عام، فقد أجبر هذا الوباء جميع الشركات على إعادة التفكير في استراتيجياتها، والتركيز على تحديد كيف ستبدو أعمالهم بمجرد خروج الاقتصاد العالمي من هذه الأزمة. وفيما يلي بعض النصائح من BMB Group لمساعدة الشركات على تحسين رأس المال العامل:
- التغيير من خلال تحديد الأولويات؛ أولاً قم بفهم وضعك المالي جيداً. وثانيًا، قم بإعداد تقييم شامل للأعمال التجارية وأين تقف حاليًا.
- الأولوية للتدفق النقدي؛ يمكن أن يساعد التركيز على تحسين التدفق النقدي الشركات على تقليل التكاليف غير الضرورية، وتحسين تجربة العملاء، واستعادة الأرباح بسرعة أكبر بمجرد استقرار الأسواق. ابدأ في التركيز على فرص الربح السريع داخل الشركة، وقم بتعزيز الثقافة المالية عبر المؤسسة مثل:
- التنبؤ بالتدفقات النقدية، من خلال إجراء التعديلات التي تساعد على ضمان أن الإيراد أكثر من الإنفاق
- وضع الضوابط الصحيحة لتجنب المدفوعات المبكرة
- تجنب عمليات الشراء غير الضرورية، وتحفيز الفريق على خفض التكاليف واستغلال النقد
- مراقبة أداء مدفوعات العملاء
- تشجيع الفريق على التركيز على بيع المنتجات الموجودة في المخزون لتوليد النقد بشكل سريع
- تعزيز الظهور؛ تأكد من توفر مؤشرات الأداء الرئيسية لقادة الأعمال لاستخدامها من أجل قيادة خطط العمل. زود مدرائك بمعلومات وبيانات ذكية في الوقت الفعلي والتي تزودهم بدورها بالرؤية التي يحتاجون إليها.
- أخذ العملاء والموردين بعين الاعتبار؛ قم بمراقبة الصحة المالية للعملاء والموردين وحاول العمل مع العملاء لوضع حافز جيد للمدفوعات. وقم بإعداد مجموعة من أولويات الدفع للموردين، حتى لا تتأثر عملياتك ولتركز على تسوية جميع المدفوعات المهمة للموردين التي قد تكون بحاجتها في الوقت الحالي.
- البحث عن عملاء جدد؛ يجب أن تركز الشركات على جذب العملاء المحتملين بهدف إيجاد العملاء الحقيقيين الجدد، حتى إن كان ذلك خلال أوقات تمر فيها كل شركة أخرى باللازمة ذاتها.
- تنويع المنتجات؛ اضبط منتجاتك أو خدماتك بحيث تتعدى فائدتها فترة الجائحة فقط، ولكن لتغطي فترة ما بعد الوباء أيضًا. يجب أن تبحث الشركات المختلفة عن الاتجاهات الناشئة التي ستخرج عن هذا الوباء لجعلها أقوى من ذي قبل.
- التركيز على التحول الرقمي؛ يمكن أن يؤدي تحسين التواجد عبر الإنترنت إلى تحسين الكفاءة والفعالية بشكل كبير، وتقليل المهام المتعلقة بالمعاملات بشكل كبير، والمساعدة في إعادة تنظيم العمليات.
في الختام، ضع في اعتبارك أنه في أوقات الأزمات، يحتاج قادة الشركة إلى إنشاء خطة طوارئ مفصلة من شأنها أن تساعد الشركة على التفكير في سيناريوهات مختلفة بشكل استباقي. سيساعد تبني هذا النهج أعضاء الفريق على تجنب الذعر عند مواجهة أي أزمة قادمة. ومن المهم دائمًا تمكين موظفيك من الاستجابة بشكل أكثر فعالية وتقليل الخسائر عند حل المشكلة. الإنسان بطبعه قابل للتكيف مع كافة ظروف، وينبغي اعتبار الوباء الحالي وسيلة لمزيد من التطور والنمو.