بقلم: شهباز خان
تشهد سوق التجارة الإلكترونية منافسة شديدة للغاية، لذلك فإن امتلاك قاعدة أعمال قوية وقادرة على المنافسة يعني وجود بنية تحتية إلكترونية متطورة تمكّن ملاك الشركات من استشراف المستقبل المنشود لأعمالهم.
وتحتاج البنية التحتية التكنولوجية المبتكرة وجود استثمار مستمر في مجال الدراسات والأبحاث، وتوافر أدوات تعزيز الأمان، وتواجد الكوادر الموهوبة، ليساهم كل عنصر من هذه العناصر في تحقيق الأرباح.
ويمكن للتجار البحث عن طرق لتقليل التكاليف وإلغاء بعضها الآخر لتنمية أرباحهم، إلى جانب التركيز على الطرق التقليدية المتمثلة في توفير أو خفض االتكاليف وبالتالي تعزيز الأرباح. وقد بات البحث عن طرق توفير التكلفة في ظل الوضع الاقتصادي الراهن مع أزمة “كوفيد-19” أمراً بالغ الأهمية، حيث لاتزال الشركات الصغيرة تتحمل الأعباء الملقاة على عاتقها بسبب تفشي الفيروس المستجد.
وأشار تقرير Visa “مؤشر رصد تداعيات كوفيد-19 لمنطقة وسط أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا”، الذي يندرج في إطار مبادرتها “خياركم مؤثر” لدعم التجار بالرؤى التي تساعدهم على تقييم الأزمة، إلى انتشار القلق بين التجار في دولة الإمارات، حيث لاحظت 89% من الشركات الصغيرة انخفاضاً في متوسط إنفاق المستهلكين خلال الجائحة. وكانت تداعيات الجائحة مرتفعة للغاية على الإيرادات حيث أفادت 8 من أصل كل 10 شركات شملها الاستطلاع بتأثر إيراداتها سلباً بسبب هذه الجائحة.
لكن الأخبار الجيدة تكمن في أن هذه الجائحة مثلت حافزاً لقطاع التجارة الإلكترونية، مع تحول العديد من المستهلكين في دولة الإمارات للتسوق عبر الإنترنت للمرة الأولى مع بداية التفشي، الأمر الذي قدم فرصاً هائلة للشركات التي تمتلك منصات إلكترونية للتسوق.

إن أسهل الطرق وأكثرها انتشاراً لتقليل تكاليف مزاولة الأعمال عبر الإنترنت هي التوفير في عملية كسب العملاء. وتعتبر محاولة كسب عملاء جدد أكثر تكلفة بكثير من الاحتفاظ بالعملاء الحاليين. فبوجود العملاء الحاليين، تكون الشركة قد اجتازت بالفعل عملية استقطابهم، وبالتالي فإن بذل المزيد من الجهد للحفاظ على سعادتهم وتعزيز ولائهم، لا يعود بالفوائد على ضمان استمرارية الأعمال فحسب، بل يجعلهم كسفراء لعلامتها التجارية ويمدونها بالدعم خلال هذه الأوقات العصيبة.
لذلك يجب عليكم توعيتهم بالأهمية التي يشكلونها بالنسبة لكم، وجعلهم يشعرون بخصوصيتهم، إلى جانب شكرهم على استمرار التعامل معكم وتشجيعهم على التعبير عن آرائهم الإيجابية في عملكم. وهنالك طريقة أخرى تكفل استمرار العملاء بتكرار شرائهم، وتتمثل في مراقبة سجل الإنفاق أو الشراء للعملاء الحاليين ومنحهم الحوافز أو الهدايا التي تكافئ ولاءهم. فهذا الأمر لن يكون مكلفاً، لأن الهدايا البسيطة مثل كعكة صغيرة أو باقة للعناية الشخصية، أو حتى رسالة شكر صغيرة مكتوبة بخط اليد، ستكون قيمتها المعنوية كبيرة للغاية بالنسبة لعملائكم.
وبالطبع، يجب ألا تغفلوا عن تقديم خدمة ما بعد البيع ودعم العملاء لأنها تنطوي على ذات المقدار من الأهمية مقارنة بعملية البيع نفسها، علاوة على كون هذا الوقت مثالياً للغاية للتميز في تقديم الخدمة وبالتالي وضمان تميز أعمالك عبر الإنترنت كما هي في الحالة الطبيعية. ويعتبر الاستثمار في نظام إدارة علاقات العملاء أمراً في غاية الأهمية أيضاً، حيث يساهم في الحفاظ على ولائهم إلى حد كبير ويبقي أعمالك على المسار الصحيح.
هنالك العديد من الطرق التي يمكنك الترويج لأعمالك عبرها ولا تتطلب سوى بعض الوقت والإبداع. وإذا لم يكن الوقت في متناولك سابقاً، فإنه متاح لك بالكامل اليوم لتأسيس قاعد بياناتك الخاصة من خلال إضافة خيار الاشتراك بالبريد الإلكتروني إلى موقعك الإلكتروني أو مدونتك. ويمكنك تقديم تحميل مجاني أو حسم أو هدية للعملاء الراغبين بإضافة بريدهم الإلكتروني إلى قائمتك البريدية، ويمنكم سؤالهم أيضاً عن ترشيح معارفهم للانضمام. ومع توجه الناس لقضاء المزيد من الوقت في تصفح الإنترنت، فإن الوقت مثالي لتعزيز التواصل وإقامة علاقات جديدة عبر شبكتك الإلكترونية للاطلاع على التحديات المختلفة والفرص المتنوعة والتوجهات بين عملائهم المحتملين الذي تأثروا بالوضع الحالي.
وفي الوقت نفسه، فإن خدمة إصدار الفواتير عبر الإنترنت تساهم بشكل فعال من حيث التكلفة أكثر من إجراءات المحاسبة التقليدية. وغالباً ما تنفق الشركات الصغيرة المزيد من الوقت والأموال أكثر مما تحتاج إليه من أجل الحفاظ على دقة حساباتها وتحديثها، لذا فإن خدمة الفواتير المبسطة عبر الإنترنت، مثلاً، يمكن أن تساعد في إدارة عمليات الفواتير بأسلوب أكثر كفاءة وتمكين عملك من تلقي المدفوعات بوتيرة أسرع.
غالباً ما يفضل العملاء الفواتير الرقمية أكثر من التقليدية، لاسيما مع تحول توجهات الدفع نحو التجارة اللاتلامسية. وقد وجدت دراسة Visa العالمية “العودة إلى الأعمال”، والتي تقيّم التأثير المالي لجائحة “كوفيد-19” على الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر حول العالم، أن 9 من أصل كل 10 مستهلكين في دولة الإمارات غيروا طرق دفع مشترياتهم، بما في ذلك تفضيلهم التسوق عبر الإنترنت عندما يكون الخيار متاحاً، بنسبة 59% منهم. ووجدت الدراسة أيضاً أن 4 من أًل كل 10 مستهلكين يتجنبون الآن استخدام المدفوعات النقدية، بنسبة 40%، وأكثر من نصفهم يستخدمون المدفوعات اللاتلامسية، بنسبة 52%.
بصرف النظر عما سيحدث خلال الأشهر المقبلة، فإن الوضع الراهن يقدم فرصة مثالية لإعادة النظر في سبل مزاولة أعمالكم بالكامل وتقييم تكاليف الأعمال وممارساته للأشهر الستة المقبلة، وستجدون بالتالي ما يمكن تحسينه.
للاطلاع على المزيد من الرؤى والأدوات والموارد، يمكن لملاك الشركات الصغيرة والباعة الوصول إلى “مركز للشركات الصغيرة“، منصة التجار التي تم إطلاقها في إطار مبادرة “خياركم مؤثر“.