كشفت “علي بابا كلاود”، ذراع التكنولوجيا والذكاء الرقمي التابعة لمجموعة علي بابا، اليوم عن سلسلة من المنتجات المبتكرة خلال الدورة الثانية عشرة من “مؤتمر أبسارا” الذي سلط الضوء على التزام الشركة التكنولوجية الرائدة بمساعدة الناس على التكيف مع عالم أكثر رقمنة، وتسريع وتيرة التحول الرقمي خلال فترة انتشار وباء كورونا وما بعدها.
وكان من أبرز ما جاء خلال المؤتمر هو أول حاسوب سحابي لـ”علي بابا كلاود”، وهو عبارة عن حاسوب شخصي بحجم راحة اليد يوفر أداء عالياً بفضل مصادره السحابية التي تعمل في الجهة الخلفية، وذلك على الرغم من وزنه الخفيف الذي يبلغ 60 غراماً فقط. ومن خلال ربط الحاسوب السحابي بشاشة كمبيوتر عادية، يمكن للمستخدم النفاذ إلى مصادر حوسبية مفتوحة في أي زمان ومكان مقابل دفع رسوم اشتراك أو الدفع لما يتم استهلاكه فعلياً من الخدمات السحابية.
وفي هذا الخصوص، قال جيف تشانغ، رئيس “علي بابا كلاود إنتليجنس”: “نأمل أن يسهم حاسوبنا السحابي في مساعدة الناس على الاستفادة من الميزات الحوسبية القوية أينما كانوا ومتى أرادوا، وذلك لتنفيذ العديد من المهام المعقدة التي تتطلب وجود حواسيب قوية، مثل تحرير الفيديوهات، واستخلاص الرسوميات المتحركة، وتطوير البرمجيات، وخدمات العملاء عبر الإنترنت، بمجرد استخدام هذا الحاسوب الشخصي الصغير. ونظراً إلى أن العمل من المنزل سيصبح أمراً اعتياداً خلال فترة انتشار وباء كورونا وما بعدها، نؤمن بأن ابتكارنا سيساعد المستخدمين على الاستمتاع بميزات الحوسبة السحابية في أي زمان ومكان وبطريقة آمنة ومنخفضة التكاليف”.
وبفضل الأداء والقوة الحوسبية الكبيرة، يمكن لهذا الحاسوب السحابي تقليل زمن الاستخلاص (Rendering Time) لإطار متحرك عالي الدقة من 90 دقيقة باستخدام حاسوب تقليدي إلى 10 دقائق وحسب. كما يتم إجراء تحديثات نظام الحاسوب السحابي عبر الإنترنت، ما يسهم في تحقيق وفورات ملحوظة في تكاليف التحسينات التي تطرأ على معدات الحواسيب والصيانة في المكاتب التقليدية. كما أن بروتوكول بث التطبيقات المطور ذاتياً لـ”علي بابا كلاود” والذي صُمم خصيصاً للتنسيق بين السحابة والجهاز، يمكّن المستخدمين من شراء واستعمال التطبيقات والبرامج المرخصة مثل لينوكس وويندوز ومختلف التطبيقات المكتبية الأخرى. وسوف يتم تخزين جميع بيانات المستخدمين في السحابة بحيث تخضع لإجراءات الأمن والحماية المعروفة لدى مراكز البيانات. وسوف تتوفر الحواسيب السحابية مبدئياً للعملاء من الشركات، على أن تتوفر للمستخدمين من الأفراد في المستقبل القريب.
على صعيد آخر، كشفت “علي بابا كلاود” روبوتاً لوجستياً مستقلاً لتوصيلات الميل الأخير. تم تطوير هذا الروبوت في أكاديمية Alibaba DAMO، المبادرة البحثية العالمية التابعة لمجموعة علي بابا، ويمكنه حمل 50 حزمة في الوقت نفسه وتغطية 62 ميلاً (أو 100 كيلومتر) بشحنة كهربائية واحدة. ومن المتوقع أن يتمكن الروبوت المتنقل من توصيل ما يصل إلى 500 حزمة في اليوم إلى المجمعات أو المواقع المستهدفة لتلبية الطلب المتنامي على خدمات توصيل الميل الأخير السريعة في الصين. ويشهد قطاع التسوق عبر الإنترنت ازدهاراً في الصين، حيث يتم توصيل 200 مليون حزمة يومياً، مع توقعات بارتفاع هذا الرقم إلى مليار حزمة يومياً في الأعوام المقبلة.
وقال تشانغ في هذا الصدد: “نتوقع ارتفاعاً سريعاً في الطلب على التوصيل نظراً إلى ازدهار قطاع التجزئة الجديد وأعمال الخدمات المحلية في عالم يشهد تزايداً مطّرداً في الرقمنة. ولكي نلبي الطلب القوي على خدمات التوصيل لتحقيق النمو لأعمالنا وللمجتمع بشكل عام، قمنا بالاستثمار في الخدمات اللوجستية الذكية، بما في ذلك الروبوتات اللوجستية، على مدار أعوام عديدة. ويسعدنا أن نطلق أحدث روبوت توصيل متنقل لدينا سيدعم منصة Cainiao اللوجستية من علي بابا لخدمة المجتمعات ومجمعات الأعمال في مختلف أنحاء الصين”.
وأضاف: “نهدف في المستقبل إلى دعم متطلبات التوصيل لشركات الخدمات المحلية وتسخير تقنياتنا في أنواع أخرى من الروبوتات الخدمية، مثل روبوتات الخدمات في المطارات، وروبوتات الأدلة السياحية في المواقع ذات الجذب السياحي”.
يستطيع الروبوت الذكي جدولة مساره حتى ضمن البيئات المزدحمة، بدعم من تقنيات التعلم المعززة. وبالاعتماد على التكنولوجيا عالية الدقة لتحديد الموقع الجغرافي، يمكن للروبوت العمل حتى بوجود إشارة تحديد الموقع (GPS) الضعيفة أو المعدومة. وبالاستفادة من منصة الحوسبة غير المتجانسة التي تم تطويرها ذاتياً، وتكنولوجيا التجزئة الدلالية ثلاثية الأبعاد للسحابة (PCSS)، والتعلم العميق، يمكن للروبوت أيضاً تحديد العوائق، والتنبؤ المسبق بالحركة المتوقعة للركاب والمركبات قبل ثوانٍ قليلة، بهدف تعزيز السلامة.
ويمكن للمستهلكين استخدام تطبيقات الهاتف المحمول (Cainiao) أو (Taobao) لتحديد الأوقات المفضلة للاستلام خلال اليوم. بعد ذلك، يصل الروبوت إلى الوجهة المحددة، ويستلم المستخدمون طرودهم ببساطة عن طريق إدخال كلمة سر يتلقونها من خلال التطبيق، بمجرد وصول الروبوت.
وخلال المؤتمر، تم الكشف عن عدد كبير من المنتجات السحابية الأصلية:
- Cloud Lakehouse: هي الجيل الجديد من هيكلية البيانات الضخمة التي يمكنها توفير قيم ومعلومات تستند إلى البيانات، بالاعتماد على الحوسبة من خلال المنصة، وذاكرة التخزين المؤقت للمعلومات، وفصل البيانات بحسب أهميتها، وتحسين قدرة التخزين، وتسريع الأداء.
- Sandboxed-Container 2.0: خدمة الحاويات السحابية الأصلية من “علي بابا” لمجموعات دعم Kubernetes التي تتيح أوقات تشغيل حاويات محدودة الوصول. تتيح خدمة Sandboxed-Container 2.0 الجديدة للعملاء تشغيل التطبيقات ضمن منظومات عمل آلية محدودة الوصول، بسرعات أعلى، مع كلفة منخفضة لموارد وقت التشغيل.
- PAI-DSW 2.0: أحدث منصة تطوير تفاعلية مبنية على السحابة للتعلم الآلي من قبل علي بابا. تهدف المنصة إلى توفير بيئة مثالية للمطورين بحيث تكون سهلة الاستخدام ومتوافقة مع برامج المساعدة (Plug-ins) وتدعم البيئات متعددة التطوير مثل JupyterLab، و WebIDE، وTerminal.
- Lindorm: قاعدة بيانات متعددة النماذج الأصلية تستخدم لدعم منظومة عمل “علي بابا كلاود”، تم تقديمها لاستخدامات منظومة العمل الأوسع ضمن “مجموعة علي بابا”. Lindorm هي قاعدة بيانات سحابية أصلية، مع قدرات تخزين قليلة الكلفة، وخصائص معالجة مرنة، وهي مصممة للتطبيقات التي تتطلب معالجة ضخمة لمزيج من البيانات غير المصنفة، وشبه المصنفة والمصنفة.
وتحت عنوان “قفزة نحو مستقبل الذكاء الرقمي”، تمت لأول مرة استضافة المؤتمر بالكامل عبر الإنترنت، بالتزامن مع أكثر من 100 منتدى افتراضي تناولت موضوعات متنوعة، بدءاً من الحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء، ووصولاً إلى التعلم الآلي وحلول الذكاء الاصطناعي المستخدمة في القطاع الصناعي.
المزيد من المعلومات حول مؤتمر أبسارا للحوسبة السحابية متوفر عبر الموقع الإلكتروني: https://www.alibabacloud.com/apsara-conference-2020