كشفت بيانات جديدة من “لينكدإن“، أكبر شبكة مهنية حول العالم، عن ارتفاع تدريجي في معدلات توظيف السيدات خلال شهري يونيو ويوليو 2020 على مستوى دولة الإمارات، وذلك بعد فتح القطاعات الاقتصادية بشكل تدريجي عقب إنجاز برنامج التعقيم الوطني وتفعيل الإجراءات الاحترازية الصحية في مختلف أنحاء العالم لاحتواء انتشار وباء (كوفيد-19).
وعلى الصعيد العالمي، تسببت إجراءات الإغلاق بتأثيرات حادة على معدّلات توظيف المرأة؛ حيث كشفت بيانات “لينكدإن” أن توظيف النساء على مستوى العالم اتخذ مساراً منحدراً عام 2020 قبل أن يعاود الصعود مؤخراً.
مسار تصاعدي
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، سجلت معدّلات توظيف المرأة في شهر أبريل نسبة 31.3٪ وعادت لتسلك مساراً تصاعدياً وتصل بحلول شهر يوليو 2020 إلى نسبة 35% متجاوزة معدّل التوظيف الإجمالي للمرأة في عام 2019 والبالغ 33.5٪.
مرونة
وعلى الصعيد العالمي، وصلت معدّلات توظيف السيدات إلى نسبة 40.6٪ من التعيينات خلال شهر أبريل، قبل أن تعود إلى التحسن في شهري يونيو ويوليو وتصل إلى 44.5٪. ومع تطبيق الحكومات حول العالم إجراءات إعادة فتح المدارس، أظهرت بيانات “لينكدإن” الأثر الاقتصادي للإغلاق على الأمهات العاملات، كما أكدت أهمية تطبيق سياسات العمل المرنة.
الأولى إقليمياً
وتوضح بيانات “لينكدإن” أن دولة الإمارات هي الأفضل أداءً على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فيما يتعلق بالمؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين 2020، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بالتعاون مع “لينكدإن”؛ تليها الكويت وتونس، وذلك رغم انخفاض مشاركة المرأة بشكل عام في أسواق العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأظهرت بيانات “لينكدإن” تحسن معدّلات توظيف المرأة مع بدء الفتح التدريجي، حيث عادت مشاركة الموظفات في معظم البلدان إلى مستوياتها قبل انتشار الوباء. وتوصي البيانات بتطبيق معايير المرونة وتوفير وسائل تساعد النساء في الحفاظ على وظائفهن خاصة مع تزايد ضغوطات الوقت، وزيادة المهام الوظيفية، لما فيه تعزيز التوازن بين الجنسين في مكان العمل.
مسؤوليات
وفي هذا الإطار، قالت كارين كيمبرو، كبيرة الاقتصاديين في “لينكدإن“: “نتيجة للفروقات القائمة بين الجنسين، تتحمل المرأة العبء الناجم عن انتشار الوباء العالمي بصورة أكبر، من حيث فرص العمل والتقدم الوظيفي. وفي ’لينكدإن‘ وجدنا أن الأمهات العاملات يكافحن من أجل تحقيق التوازن بين أعباء العمل المتطلبة باستمرار، وبين المسؤوليات المتزايدة لرعاية الأطفال وإنجاز الواجبات المنزلية. والمثير للقلق هنا؛ أن الكثيرات منهن يفكرن في تقليل ساعات عملهن، أو الانسحاب من القوى العاملة نتيجة لتلك الظروف”.
وأضافت كيمبرو: “يتوقف نجاحنا في تجنب مزيد من الخسائر الدائمة لوظائف النساء على إعادة فتح المدارس ووضع أصحاب العمل جداول مناوبات أكثر مرونة. وبدون ذلك، سنواجه خطراً حقيقياً يتمثل بخروج العديد من النساء من صفوف القوى العاملة. والحقيقة أنه مع استمرار هذا الوضع، سيزداد عدد النساء اللاتي يضطررن لمواجهة الاختيار الصعب بين رعاية أطفالهن وبين متابعة حياتهم المهنية. نحن ندرك تماماً أن هذه الخسائر يصعب تعويضها، وسيتعين على النساء العمل بجد أكبر للعودة مرة أخرى بمجرد تمكنهن من ذلك. ومع إعادة فتح المدارس، حان الوقت الآن لمراجعة ساعات العمل المرنة وإجراءات العمل عن بُعد، وفتح فرص الوظائف التي يمكن أن تدعم النساء وتبقيهن ضمن القوى العاملة”.
المنهجية
تم احتساب نسب التوظيف في البيانات الصادرة عن “لينكدإن” وفقاً للجنس، مع تعداد إجمالي عدد النساء اللاتي قمن بإضافة صاحب عمل جديد إلى ملفاتهن الشخصية خلال الشهر الذي بدأن فيه الوظيفة الجديدة، مقسوماً على إجمالي عدد التعيينات لنفس الشهر. وتتم معرفة جنس المتقدم من خلال الصورة الشخصية للأعضاء، أو من خلال بيانات ملف التعريف الشخصي على شبكة “لينكدإن”.