رامزي رانكوسي
نائب الرئيس ورئيس تطوير الأعمال في إفريقيا وتركيا، مجموعة فنادق راديسون
بعد أن كان جزءًا من مجموعة فنادق راديسون لأكثر من ست سنوات في أنشطة التطوير بالشرق الأوسط، تم تعيين رامزي رنكوسي مؤخرًا نائبًا لرئيس المؤسسة ورئيس تطوير الأعمال في إفريقيا وتركيا. في مقابلة مع Entrepreneur العربية، شارك رنكوسي أفكاره حول الطريق أمام راديسون، وصناعة الضيافة ككل:
- ما هي برأيك أهم ثلاثة جوانب لمجموعة فنادق راديسون في منطقتك، لا سيما في ظل المناخ السائد حاليًا بالسوق؟
إن رؤيتنا هي أن نكون أحد أفضل 3 شركات فندقية في العالم، وهو أمر لا يُقاس بالأرقام ولكن بجودة خدماتنا، وأداء فنادقنا، والرغبة أيضًا في العمل مع مجموعتنا.
وبالنظر إلى هذا الطموح، أعتقد أن كل ذلك من السهل تحقيقه، إلا أنني أعتقد أننا قادرون أيضًا على تحقيق نفس القدر من النجاح من حيث النمو، حيث إن هدفنا بالتأكيد هو تحقيق المزيد من الإنجازات الجديدة. فبالنسبة لإفريقيا، تهدف خططنا الطموحة إلى التوسع حتى تصل فنادقنا إلى 150 فندقًا خلال السنوات الخمس المقبلة، وهذا بالطبع هو هدفنا الرئيسي الذي يدفعنا الآن إلى التركيز على شتى أنحاء القارة.
تجسد رحلة توسعاتنا ثمرة العديد من الإنجازات البارزة. ولطالما كانت أهمية علاماتنا التجارية، جنبًا إلى جنب مع ما نقدمه من حلول متخصصة للتطوير، عاملاً رئيسيًا في نجاحنا، ونعتقد أن المستثمرين يمكنهم في المستقبل الاستفادة بنفس هذا القدر من الميزة التنافسية التي توفرها علاماتنا التجارية بتكلفة تطوير أقل وزمن إنجاز أسرع.
- كيف أثرت الشهور الماضية على سلاسل خط تطوير الأعمال في شمال إفريقيا، وماذا برأيك سيكون التأثير طويل الأمد؟
لا شك أننا شهدنا تباطؤًا ملحوظًا في مواقع العمل نظرًا لقلة حركة نقل البضائع، بل وقلة حركة الأشخاص أيضًا. فقد فرضت بعض البلاد قيودًا أكثر من غيرها، ولكننا على الرغم من ذلك، نرى بصفةٍ عامة أن معظم خططنا لتطوير الأعمال تمضي قدمًا وفقًا للجدول الزمني المقدر، ومن غير المتوقع أن تتجاوز فترة التأخيرات الستة إلى تسعة أشهر.
ويشكل إعادة تقييم موعد الافتتاح قرارًا طبيعيًا، فعلى الرغم من إمكانية الانتهاء من تجهيز منشأة ما في الوقت المحدد، إلا أن ضمان افتتاحها وسط بيئة تجارية إيجابية يُعد أمرًا في غاية الأهمية لضمان الحفاظ على النقد والسيولة لمُلاكنا، وقدرتنا على تحقيق أفضل العوائد الإيجابية بأسرع وقتٍ ممكن.
- ما هي القطاعات والمناطق الجغرافية التي ترى أنها تشكل طلبًا مُلحًا على الفنادق في منطقتك، وما هي العلامات التجارية التي تلبي ذلك الطلب؟
لطالما كانت إفريقيا مركزًا لاستراتيجيتنا التوسعية الطموحة، ونتمنى الآن أن يحقق حضورنا نموًا أسرع في جميع علاماتنا التجارية وفي جميع أنحاء القارة في ذلك الوقت الذي تتطور فيه المنطقة وتتنوع. لقد نجحنا في ترسيخ مكانتنا بفنادق رائدة تحت مظلة علامة راديسون بلو في معظم مدن العواصم الرئيسية في شتى أنحاء قارة إفريقيا، ونسعى الآن إلى الاستفادة من هذا النجاح بتقديم علامات تجارية أحدث، مثل راديسون رِد وراديسون، وكذلك بارك إن باي راديسون وراديسون كوليكشن.
ونود أيضًا أن نضفي نوعًا من التنوع على مجموعتنا في جميع القطاعات، وأن تشمل مجموعتنا جميع فئات المنشآت الفندقية، بدءًا من المنتجعات، ومرورًا بالفنادق الحضرية، ووصولاً إلى الشقق الجاهزة وفنادق فئة البوتيك. نحن نشهد حاليًا نموًا هائلاً وفرصًا كبيرة في فئة الشقق الجاهزة، بالإضافة إلى الفنادق الراقية التي تحظى بمكانة راسخة تحت ظل علامة راديسون الرئيسية.
تتبع مجموعة فنادق راديسون استراتيجية تطور ونمو في إفريقيا تستند على نهجٍ قائمٍ على شقين. الشق الأول يركز على البلاد، بينما يركز الشق الثاني على إنشاء مراكز حيوية رئيسية. ومع وضع استراتيجية تطوير واسعة النطاق تشمل مدينة كاملة، والتركيز على البلدان الرئيسية والأسواق المحيطة بها، بما في ذلك المغرب، ومصر، ونيجيريا، وجنوب إفريقيا، سنضمن تطبيق “نهج المراكز الحيوية”، الذي يضمن بدوره تعزيز التآزر بين البلدان المجاورة. ويضفي هذا النهج أيضًا قيمة أكبر على فنادقنا في مجالات التطوير وعمليات التشغيل.
إن كل عضو من أعضاء فريق التطوير قائدًا في هذا النهج، ويرجع ذلك إلى تقاربهم الجغرافي بالإضافة إلى معرفتهم بالثقافة المحلية وفهمهم لغة كل سوق من الأسواق موضع التركيز
- لماذا برأيك يجب على المستثمرين الاستمرار في تسليط اهتمامهم على سوق الضيافة، وما الذي تقدمه لهم مجموعة فنادق راديسون في مثل هذه الأوقات الراهنة؟
إن صناعة الضيافة هي استثمار على المدى الطويل، ويجب علينا جميعًا الاستعداد دائمًا للتقلبات الدورية المحتملة. فصناعة الضيافة تُعد من الصناعات القليلة للغاية التي تترك آثارًا دائمة على الأشخاص. فأنت لا توفر فقط فرص عمل للمجتمعات المحلية بشكل مباشر أو غير مباشر، ولكنك تساهم أيضًا في تطور نمو تلك المجتمعات، وتشارك في أفضل الممارسات، وتبني جسرًا للتعليم.
لقد ظلت مجموعة فنادق راديسون تثبت التزامها الدائم تجاه المجتمعات المحلية في جميع أنحاء إفريقيا، وتلك هي إحدى القيم التي وضعت مجموعتنا في المقدمة باعتبارها واحدة من أكثر الشركات المفضلة كبيئة عمل في جميع أنحاء القارة.
ومع تطور المنطقة وتنوعها، أصبحت صناعة الضيافة أيضًا مساهمًا اقتصاديًا حقيقيًا يقدم عوائد إيجابية كثيرة مع الأخذ بعين الاعتبار الإمداد المحدود في بعض البلدان، والعوائق أمام دخول الكثير من الأماكن بسبب جملة التحديات الموجودة.
ويظل التمويل يشكل التحدي الأكبر في هذه القارة، حيث أن هذه الصناعة لا تمثل أولوية إقليمية حتى الآن، كما تقتضي المؤسسات المصرفية تقديم ضمانات كثيرة، الأمر الذي يشكل بعض التعقيدات في صياغة العرض المناسب. أضِف إلى ذلك أن تكاليف التمويل عادةً ما تكون مرتفعة، ولذلك يجب على المشروعات أن تتحمل عبئًا تشغيليًا، وهو ما يفرض تساؤلات مبكرة لدى المستثمرين الأوليين عن جدوى إنجاز تلك المشروعات.
يتطلب أي مشروع أيضًا توفير فريق تصميم محترفًا لضمان الحصول على منتج عالي جودة. ولكن لا تتوافر البنية المحلية اللازمة في جميع بلدان إفريقيا، وهذا يعني وجوب التعاقد على مساعدة خارجية مكلّفة.
وعادةً ما تعتبر تكاليف التشييد في إفريقيا الأعلى على مستوى العالم بسبب تلك العوامل. ولكن كما نرى، أصبحت الضيافة أولوية وطنية وإقليمية للكثير من الدول الإفريقية، ولذلك، نتوقع زيادة الاحترافية في هذا القطاع وانخفاض التكاليف المرتبطة به بمرور الوقت.
نحن في مجموعة فنادق راديسون، نقدم تلك الحلول من خلال جميع مراحل أي استثمار، كما أن لدينا فريقًا مُكرسًا بالكامل ومتخصصًا لدعم مجتمعنا الاستثماري في توفير التمويل المناسب وإتاحة الفرصة للخبراء خلال مراحل التشييد، وفي نهاية المطاف، نساعد الملاك على إعادة تدوير رؤوس أموالهم.
- أخيرًا وليس آخرًا، نطلب منك أن تخبرنا بالمزيد عن رؤيتك المستقبلية للمجموعة الفندقية فيما تبقى من 2020.
تظل أولويتنا الملحة في السنوات القادمة كما هي دون مساس: وهي أننا علينا تقديم النتائج التي قطعنا وعدًا بها وتسريع نمونا. سنستمر في تعزيز عرض قيمة الأعمال لنصبح الخيار المُفضل للضيوف، والملاك، والمستثمرين، والموظفين الموهوبين. نحن نبذل قصارى جهدنا، أنا وفريق عملنا، لضمان الاتساق المتواصل مع الملاك.
ولأننا في الوقت الحالي جزءًا من Jin Jiang International، ثاني أكبر مجموعة فندقية في العالم من حيث عدد الغرف، فقد أصبحت تتوفر لدينا فرصًا كبيرة للوصول إلى عدد أكبر من الضيوف والحصول على رأس المال والموارد ذات الصلة بقارة إفريقيا. تقدم الشركة المساهمة الجديدة أوجه تعاون ووفورات اقتصادية إضافية، وبالطبع ننظر في العمل عن كثب لمعرفة كيفية إضفاء قيمة أكبر لجميع المساهمين من خلال المبادرات الجديدة والتعاون على نطاق أوسع. وعلاوة على ذلك، تترابط استراتيجيتنا في التطوير بشدة مع أسواق (Silk and Belt Road) الأوسع نطاقًا التي أسستها الصين، ونعتقد أن ذلك سيسرع بالتأكيد من رحلة توسعاتنا في القارة، ويتيح حلولاً رئيسية أيضًا لشركائنا في القارة.
ونتوقع فيما تبقى من 2020 ضمان سلامة موظفينا والترحيب بعودة ضيوفنا عند تسهيل قيود السفر، كما سنواصل الحفاظ على السيولة والتدفق النقدي لفنادقنا وللمُلاك.