أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، أن مترو دبي يعد إحدى قصص النجاح التي حققتها دبي بفضل الرؤية السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي لا تكتفي بتلبية كافة متطلبات النمو العمراني للمدينة فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى التوسع في تنفيذ المشروعات النوعية اللازمة للحفاظ على مكانة دبي بين أسرع المدن نمواً وتطوراً على مستوى العالم، وأنه بفضل هذه الرؤية المستشرفة للمستقبل، أصبحت دبي تمتلك بنية تحتية رفيعة المستوى يعززها نظام نقل متكامل يعتمد أعلى معايير السلامة والكفاءة التشغيلية على مستوى العالم.
وأضاف سموه أن مترو دبي يُعّد اليوم بمثابة العمود الفقري لنظام المواصلات العامة الذي يربط مختلف المناطق الحيوية في الإمارة، وأحد أهم مشاريع منظومة النقل الجماعي المتكامل، بما يوفره من أسلوب تنقّل سهل ومريح للسكان، إضافة إلى دوره في دعم الأنشطة الاقتصادية في الإمارة، علاوة على أثره الإيجابي الكبير في الحفاظ على البيئة كونه يسهم في خفض الانبعاثات الكربونية.
وأشار سموه إلى أن الإحصاءات تظهر اعتماد سكان دبي على المترو كوسيلة نقل مفضلة لديهم وهو ما يؤكد قيمته الاستراتيجية كمشروع حيوي يدعم توجهات التنمية الشاملة في الإمارة، إذ نقل المترو منذ افتتاحه في سبتمبر 2009 حوالي مليار و560 ألف راكب، عبر 2.6 مليون رحلة، بمعدل التزام عالمي بمواعيد الرحلات بلغ 99.7%.
جاء ذلك خلال تفقُّد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، “مسار 2020” لمترو دبي، الذي يمتد من محطة جبل علي على الخط الأحمر إلى محطة إكسبو 2020، بطول 15 كيلومتراً، ويضم سبع محطات، بتكلفة بلغت 11 مليار درهم.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله إلى محطة “جبل علي” لمترو دبي، معالي مطر محمد الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، حيث استمع سموه لشرح عن مسار 2020، الذي نُفذ في إطار الرؤية الاستراتيجية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تطوير بنى تحتية وخدمية عالمية المستوى تلبي متطلبات النمو المستمر لمدينة دبي المستقبل.
ويبلغ طول المسار 15 كيلومتراً، منها 11.8 كيلومتر فوق مستوى سطح الأرض، و3.2 كيلومترات تحت مستوى سطح الأرض، ويضم سبع محطات، منها محطة تبادلية مع الخط الأحمر، ومحطة أيقونية في موقع إكسبو، وثلاث محطات مرتفعة ومحطتان نفقيتان، ويخدم المسار مناطق ذات كثافة سكانية عالية تقدر بأكثر من 270 ألف نسمة، وتضم مناطق الحدائق، وديسكفري جاردنز، والفرجان، وعقارات جميرا للجولف، ومجمع دبي للاستثمار، إلى جانب موقع معرض إكسبو.
وتفقد سموه محطة “جبل علي” التي تعتبر محطة تبادلية بين الخط الأحمر ومسار 2020، ومشابهة لتصميم محطات المترو الحالية وذلك حفاظاً على هوية وشكل المحطات على شارع الشيخ زايد، وتبلغ مساحتها 8800 متر مربع، وطولها 150 متراً، وتقدر طاقتها الاستيعابية بنحو 17 ألف راكب في الساعة خلال أوقات الذروة، ونحو 320 ألف راكب يومياً، وتضم المحطة أربعة ارصفة لصعود القطارات، وأربعة مواقف للحافلات، و17 موقفاً لمركبات الأجرة، وسبعة مواقف لأصحاب الهمم، كما تضم ثمانية محلات للاستثمار التجاري مساحتها 388 متراً.
بعد ذلك استقل سمو ولي عهد دبي، ومرافقوه، القطار الجديد لمترو دبي الذي أُجريت عليه بعض الإضافات والتعديلات فيما يتعلق بالتصميم الداخلي لعربات المترو. وتوقف سموه في محطة “مجمع دبي للاستثمار” التي تُعد المحطة النفقية الثانية على المسار، وتجول سموه في المحطة التي تبلغ مساحتها 27000 متر مربع، وطولها 226 متراً، وتصل طاقتها الاستيعابية إلى 13899 راكباً في الساعة خلال أوقات الذروة، ونحو 250 ألف راكب يومياً، وتضم المحطة رصيفين لصعود القطارات، وأربعة مواقف للحافلات، و20 موقفاً لمركبات الأجرة، وموقفين لأصحاب الهمم، كما تضم ثمانية محلات للاستثمار التجاري مساحتها 315 متراً.
ثم التقطت لسموه صورة تذكارية مع مديري الإدارات والأقسام في مؤسسة القطارات.
بعد ذلك انطلق مترو دبي باتجاه محطة “إكسبو”، التي تتميز بتصميمها الفريد على شكل أجنحة الطائرة لتعكس انطلاق مدينة دبي المستقبل نحو الابتكار، واطلع سمو ولي عهد دبي ومرافقوه على جنبات المحطة التي تبلغ مساحتها الكلية 18800 متر مربع، وطولها 119 متراً، وطاقتها الاستيعابية 29000 راكب في الساعة خلال أوقات الذروة، ونحو 522 ألف راكب يومياً، وتضم المحطة ثلاثة أرصفة لصعود القطارات، وستة مواقف للحافلات، و20 موقفاً لمركبات الأجرة، وأربعة مواقف لأصحاب الهمم، كما تضم تسعة محلات للاستثمار التجاري مساحتها 264 متراً، وزودت المحطة بثمانية أجهزة تذاكر /كيوسك/ لشراء وتعبئة بطاقات /نول/، وترتبط المحطة من الجهة الشرقية مع معرض إكسبو وإكسبو COEX، فيما ترتبط من الجهة الغربية مع المركز التجاري والمجمع العمراني، وروعي في تصميمها التكامل مع منظومة المواصلات العامة، حيث خُصصت مواقف للحافلات ومركبات الأجرة.
وفي ختام الزيارة، التقى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم عدداً من المهندسين والمهندسات في مؤسسة القطارات الذين أشرفوا على تنفيذ مسار 2020، حيث عبر سموه عن اعتزازه بجهود وعطاء شباب الوطن، الذين اظهروا مهارات كبيرة في إنجاز المشروع وفقاً للبرنامج الزمني المعتمد، رغم التحديات التي فرضتها جائحة /كورونا/، والتقطت لسموه صورة تذكارية مع فريق العمل من المواطنين في المؤسسة.
جدير بالذكر أن مسار 2020 لمترو دبي سيوفر تنقلا آمناً وسهلاً لزوار معرض إكسبو الذي ستستضيفه دبي في الأول من أكتوبر 2021 وحتى 31 ديسمبر 2022، ومناطق دبي على حد سواء، وسيكون شرياناً حيوياً واستراتيجياً يصل مختلف مناطق دبي بمطار آل مكتوم الدولي في المستقبل، وتُقدّر الطاقة الاستيعابية للمسار بنحو 46 ألف راكب في الساعة في الاتجاهين /23 ألف راكب في الاتجاه الواحد في الساعة/. ووفقاً للدراسات التي أعدتها الهيئة من المتوقع أن يصل عدد مستخدمي مسار 2020 إلى نحو 125 ألف راكب في اليوم في عام 2021، يرتفع إلى قرابة 275 ألف راكب في اليوم بحلول عام 2030، كما أظهرت الدراسات قيام قرابة 24 ألف زائر يوميا باستخدام محطة إكسبو للوصول إلى موقع المعرض. ويمثل هذا العدد قرابة 18% من اجمالي عدد الزوار اليومي المتوقع لمعرض إكسبو.
وحملت التصاميم الخارجية لمحطات مسار 2020 نمطاً معمارياً متميزاً عن تصاميم المحطات التي تم تنفيذها على طول خط المترو الأحمر والأخضر، حيث اشتمل التصميم على أربعة أنماط مختلفة، وهي: المحطة الأيقونة داخل موقع معرض إكسبو التي صُممت على شكل أجنحة الطائرة لتعكس انطلاق مدينة دبي المستقبل نحو الابتكار، والمحطة التبادلية للربط بين مسار 2020 والخط الأحمر لمترو دبي عند محطة جبل علي، وهي مشابهة لتصميم محطات المترو الحالية، والنمطين الأخرين للمحطات العلوية والنفقية، التي روعي عند تصميمها توفير طاقة استيعابية أكبر من المحطات الموجودة حالياً في الخط الأحمر، وإضافة لمسات تصميمية تحاكي البساطة والحداثة ومتطلبات الاستدامة.
وتتراوح مساحة المحطات العلوية في المسار بين 8100 إلى 8800 متر مربع، فيما تتراوح مساحة المحطتين النفقيتين بين 27000 إلى 28700 متر مربع، وتبلغ مساحة محطة إكسبو 18800 متر مربع.
وجاءت التصاميم الداخلية للمحطات بطابع معاصر وخطوط انسيابية مستمدة من العناصر الأربعة للطبيعة، وهي: الهواء، والأرض، والنار، والماء، إضافة إلى تصميم دبي المستقبل، كما روعي في تصميم المحطات التكامل مع منظومة المواصلات العامة، حيث خصصت مواقف للحافلات ومركبات الأجرة، ومواقف لتحميل وتنزيل الركاب.