مترجم بتصرف: مقال لراشد الغرير، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ “كفو”
ساهمت جائحة كوفيد-19 في تغيير العالم، وتركت تأثيرات دائمة على حياة الناس حول العالم بدرجات متفاوتة. وقد برز واضحاً أن التأثير الدائم يعني محاولة التأقلم مع العالم الطبيعي الجديد، عوضاً عن العودة إلى عالم ممارسة الأعمال كما عهدناه قبل انتشار الفيروس. ومع استمرار خطر فيروس كوفيد-19 حول العالم، أدت ضغوطات إعادة فتح الاقتصادات إلى تعديلات في طريقة حياتنا مع إجراءات مستمرة لضمان صحة وسلامة الناس في مجتمعاتنا.
وبات من الواضح أننا لم نواجه تحدياً من قبل مثل هذا التحدي الذي واجهناه خلال الأشهر القليلة الماضية. وشكلت هذه الفترة تحدياً كبيراً جداً لمجتمع الأعمال، حيث فرضت تغيرات في طريقة عمل الشركات وخدماتها لعملائها، وتكيفاً مع المتغيرات في بيئة العمل. وفي شركتي “كفو”، مثلها مثل سائر الشركات الأخرى، كانت فترة لمراجعة الوضع الحالي الذي واجهناه، وإعادة النظر في المستقبل على المدى المتوسط، ومحاولة موازنة وتقييم درجات عدم اليقين التي نواجهها.
ومن وجهة نظري، فإن المبادئ الإرشادية الثلاثة وهي التعاطف والابتكار واليقين تشكل الأساس لمسيرة شركتنا خلال الأشهر القادمة لضمان بروز شركتنا بعد الأزمة أكثر قوة ونجاحاً في العالم الطبيعي الجديد. وأدناه تجدون رؤيتي للعوامل الثلاثة التي يمكن دمجها في الشركات من أجل مستقبل أفضل:
- ركز أكثر على التعاطف في الخدمات التي تقدمها: يجب علينا كمجتمع أعمال أن نقدر حالة الاضطراب التي واجهها عملاؤنا، وفهم التأثيرات التي أدت إلى تغيرات في ثقة وسلوكيات المستهلك. علينا مسؤولية الحفاظ على رفاهية أفراد المجتمع الذي نعمل فيه، وأن نكون أكثر قدرة على الاستجابة لاحتياجاتهم، والاستمرار في المساهمة في نمو الاقتصاد.
- 2. إيلاء الابتكار أولوية مضاعفة في النطاق وسرعة التطبيق: بدلاً من الابتعاد عن الابتكار خلال هذه الفترة، أعتقد أن اللجوء للابتكار هو الطريقة الأمثل. ومن أجل أن تبرز الأعمال أكثر قوة، وأكثر صلابة في عملياتها وأكثر ارتباطاً بالعالم الجديد، ينبغي عليها أن تتصرف بجرأة وثقة وتمتلك نظرة أكثر تفاؤلية. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي عليها اعتماد منهجية مرنة ليركز نموذج أعمالهم على الإنسان، ويتصرفوا بطريقة تلبي احتياجات عملائهم. إنه الوقت الأنسب لوضع الابتكار كأولوية فيما يتعلق بالمنتجات والخدمات التي نوفرها لعملائنا، وغرس ذلك ضمن طريقة تفكيرنا لتمكين موظفينا لخلق فرص جديدة تفيد أعمالنا وبالتالي عملاءنا ومجتمعنا.
- خلق الثقة في أوقات عدم الاستقرار: في الأوقات المضطربة، التردد في اتخاذ القرار وعدم حسم القرار والسلبية إزاء المخاطرة تعتبر العدو لكل شركة. وهناك جانبان لتأثيرات هذه الخطوات وهي أولاً تجاوز العالم لأعمالك بعد أن تصبح أعمالك أقل أهمية، وثانياً يمكن لمنافسيك تخطيك عبر الحصول على حصة إضافية في السوق وخلق فرص أعمال ليصبحوا أكثر أهمية بالنسبة للعملاء منك. ولذلك رغم فترة التحديات المليئة بعدم الاستقرار، ينبغي علينا احتضان التغيير وعدم الخوف منه، وخلق أرضية من الثقة لموظفيك للتصرف بثقة بما يحقق أفضل مصالح عملائك.
ينبغي غرس هذه المبادئ الإرشادية في عقلية كل فرد يعمل في شركة “كفو”. وكشركة، نريد أن نفعل أكثر من ذلك وليس أقل، حيث نريد أن نلهم الناس لتحقيق ما يفيد المجتمع اليوم، وأن نكون متجاوبين مع العملاء ومجتمع الأعمال. وبالنظر إلى أعمالنا، أعتقد أن هذه الفترة دفعتنا في شركة “كفو” لاعتماد الابتكار خياراً لنا، وأن نركز أكثر على الإنسان ونفهم دورنا في مساعدة المجتمع. وقد دفعتني هذه الرؤية إلى مراجعة نموذج عملنا الحالي لفترة ما بعد كوفيد-19، وتغييره وإلغاء رسوم التوصيل، مما يزود سيارتك بالوقود بنفس أسعار محطة الوقود، ولكن براحة بال من خلال قدومنا إليك إلى المكان الذي تكون فيه.
أؤمن أنه في عالمنا الجديد بعد كوفيد-19، ينبغي على الشركات أن تراجع طريقة عملها وتتكيف مع محيطها والعالم، وتصمم خدمات وحلولاً تلبي احتياجات المتعاملين وتسهل عليهم حياتهم. وكرئيس تنفيذي لشركة “كفو” ألتزم كشركة بجعل هذا العقد من الزمن فرصة للابتكار والتفاعل الفعال مع احتياجات المجتمع، والنظر بتفاؤل نحو المستقبل.
السيرة الذاتية للمؤلف
راشد الغرير هو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “كفو” ، أول شركة للوقود المتنقل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي صممت خدماتها لتتناسب مع احتياجات المستهلك، محدثة ثورة في مجال توصيل الوقود.