بقلم سامانثا رولز، مدير عمليات النمو والتمكين الوظيفي، شركة سيركو الشرق الأوسط
دور مزود الخدمات الاستشارية في مُساعدة الشركات على تحقيق الأهداف والرؤى بعد انحسار جائحة كوفيد-19
قد نميل عند سعينا لإحداث تغييرات فعالة ومؤثرة في شركاتنا إلى الاستفادة من مزودي الخدمات الاستشارية كي نضمن تحقيق الأهداف والرؤى والتطلعات التي نصبو إليها؛ إذ تعمل هذه الشركات الاستشارية على مُراجعة الأهداف التي ننشد تحقيقها، وتحدد العمليات والأنشطة التي ينبغي تنفيذها لنكون على المسار الصحيح لبلوغ تلك الأهداف. ولكن هنا يكمن موضع الخلل؛ فنحن بحاجة للتعامل مع شركةٍ أخرى تدعم تحقيق أهدافنا.
وتُعتبر شركات الخدمات الاستشارية عادةً كياناتٍ مُستقلة تتبنى مفاهيم نظرية وتُمهد الطريق لتحقيق أهدافنا وتطلعاتنا، بل وربما تُساعدنا على انتقاء شريك يستطيع تنفيذ هذه المهمة. إلا أنه غالباً ما يتسم نهج هذه الشركات بالشمولية في صعيد الطموحات والتطلعات، وتفتقر للخبرة العملية اللازمة لضمان عملية تنفيذ ناجحة ومتكاملة الأركان. وقد يتسبب ذلك بمشكلات إضافية، خاصةً حينما نتعامل مع شركة استشارية تمتلك ما يكفي من الجرأة للمُخاطرة بسُمعتها مُقابل تنفيذ هذه الخطط، وغالباً ما تنخرط في العملية خلال مرحلة متأخرة جداً وفي ظروف غير مواتية على الإطلاق.
وتتسم طبيعة العمل الاستشاري عادةً برفع سقف الطموحات، خاصةً مع عدم وجود التزام بتحقيق الأهداف على أكمل وجه؛ بينما قد تميل الشركة الاستشارية إلى تقديم حلٍ يتجاوز بكثير حجم قدراتها. ولأن هذه العملية يتخللها الكثير من العقبات، قد يبدو من الصعب تحقيق الرؤى والأهداف بطريقة تتسم بالبساطة والوضوح، والأهم من ذلك أنها معقولة التكلفة. ويتجلى الحل المناسب بهذا الصدد في الاستعانة بشركة استشارية واحدة للحصول على مشورتها ودعمها في تحقيق الأهداف والرؤى المنشودة.
الشركات الاستشارية تكتسب أهمية أكبر من وقتٍ مضى
تتطلع الشركات بعد انحسار جائحة كوفيد-19 إلى تحقيق وفورات كبيرة في التكاليف، مع الحفاظ على نفس مستويات الجودة والتجربة المميزة للعملاء. ويرتكز نجاح هذه المساعي على تسخير جهود الابتكار، وتغيير أسلوب العمل المُعتاد، بالإضافة إلى تعزيز القناعة والثقة بالقدرة على تحقيق الوفورات في التكاليف، مع الحفاظ على نفس مستويات الجودة والتجربة المميزة.
وسيساعد إسناد الخدمات الاستشارية إلى شركةٍ واحدة فقط في الحد بشكلٍ كبير من المخاطر والتعقيدات؛ إذ أن العملية الموحدة الناجمة عن مُواءمة تصميم الخدمة مع طريقة تقديمها، سيؤدي بنهاية المطاف إلى الاستفادة من حلول واقعية وملموسة وقابلة للتطبيق بالكامل. ومما لا شك فيه أن الشركة، المُناط إليها مهمة تقديم الخدمات الاستشارية، لن تُعرّض نفسها لخطر الإخفاق أو تُثقل جهودها الاستشارية بأهداف ووعود بعيدة المنال، وتقود بنهاية المطاف إلى نتائج مخيبة للآمال. من جهة ثانية، سيؤدي عدم فرض شروط للاستعانة بمزود ثاني للخدمات الاستشارية إلى تعزيز مسار العملية الموحدة؛ حيث سيثمر ذلك عن تحكمٍ كامل بعملية تطبيق الحلول الجديدة من قِبل جهة واحدة فقط، ودون أي انتقاصٍ من مبادئ المساءلة والمسؤولية. وستكتسب عملية المساءلة زخماً أقوى، خاصةً عند العمل مع جهة استشارية واحدة ملتزمة بتأدية الأعمال المنوطة بها دون التنصّل من التزاماتها وترك الشركة تواجه العقبات أثناء استخدام حلٍ غير قابل للتطبيق. إلى جانب ذلك، سيساعد التعامل مع شركة استشارية واحدة على الاستفادة من حلولٍ أقل تكلفة مُقارنة مع ما قد تُقدمه شركات أخرى مستقلة في السوق.
تعزيز الكفاءة في إدارة الأصول الرقمية
تُعتبر إدارة الأصول الرقمية أوضح مثالٍ يُمكن سرده في هذا السياق.
فبدلاً من اعتماد النهج التقليدي القائم على الاستعانة بشركةٍ لشراء وإعداد نظام لإدارة الأصول الرقمية والتعاون مع شركة أخرى لتطبيق وإدارة النظام، سيساعد نهج العمل أحادي المصدر على ضمان إدارةٍ أكثر فعالية لدورة حياة الأصول وتحقيق أفضل أداءٍ للأصول. ويمكن أيضاً تعزيز سلامة البيانات وتحقيق القيمة المميزة، عبر تقليل عدد الأطراف المُشاركين في جميع مفاصل سلسلة التوريد.
ومن خلال الاستعانة بشركة متخصصة واحدة غير مُنحازة لأدوات تقنية أو أنظمة معينة في السوق، والتي بإمكانها شراء وتنفيذ وإدارة وصيانة الحلول المثلى لتلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية، سيتوقع العملاء تطبيق نهجٍ أكثر تقدماً لمواصلة عملية التحسين التي يُنظر فيها إلى عمليات الصيانة على أنها نشاط استثماري هام وليس مُجرد نفقات. ويجب أن يترافق ذلك مع التزام العملاء بقدرٍ أكبر من الشفافية والدقة بشأن اتخاذ القرارات المُرتبطة بنفقات رأس المال والمصاريف التشغيلية، وفق طريقة تعكس حالة مرافقهم بشكلٍ واقعي.
وتسعى الشركات، المُهتمة بهذا المزيج من خدمات الاستشارات والتنفيذ، إلى صقل استراتيجيتها الخاصة بدخول الأسواق عبر تعزيز إمكاناتها الداخلية، ما سيُترجم بطبيعة الحال إلى زيادة قدرتها على تزويد العملاء بمجموعة أكبر من الخدمات بالاعتماد على نهج عمل موحد ومناسب التكلفة. في ضوء ذلك، ستغدو عمليات الشراء مُبسطة، فيما ستصبح عملية التنفيذ أسرع، مما سيتيح للعملاء تحقيق منافع إيجابية خلال فترة وجيزة.
سيركو تتفرد في تطبيق نموذج جديد في منطقة الشرق الأوسط
استطاعت سيركو تعزيز ريادتها في هذا المضمار عن طريق تسخير إمكاناتها وخبراتها الواسعة لتقديم حلولٍ قابلة للتطوير والتخصيص بحسب مُتطلبات واحتياجات كل عميل، واستعدادها للعمل بصورة استباقية لتلبية الاحتياجات المُتغيرة للسوق، وخاصةً بعد انحسار جائحة كوفيد-19.
فعلى سبيل المثال، تُدير شركة سيركو وكالة تصميم الخدمات وتجارب العملاء إكسبيرينس لاب كعُنصرٍ متكامل ضمن استراتيجيتها الأساسية لإدارة أصول العملاء والأفراد والبيانات. ويساعد ذلك على إدراج تجربة المستخدم النهائي في المحور الرئيسي لجميع أنشطة وخدمات الشركة. وتجري وكالة إكسبيرينس لاب أبحاثاً تجريبية حول تجربة الجمهور المُستهدف لعملائنا. وفي هذا الإطار، نعمل على الاستفادة من نهجنا الاستشاري لمُراجعة وتقييم النتائج ثم تطوير حلول مصممة خصيصاً لإثراء تجربة المستخدم، والتي يتم دمجها لاحقاً في مجموعة خدماتنا الأساسية المرتبطة بإدارة الأصول والأفراد والبيانات. ونُركز في نهاية العملية على تحسين تجربة العميل، وتعزيز الكفاءات التشغيلية وتقديم خدمات عالية الجودة؛ علماً أن كل ذلك يتحقق عبر التعاون مع شركة واحدة فقط وهي سيركو.
شراكات طويلة الأمد قائمة على المساءلة المركزية
إن بناء علاقة موثوقة بين العميل ومزود الخدمات الاستشارية سيضمن للعملاء تحقيق الوفورات المالية، إلى جانب تحسين الخدمات وإضافة أهدافٍ واقعية قابلة للتنفيذ إلى استراتيجياتهم. ويرتكز مفهوم المُسائلة المركزية في هذا الإطار على اعتبار الشركة، المُناط إليها مهمة تقديم الخدمات الاستشارية، كشريكٍ حقيقي وموثوق، تتعاون مع العميل في إدارة الميزانيات وتحقيق هدفٍ واحد فقط بأقل العقبات الممكنة.
ولا يخفى على أحدٍ أن عام 2020 كان مُثقلاً بالتغييرات الكبرى، ونحن واثقون من امتلاكنا القدرة الكافية لمواكبة تلك التغييرات من خلال التعاون مع عُملائنا. في ضوء ذلك، نعتقد أن تحقيق نتائج مؤكدة وبناء سجل حافل بالتميز والتعامل مع شريك موثوق على المدى الطويل، يستوجب التعاون مع شركةٍ واحدة متخصصة يُمكنها تقديم المشورة والمساعدة في إنجاز التحول المنشود للأعمال، بما يضمن مواصلة مسيرة النجاح بعد انحسار جائحة كوفيد-19.